
أسمى آيات التهنئة والتبريك للامام الحجة بن الحسن المهدي روحي وارواح العالمين لمقدمه الفداء وللاخوة والاخوات الصائمين والصائمات حلول عيد الفطر السعيد وكل عام وانتم بخير .
إن هذا اليوم يوم عيد ، ( فليس العيد لمن لبس الجديد ، وإنما العيد لمن أمن الوعيد ) ( كلُ يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد ) فالذي يعصي الله في يوم العيد بنظرة أو عمل أو كلام فأي عيد هو هذا ؟ وهناك فرحتان بالعيد : هناك فرحةٌ ساذجة ، وفرحةٌ معمقةٌ واعية ، فرحة الأطفال فرحة ساذجة ، فالطفل يتمنى العيد للملابس الجميلة ، و الهدايا المأخوذة من الآباء والأرحام ، ولكن المؤمن يفرح لأمر آخر ، وتتجلى فرحته بالمغفرة ( للصائم فرحتان : فرحةٌ عند افطاره ، وفرحةٌ عند لقاء ربه ) البعض يفسر : ( فرحة عند إفطاره ) هي الفرحة بانتهاء الشهر على خير ، والتمكن من صيامه ، و عدم الابتلاء بمانع ، ففرحة العيد هي فرحةُ الانجاز .. والاتقان .. والمغفرة .. والرضوان ، ففي أول الشهر المغفرة ..وفي آخره الرضوان ﴿ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ أَكْبَرُ ذٰلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ– التوبة 72﴾ .
عن علي أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في بعض الاعياد: (( انما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد )).
وعن الامام الرضا ( عليه السلام ) قال :
(( إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه ، ويبرزون لله عزّ وجلّ فيمجدونه على ما من عليهم ، فيكون يوم عيد ، ويوم اجتماع ، ويوم فطر ، ويوم زكاة ، ويوم رغبة ، ويوم تضرع ، ولأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب ، لأن أول شهور السنة عند أهل الحق شهر رمضان ، فأحب الله عزّ وجلّ أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه ويقدسونه )) الفقيه 1 : 330 | 1488 .
التخطيط الفكري وبرمجة العمل: في الجيوش النظامية بين الدول ، الدولة المغزية قد تفتح الأبواب ، تستدرج الجيش ، ثم تنقض عليه ، بعد قطع المدد عنه من الخلف – فيما يُعرف بحملة المقص - وينتقمون من هذا الجيش أيما انتقام ، لذا فالقائد المحنك عندما يهجم على معقل ما يحسب حساب الثبات .. البقاء .. المؤن .. الغذاء .. السلاح .. هل هو كافٍ للبقاء في هذا الثغر أم لا ؟.. وإلا ما قيمة فتح تُرفع بعده الأعلام البيضاء سريعا ؟!.. ونحن علينا الانتباه من حملة المقص من قبل الشياطين التي وقفت على أبواب المساجد ، تنتظركم مغرب آخر يوم من شهر رمضان ، بعد فتح أغلالها لإكمال مهمتها في إغواء البشر ، فينتقمون في شهر شوال لما فقدوه في شهر رمضان .

تعليق