
قال الله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }
صدق الله العلي العظيم
التحريم / 11 .
بدأت حكايتها وهي في بيت من بيوات الظلمة وفي قصر يطل على نهر كبير يربط بين المحيط والبحار ليأتي لها بمعرفة حقيقة خالق الكون ورب الارباب الذي يعرف الحق ويبطل الباطل، انها السيدة الجليلة السيدة التي اختارت ان تكون مع نبي زمانها انها السيدة اسيا بنت مزاحم امرأة فرعون زمانه في ذلك الوقت، وأما امرأة فرعون آسيا فكانت من بني إسرائيل وكانت مؤمنة مخلصة وكانت تعبد الله سرا، وكانت على ذلك إلى أن قتل فرعون امرأة حزبيل، فعاينت حينئذ الملائكة يعرجون بروحها لما أراد الله تعالى بها من الخير فزادت يقينا وإخلاصا وتصديقا، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها فرعون يخبرها بما صنع بها، فقالت: الويل لك يا فرعون، ما أجرأك على الله جل وعلا ؟
فقال لها: لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك، فقالت: ما اعتراني جنون لكن آمنت بالله تعالى ربي وربك ورب العالمين، فدعا فرعون امها فقال لها: إن ابنتك أخذها الجنون، فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى، فخلت بها امها فسألتها موافقة (1) فيما أراد، فأبت وقالت : أما أن أكفر بالله فلا والله لا أفعل ذلك أبدا، فأمر بها فرعون حتى مدت بين أربعة أوتاد ثم لازالت تعذب حتى ماتت، كما قالالله سبحانه : " وفرعون ذي الاوتاد " .
وعن ابن عباس قال:
أخذ فرعون امرأته آسيا حين تبين له إسلامها يعذبها لتدخل في دينه، فمر بها موسى وهو يعذبها فشكت إليه بإصبعها، فدعا الله موسى أن يخفف عنها، فلم تجد للعذاب مسا، وإنها ماتت من عذاب فرعون لها، فقالت وهي في العذاب :
" رب ابن لي عندك بيتا في الجنة "
وأوحى الله إليها : أن ارفعي رأسك، ففعلت فاريت البيت في الجنة بنى لها من در فضحكت، فقال فرعون : انظروا إلى الجنون الذي بها، تضحك وهي في العذاب (1)
تعليق