طوائف المغرورين
الطائفه الثانيه ( العصاة والفساق من المؤ منين)وسبب غرورهم وغفلتهم اما بواعث غرور الكافرين كما تقدم في بحثنا السابق او ظنهم ان الله سبحانه وتعالى كريم و رحمته وا سعه ونعمته شامله ويقولون انا موحدون ومؤمنون فكيف يعذبنا مع الأ يمان وا لتوحيد وربما اغتر بعضهم بصلاح آبائهم وعلو مرتبتهم كأغترار بعض العلويين بنسبهم مع مخالفتهم آبائهم الطاهرين في الخوف والورع وعلاج هذا الغرور ان يعرف الفرق بيت الرجاء الممدوح والتمني المذموم كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والاحمق من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله)
فالرجاء لاينفك عن العمل ومن رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيىء هرب منه، والذي يرجو في الدنيا ولدا" ولم ينكح او نكح ولم يجامع او جامع ولم ينزل، فهو مغرور احمق، كذلك من رجا رحمة الله ولم يؤمن، او آمن ولم يترك المعاصي او تركها ولم يعمل صالحا"،فهو مغرور جاهل كما قال تعالى (كل نفس بما كسبت رهينه) الآيه 38من سورة المدثر
فيا ترى انه من استأجرعلى اصلاح اوان وشرط له أجرة عليها وكان الشارط كريما" يفي بشرطه ووعدهوكان يزيد على ذلك، فجاء الأجير وكسر الأواني وأفسدها جميعا" ثم جلس ينتظر الأجرظنا" منه ان المستأجر كريم، فهذا غرور وسببه الجهل بين الرجاء والعزة.
أما المغرور بعلو رتبة آبائه ، ظانا" ان الله تعالى يحب آباءه، ومن أحب انسانا"احب اولاده فهذا قمة الحماقه ،لأن الله سبحانه وتعالى يحب المطيع ويبغض العاصي من غير ان يلاحظ آبائهم، اذ لاتزر وازرة وزر أخرى فمن زعم انه ينجو بتقوى ابيه كمن زعم انه يشبع بأكل ابيه او يصبح عالما" بتعلم ابيه، او يصل الى الكعبه بمشي ابيه .فهيات هيات ان التقوى فرض عين على كل احد وعند الجزاء يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه ولا ينفع احد احد الا على سبيل الشفاعة بعد تحقق شرائطها. فالعصات المغرورون اما ليست لهم طاعات فتمنيهم المغفرة غاية الجهل او لهم طاعات ولكن معاصيهم اكثر ومع ذلك يتوقعون المغفرة وترجح حسناتهم على سيئاتهم وهو ايضا غاية الجهل كمن يضع عشرة دراهم في كفت ميزان وفي الكفة الاخرى الفا او الفين وتوقع ان تميل الكفة الثقيلة بالخفيفة او كالذي يحج طول عمره ويبني مسجدا ولايجتنب من اخذ اموال الناس ويقول كيف يعذبني الله فلقد حججت وبنيت مسجدا. فيا عجبا لمن يحاسب نفسة ويحتاط خوفا ان يفوته مقدار قيراط من فوت العليين ومجاورة رب العالمين.
المصدر :
جامع السعادات الجزء الثالث
جامع السعادات الجزء الثالث
تعليق