تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
صبية في الخامسة من العمر، أدركت خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام )،وكان أبوها قد استشهد في ركاب أمير المؤمنين(عليه السلام)
في معركة صفين ،وتعد هذه الصبية في جملة أصحاب أمير المؤمنين(عليه السلام) ومن الروايات عنه .
وقد ألتقت هذه الجاريةُ بعبد الواحد بن زيد في جوار الكعبة ،فتحدثت عن خصال أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضائله ،وكلامُها خيرُ دليلِ على عُمق معرفتها بمقامِ الإمامة، وعلى رسوخ ولأئها لمولاها أمير المؤمنين (عليه السلام) .
قصة هذه الجارية مع أمير المؤمنين عليه السلام):
عبد الواحد : خَرَجتُ إلى مكّة ، فبينما أنا أطوفُ فإذا أنا بجاريةٍ خُمسيّة وهي متعلقةٌ بستارة الكعبة وهي تخاطب جاريةً مثلها هي تقول: لاوحقَّ النتَجَبِ بالوصيّة ، الحاكم بالسَّوية، الصحيحِ البينة، زوجِ فاطمةَ المرضيّة ...ما كان كذا وكذا.
فقلت لها: يا جارية، من صاحبُ هذه الصفحة؟
قالت: ذلك ـوالله ـعَلمَ وبابُ الأحكام، وقَسيمُ الجنة والنار، ورَبانيُّ هذه أُمة، ورأسُ الأئمّة، أخو النبيّ ووصيُّه وخليفتُفي أمّته، ذلك مولاي
أميرُ المؤمنين علي ابنُ أبي طالب (عليه السلام) .
قال عبد الواحد: فقلتُ لها: ياجارية، بما يستحقّ عليٌ منكِ هذه الصفحة ؟
قالت: كان أبي ـ والله ـ مولاه، فقُتل بين يدَيه يومَ صفيّن، ولقد دَخل يوماً على أمّي وهي في خِبائها، وقد ارتكبتني وأخاً لي من اجدري ما ذهب بهِ أنصارنا، فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول:
ما إن تأوهتُ من شيءٍ رُزئتُ به
كما تأوهتُ للأطفالِ في الصغرِ
قد مات والدهم من كان يكفلهم
في النائباتِ وفي الاسفارِ
ثم أدنانا إليه، ثم امر يده المباركة على عيني وعيني أخي، ثم دعا بدعوات ثم شال يده، فها أنا ـ بأبي أنت والله ـ أنظرُ إلى الجمل على فرسخ، كل ذلك ببركتهِ صلوات الله عليه .....
ثم قالت: أتحب علياً ؟ قلتُ :اجل.
قالت: ابشر، فقد استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها. ثم ولت وهي تقول:
ما بث حب علي في ضمير فتىً
إلا لهُ شهدت من ربهِ النعمُ
ولا ل قدم زل الزمان بها
إلا لهُ ثبتت مِن بعدها قدمُ
ما سرني انني من غير شيعتهِ
و ان لي ما حواه العرب و العجمُ .
تعليق