الالتفاف حول القائد..ما أشبه اليوم بالأمس
في إحدى سنوات العصور القديمة هُوجِمّت بلاد المنطقة من قبل أقوام همجية تقتل وتنهب كل مايلاقيها..وكلما توسعت زادت قوتها تقتيلاً ونهباً وشراسة..قابلها رهبة شديدة عند الأقوام التي كانت تتخوف وترقب وصولها.. وأصبحت القوة الغازية (قبائل الهكسوس) تبتلع البلدان ابتلاعاً حتى وصلت حصون بلاد طيبة(مصر حالياً) ودارت معركة مفصلية بين الجمعين انتهت بمقتل قائد جيش طيبة،فولى جمعه هارباً بأجمعه الى داخل البلد قاصدين بيوتهم فراراً بأرواحهم، شاهدهم فلاح..نعم فلاح يعمل في أرضه عندما استوقفهم، من انتم؟ نحن جيش طيبة الذي نهزم وقتل قائده،وأين هم الغزاة الآن؟..أنهم يتبعوننا مسافة نصف نهار.
قال لهم الفلاح..و وبهروبكم هذاهل ستنجون بأرواحكم؟ وأولادكم؟ وإعراضكم؟ فضلا عن أموالكم وبلدكم؟ فالعدو سيصل مضاجعكم بعد ساعات وسيقتلكم قتل الذليل.
فردوا عليه :نحن بلا قائد والجيش منكسر، وهنا بدأت القصة التي سجلها التاريخ فقد شمر الفلاح الغيور عن ساعديه وقال لهم: سيروا خلفي..انا من سيتقدم لهم واهجموا معي بحماس الشجعان، وتجمعت حوله الفلول الهاربة وهجموا عليهم بشراسة الشجعان،فكان النصر وانكسار الغزاة.
وهنا التاريخ يعيد نفسه، متمثلاً بالهجمة الداعشية التي استباحت كل شيء حتى قبور الأموات
وأصبحت على وشك ابتلاع البلد بأكمله بعد تراجع القوات الأمنية أمامه بشكل مخيف،وكما ثار أهل مصر وهزموه بيد فلاح غيور، ثار أهل البلد النجباء بفضل صوت المرجعية الذي أشعل فيهم نار الجهاد الوهاجة، فتسابق شجعانه على اختلاف مشاربهم وبلدانهم نحو الوحوش الداعشية التي فوجئت بقوتهم فالحقوا بها الهزائم النكراء بانتصارات حفظت البلاد والعباد من شرورهم السوداء، وجعلت أهل البلد وحلفائهم مدينين لهؤلاء النجباء،فمن بالبسالة هزموا غازياً،تفنى الدهور....ولا يفنى ذكرهم.
عامر جواد اليساري
تعليق