بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
لقد تقدم أن الكلمة اسم وفعل وحرف والاسم إذا شابه الحرف فهو مبني أو لا ( فهو معرب ) ، والمعرب إما أن يشابه الفعل فهو ( متمكن ) وهو الاسم الممنوع من الصرف أو لا ( لم يشابه الفعل ) فهو ( متمكن أمكن ) أي متمكن من الحركات الثلاث والتنوين وهو المنصرف
فالاسم المعرب على ضربين : منصرف ( زيد و عمرو ) ينون ويجر بالكسرة في كل حال نحو ( هذا زيدٌ ) و ( رأيت زيداً ) و ( مررت بزيدٍ )
وغير المنصرف ( أحمد ومروان ) لا ينون ويجر بالفتحة ما لم يضف أو يدخله الألف واللام لان الألف واللام والإضافة لا تجتمع مع التنوين بمعنى إن وجدت ( الألف واللام والإضافة ) وهي من مختصات الأسماء ترجع الاسم إلى الأصل بعد أن شابه الفعل واخذ حكمه أي ترجع الغير منصرف إلى منصرف ففي الإضافة نقول ( مررت بأفضلِكم ) وفي الألف واللام ( بأقسامها الثلاثة التعريف والموصولة التي تدخل على اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة والزائدة التي تدخل على العلم ) مررت بالمساجدِ ، مررت باليقظانِ ، مررت باليزيدِ
ومنع الممنوع من الصرف الجر بالكسرة تبعا لمنع التنوين ( الاسم إذا شابه الفعل ثقل فلم يدخله التنوين لان التنوين علامة الأخف عليهم والخاص بالأمكن ) لتآخيهما في اختصاصهما بالأسماء وتعاقبهما على معنى واحد في باب ( راقودٌ خلا وراقودُ خلٍ ) أي تناوبهما على معنى واحد هو مطلق التمييز ( المنصوب والمجرور ) وهو أعم من أن يكون نصا أو احتمالا وذلك إذا قلت ( عندي راقودُ خلا ) كان القصد المظروف نصا لان التمييز المنصوب على معنى ( من ) نصا وإذا قلت ( عندي راقودُ خلٍ ) احتمل أن يكون ( خل ) تمييزا على معنى ( من ) فيكون القصد المظروف أو أن تكون إضافة راقود اليه على معنى ( اللام ) فيكون القصد الظرف
ووجه تعاقبهما أن راقودا إن نون لم يُجر ( خل ) بل ينصب تمييزا وإلا ( لم ينون ) جُر بإضافة راقود إليه إضافة المميز إلى التمييز .