
بسم الله الرحمن الرحيم
أن لصيام شهر رمضان آثار مفيدةً كثيرة . منها :
دينياً : حيث يزيدنا صيام شهر رمضان قرباً من الله تعالى وذلك بتأدية واجب من الواجبات المفروضة علينا من قبله تعالى .
أخلاقياً : فالصيام تربية روحية وأخلاقية ، ومقوم للسلوك عن طريق صوم الجوارح عن الأذى للآخرين واجتناب الغيبة وسوء الأخلاق والتحلي بالحلم والفضائل التي دعانا إليها الإسلام .
اجتماعياً : يعدّ شهر رمضان من موجبات التكافل الاجتماعي . حيث ورد فيه الاستحباب لصلة الرحم ومساعدة الفقير وتفطير الصائم فضلاً عن أنه يجعلنا نشعر بجوع الفقير ، وكل ذلك يسهم في تقوية الأواصر الاجتماعية للفرد فينعكس إيجابياً على شخصية الصائم .
صحياً : الصيام وقاية وعلاج لكثير من الأمراض النفسية والبدنية ولقد أثبت ذلك القرآن الكريم والسنة الشريفة قال تعالى ( وأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ )
{الآية 184من سورة البقرة } وقال الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وآله ) : " صوموا تصحّوا" كما أكد ذلك كثير من علماء الطب في العالم ، بشرط عدم الإسراف بالأكل والشرب بعد الإفطار .
روي عن الإمام الصادق " عليه السلام " أنه قال : قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )الصوم جُنَّة من آفات الدنيا وحجاب من عذاب الآخرة ، فإذا صمت فانو بصومك كفَّ النفس عن الشهوات وقطع الهمة عن خطوات الشيطان والشياطين وأنزل نفسك منزلة المرضى لاتشتهي طعاماً ولا شراباً
وتوقع في كل لحظة شفاك من مرض الذنوب وطهِّر باطنك من كل كذب وكدروغفلة و ظلمة يقطعك عن معنى الإخلاص لوجه الله تعالى . وعنه "عليه السلام " قال : (إذا صمت ، فليصم سمعك وبصرك وجلدك وشعرك ). وقال "عليه السلام"
(ولا تجعلوا يوم صومكم كيوم فطركم ، وأن الصوم جُنَّة من النار ). فالصوم يميت مراد النفس وشهوات الطمع وفيه صفاء القلب وطهارة الجوارح وعمارة الظاهرة والباطن والشكر على النعم والإحسان إلى الفقراء وزيادة التضرع والخشوع والبكاء والالتجاء إلى الله تعالى في هذا الشهر العظيم شهر الله شهر البركة والرحمة والمغفرة ،
شهرٌ هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي ،وساعاته أفضل الساعات ،هو شهرُ ضيافة الله أنفاسُ الصائم فيه تسبيحٌ ،ونومه فيه عبادةٌ ، وعمله فيه مقبولٌ ، ودعاؤُهُ فيه مستجابٌ ، أعادهُ الله علينا وعلى جميع المؤمنين بالخير والبركة .
والحمد الله رب العالمين وصلاة على محمَّدٍ وآل محمَّدٍ

تعليق