شح المياه وشح التقوى
أجاب احد الناس الساكنين في القرى على سؤال لأحد أرحامه عن حالهم بعد عودة مياه السقي إليهم بعد انقطاع طويل مجيباً..ان حالهم سابقاً كان افضل بكثير فتوقف نشاطهم الزراعي جعلهم أصدقاء لايفترقون، اما بعد عودة الماء للجريان دبت الخلافات بينهم حول توزيع حصصه فيما بينهم،واصبح الأصدقاء فرقاء..
تلك قصة حقيقية وقعت قبل عقود من السنوات قبل ان تضرب البلد هذه الايام شحة مياه لم تر مثلها من قبل، وأفرزت تلك الشحة واقعاً مريراً،فلم يقتنع المزارع بالحصة المخصصة له،بل دفعه الأمر الى زيادتها عبر نصب مضخات سحب المياه مستغلاً غياب العقوبات الرادعة، فوقع أسير شح تقواه بعد ان اركن وازعه الديني جانباً فجرته حبال الشياطين_ان لم تكن إشاراتهم_ الى سرقات كبيرة ومتنامية معاذ الله..فالزرع الذي ينبت من الماء المسروق يثمر حراماً، فيتناوله هو وعياله ومايملكه من دواب، بل ويبيع المحصول بالسوق بكميات كبيرة: فتخيل كم من الحرام اغترف وأطعم عياله وأختزن؟
ولعلمكم ان رية ماء واحدة غير شرعية ستحول كل ماروته واكل منه وبيع الى سحتاً بلا نقاش ولسنوات طويلة،وربما تصل لأجيال!. بتأكيد جميع مراجع الدين الذين سئلوا حول الموضوع.
والصعب في القضية ان الماء المسروق لايعود لشخص واحد لكي يتم لملمة الموضوع وابراء الذمة، بل يستحوذ على ماء مخصص لكثيرين غيره مسبباً لهم المجاعة بشكل مباشر، وأي جرم اكبر؟
ان المشكلة في تفاقم مستمر، فلا توزيع عادل للحصص المائية، ولا جهات رقابية تردع هؤلاء المتجاوزين، ولا ضمير أو وازع ديني يدفع (السارق) للتراجع،فقد افرزت شحة المياه شحاً للتقوى عندهم، فقد قال الجليل في كتابه المجيد(يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً وماعملت من سوء تود لو انه بينها وبينه أمدا بعيداً ويحذركم الله نفسه) آل عمران الأية30
والحديث النبوي الشريف: حب لأخيك ماتحب لنفسك صريح وواضح الا اللهم اذا كان المخالف يحب لأخيه ان يشاركه الفعل نفسه!
عامر اليساري
أجاب احد الناس الساكنين في القرى على سؤال لأحد أرحامه عن حالهم بعد عودة مياه السقي إليهم بعد انقطاع طويل مجيباً..ان حالهم سابقاً كان افضل بكثير فتوقف نشاطهم الزراعي جعلهم أصدقاء لايفترقون، اما بعد عودة الماء للجريان دبت الخلافات بينهم حول توزيع حصصه فيما بينهم،واصبح الأصدقاء فرقاء..
تلك قصة حقيقية وقعت قبل عقود من السنوات قبل ان تضرب البلد هذه الايام شحة مياه لم تر مثلها من قبل، وأفرزت تلك الشحة واقعاً مريراً،فلم يقتنع المزارع بالحصة المخصصة له،بل دفعه الأمر الى زيادتها عبر نصب مضخات سحب المياه مستغلاً غياب العقوبات الرادعة، فوقع أسير شح تقواه بعد ان اركن وازعه الديني جانباً فجرته حبال الشياطين_ان لم تكن إشاراتهم_ الى سرقات كبيرة ومتنامية معاذ الله..فالزرع الذي ينبت من الماء المسروق يثمر حراماً، فيتناوله هو وعياله ومايملكه من دواب، بل ويبيع المحصول بالسوق بكميات كبيرة: فتخيل كم من الحرام اغترف وأطعم عياله وأختزن؟
ولعلمكم ان رية ماء واحدة غير شرعية ستحول كل ماروته واكل منه وبيع الى سحتاً بلا نقاش ولسنوات طويلة،وربما تصل لأجيال!. بتأكيد جميع مراجع الدين الذين سئلوا حول الموضوع.
والصعب في القضية ان الماء المسروق لايعود لشخص واحد لكي يتم لملمة الموضوع وابراء الذمة، بل يستحوذ على ماء مخصص لكثيرين غيره مسبباً لهم المجاعة بشكل مباشر، وأي جرم اكبر؟
ان المشكلة في تفاقم مستمر، فلا توزيع عادل للحصص المائية، ولا جهات رقابية تردع هؤلاء المتجاوزين، ولا ضمير أو وازع ديني يدفع (السارق) للتراجع،فقد افرزت شحة المياه شحاً للتقوى عندهم، فقد قال الجليل في كتابه المجيد(يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً وماعملت من سوء تود لو انه بينها وبينه أمدا بعيداً ويحذركم الله نفسه) آل عمران الأية30
والحديث النبوي الشريف: حب لأخيك ماتحب لنفسك صريح وواضح الا اللهم اذا كان المخالف يحب لأخيه ان يشاركه الفعل نفسه!
عامر اليساري
تعليق