بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وأل محمد
{قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورا رحيم}.اللهم صلي على محمد وأل محمد
(قل أن كنتم تحبون الله) دعوة الى الآيمان بة تعالى وعبادته بالاخلاص له واجتناب الشرك وهذا يتم اذ تعلق قلب الانسان بالله وحده دون اي صنم أوند أوغاية دنيوية بل ولامطلب أخروي كفوز بالجنة أو خلاص من النار /والحب هو الوسيلة لارتباط كل طالب بمطلوبه0 (فاتبعوني يحببكم الله )اتبعوا هذه الشريعة وعندها تكون البشارة للمحب حبيبه له وهذا هو الذي يبتغيه محب يحبه (ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورا رحيم ) فالرحمة الالهية الواسعة غير موقوفة على شخص ومن غير استثناء بكم اطلاق افاضته والذنوب هي التي تمنع الكرامة ولاحجاب بين العبد وربه الاالذنب والحب يسقط هذا الحجاب .
-محبة الله – سبحانه - له علامات:
1- ان يحب لقاءه بطريق المشاهدة والعيان في دار السلام /ولتوقفه على الموت يحب الموت ويتمناه /اذ كل من يحب شياء يحب لقاءه ووصله /اذا علم انه يمتنع الوصول اليه ألا بالارتحال من الدنيا بالموت ويكون حبه للموت حب قوي وكيف يثقل على المحب ان يسافر من وطنه الى مستقر محبوبه ويتنعم بمشاهدته ولذ قال (حذيفه) عند موته

2- أن يؤثر مراد الله – سبحانه – على مراده اذا المحب لا يخالف هوى محبوبه لهوى نفسه كما قيل :
أريد وصاله ويريد هجري فاترك ما أريد لما يريد
فمن كان محبا لله :يمتثل أوامره ويجتنب نواهيه ويحترز عن اتباع الشهوات ويدع الكسالة والبطالة ولا يزال مواظبا على طاعته وانقياده ويكون مبتهجا متنعما بالطاعة ولا يشغلها ويسقط عنه تعبها وقد روي: (أن زليخا لما ا منت وتزوج بها يوسف عليه السلام )انفردت عنه وتخلت للعبادة وانقطعت الله –تعالى- وكان يوسف يدعوها لكي تذهب اليه في النهار فتقول سوف اذهب اليه في اليل وأذا دعاها ليلا سوفت الى النهار فعاتبها في ذلك فقالت:يا رسول الله !أنما كنت أحبك قبل أن أعرف ربك فأما اذ عرفته فلا أ و ؤ ثر على محبته محبة من سواه وما أريد به بدلا.). ثم الحق أن العصيان يضاد كمال المحبة لا أجلها ولذا قد يأكل الرجل المريض ما يضره ويزيد في مرضه مع انه يحب نفسه ويحب صحته والسبب ضعف المعرفة وغلبة الشهوة فيعجز عن القيام بحق المحبة.
3-ألا يغفل عن ذكر الله سبحانه بل يكون دائما مستمرا بذكره اذ من أحب شيئا أكثر ضرورة وذكره وذكر ما يتعلق به فمحب الله لايخلو عن ذكر الله وذكر رسوله وذكر القران وتلاوته لأن كلامه ويكون محبا للخلوة ليتفرد بذكره وبمناجاته ويكون له كمال الانس والالتذاذ بمناجاته وفي أخبار داود: (كذب من ادعى محبتي واذا جنه الليل نام عني أليس كل محب يحب لقاء حبيبه؟ فما أنا ذا موجود لمن طلبني).
4-ألا يحزن ولا يتألم من فقد شيء ولا يفرح بوجود شيء سوى ما يقربه الى الله أو يبعده عنه .فلا ينبغي أن يحزن ويجزع في المصائب ولا يسر بنيل المقاصد الدنيوية ولا يتأسف على ما يفوته الاعلى مافات منه من طاعة مقربه الى محبوبة أو على صدور معصية مبعدة أو على ساعة خلت عن ذكر الله والانس به .
5-أن يكون مشفقا رؤوفا على عباد الله رحيما على أوليائه وشديدا على اعداء الله كارها لمن يخالفه و يعصيه اذ مقتضى الحب الشفقة والمحبة لأحباء ألمحبوب والمنسوبين اليه والبعض
لأعدائه ومخالفيه.
6-أن يكون في حبه خائفا متذللا تحت سلطان العظمة والجلال وليس الخوف مضادا للحب كما ظن ا ذ اد راك العظمة يوجب الهيبة وادراك الجمال يوجب الحب ولخصوص المحبين خوف الحجاب وخوف الابعاد وخوف الوقوف وسلب المزيد .وقال بعض العرفاء :{من عبد الله بمحض المحبة من غير خوف هلك بالبسط و ألا دلال ومن عبده من طريق الخوف من محبة انقطع بالبعد والاستيحاش ومن عبده من طريقهما أحبه الله فقربه ومكنه وعلمه}.
7-كتمان الحب والشوق من ا ظهاره ومن ا ظهار الوجد واجتناب الدعوى تعظيما للمحبوب وأصلا لا له وهيبة منه وغيره على سره فان الحب سر من أسرار المحبوب فلا ينبغي أ فشا ؤه , ولا نه ربما يدخل في الدعوى ما يجاوز حد الواقع فيكون من الافتراء .وتعظيم به العقوبة في العقبى والبلية في الدنيا نعم ربما غشيته سكرة في حبه حتى يدهش فيها وتضطرب أحواله فيظهر عليه حبه من دون اختيار ومثله معذور لأنه تحت سلطان المحبة مقهور ومن عرف أن حصول حقيقة المعرفة والمحبة التي تنبغي أن صنفا واحد من الأصناف الغير المتناهية من ملائكة ملائكة بعدد جميع ما خلق الله من شيء هم أهل المحبة لله.
المصدر كتاب جامع السعادات
تعليق