بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هكذا كانوا علماؤنا
نقل أحد مراجع الشيعة الكبار في زمانه وهو السيد عبد الهادي الشيرازي قدّس سره، قصة عن المرحوم المرجع الكبير السيد أبو الحسن الأصفهاني قدّس سرّه وهي:
ذات مرة وبعد الانتهاء من أداء فريضتي المغرب والعشاء قدّمت لسماحة السيد أبو الحسن الأصفهاني مجموعة من الاستفتاءات. وقرّرت أن أذهب إلى بيته عند السحر لاستلم أجوبتها، وصمّمت مع نفسي وأنا في الطريق إلى بيته على أن لا أطرق الباب إلا إذا كان مصباح غرفته موقداً، فكان كذلك، فطرقت الباب وبعد الاسئتذان دخلت في غرفته، فوجدته منهمكاً بالإجابة على مجموعة كبيرة من الأسئلة الشرعية وقال لي:
عندما رجعت إلى البيت ودخلت غرفتي أردت أن أتناول العشاء أولاً (وأشار إلى الصحن الذي كان فيه عشاؤه والذي كان في أحد جوانب الغرفة) وبعدها أنام ثم عند الصباح أقوم بالإجابة على الأسئلة ولكن في الوقت نفسه أحسست أن قلبي يقول لي: دع العشاء والراحة والنوم وعليك بالإجابة على الأسئلة الشرعية أولاً، فهو أهمّ من العشاء والنوم... .
إن الذي جعل السيد أبو الحسن ألاصفهاني قدّس سرّه أن يكون مرجعاً كبيراً لأتباع أهل البيت صلوات الله عليهم هو ذلك الاهتمام القلبي بالاستجابة إلى العمل وفق ما يعتقده لا وفق ما يشتهيه. فكل من يهتم بمعتقده ويفضّله على ما يشتهيه فسيكون مخلّداً وتكون كل أعماله نافعة ومفيدة.
---------
عساك بخيرٍ يا ولدي !
نقل لي احد العلماء الافاضل ان في تشيع جنازة العارف الرباني اية الله الحاج ميرزا جواد الطهراني (رحمه الله) الذي جرى في مدينة مشهد المقدسة انه شوهد احد الشبان يبكي خلف الجنازة بشدة فسألناه هل لك قرابة مع المرحوم
قال:- لا
قلنا فما سبب بكائك الشديد عليه قال انه كان صاحب قلب رحيم وروح كبيرة وصدر واسع وعطف وحنان فلقد كان الشيخ قبل سنوات يمشي فصدمته بدراجتي صدمة عنيفة جداً حتى سقط بعيداً وسقطت انا جانباً اتألم وكنت خائفاً من غضب الشيخ لان الخطأ كان مني لا شك في الاثناء رأيته قد دنا مني واخذ يتفقد حالي يسالني كيف حالك ياولدي ؟
عساك بخير ان شاء الله ما تأذيت قم ياولدي خذ دراجتك واحذر مرة ثانية ان تؤذي نفسك !!!
وبينما كنت خجلاً من كلمات الشيخ ورأفته العظيمة وعفوه الكبير قمت واخذت دراجتي وقام الشيخ فأخذ عمامته وعباءته المرميتين على الارض فودعني بابتسامته العريضة صرت بعد هذا الموقف مشدوداً الى حبه ولا انسى فضله لقد اعطاني درساً في الحلم والعفو والترفع عن الامور التي كم يحدث مثلها في المجتمع ويسبب مشاكل بين الناس فتتولد بينهم العداوات منها بينما لو كانوا منذ البداية يتربون على معنوية هذا الشيخ لحلت المشاكل وانجلت العداوات عن صدورهم .
قصص وخواطر _ ص440
تعليق