بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِمْ يَا كَرِيِمْ
***
ظاهرة القص واللصق وقضية الاخلاق العلمية ج1

..ونحن نعيش في ظل عصر السرعة والعولمة ، عصر التكنلوجيا والانترنت
يبدو وللوهلة الاولى اننا سوف نحظى بثورة عظيمة
ــ على كلا الصعيدين الكمّي والكيفي ، في مجال الدراسات والتاليف والابحاث العلمية والابداع الفكري والثقافي ــ
علىى غرار ماشاهدناه من طفرات نوعية ــ كما يُعَبَر ــ في كثير من مجالات الحياة الخدمية والترفيهية وغيرها .
الا اننا ومن المؤسف لم نوفق حتى الان في استحصال الظروف والامكانات الكبيرة
والمتوفرة لدينا اليوم بالصورة المثالية كما لم نستفد من التطورات الحاصلة في المجال المذكور
بل لم نتعلم بعد طرق الاستفادة الصحيحة من الامكانيات .
فعلى سبيل المثال لو لاحظنا في مجتمعنا اليوم نرى الكثير من طلبة الكليات والجامعات
الذين يُكَلِفون بتحضير دراسة ما ، يلجأون الى اسرع الطرق واسهلها في سبيل تهيئة هذه المباحث
الا وهي الاعتماد على المناهج والدراسات الموجودة على صفحات الانترنت
التي تَكَلَف بكتابتها غيرهم من الطلبة المثابرين ليتم استغلالها من قبلهم
من خلال عملية (القص واللصق) ومن دون اي عناء وجهد مادي ومعنوي
ومن الواضح انها عملية غير سليمة ، فهي سرقة للحقوق الفكرية للاخرين
وعدم الالتزام بالامانة العلمية في مجال البحث العلمي
كما انها تمثل حالة سلبية للطالب والباحث ، من خلال الخمول الفكري والثقافي الذي يعيشه
بعد ان اعتاد الاعتماد على الاخرين في تحضير مباحثه ودراساته المطلوبة
ومن دون ان يحرك فكره ويجهد بدنه في تحصيلها
وهذا ما ينذر بنشوء جيل إِتكالي قد تعود الراحة والخمول والكسل
وسرعان ما يسقط هذا الجيل في اولى تجارب الحياة المهنية والعلمية او الجهادية وغيرها .
بيد ان الصحيح والواجب ان يكون الباحث على قدر من الحس الايماني الصادق
وان يزن الامور بموازين الشرع ، متحريا اهدافه ومقاصده بكل صدق وامانة
وان يبذل جهده في اتقان البحث العلمي ، ولا يتقاعس عن القيام بما يجب القيام به
من البحث والتدقيق وتخريج الاحاديث والرجوع الى أُُمات وغيرها
وان يبتعد عن كل ماينافي الامانة من الخيانة العلمية والغش وغير ذلك من المعاني المنافية لها
وان يسخر الامكانيات المتاحة من الانترنت وغيرها لتكون اداة اضافية
لجمع مصادر المعلومات التي يحتاجها في دراسته وابحاثه
ويكون على اطلاع على دراسات الغير هو لزيادة الرصيد الفكري
ولاجل اجراء المقارنات والدراسات لاغير .
وما يزيد الطين البلة هو عدم مبالاة الجهات المسؤولة والمعنية
بمناقشة مباحث ودراسات واطروحات الطلبة بخطورة هذه الظاهرة السلبية والاليمة

تعليق