بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
إعراب ذان وتان وبناؤهما :
من شروط المثنى أن يكون معربا و ( ذا ، تا ) مبنيان فمن اشترط الإعراب في المثنى تكون ( ذا ، تا ) على صورة المثنى ومن لا يشترط الإعراب تكون ( ذا ، وتا ) مثنى حقيقي ولذا كان في إعرابها رأيان :
الأول / إعرابها إعراب المثنى ( المثنى الحقيقي ) وإن كانا مشابهين للمبني لأن التثنية عارضت شبه الحرف لكونها من خواص الأسماء فلم يؤثر شبه الحرف ، ولم يثن من أسماء الإشارة غير ( ذا ، تا ) .
الثاني / أن ( ذين ، تين ) ليسا تثنية حقيقية بل ألفاظ وضعت لمثنى لأن التثنية تستلزم تقدير التنكير ( فرضه نكرة في الذهن ) واسم الإشارة لازم التعريف لا يقبل التنكير ( متمحض بالتعريف ) .
لكن يرد على الرأي الأول ( رأي الشارح والناظم وابن هشام ) ( إن هذان لساحران )
وفي الرد على الإشكال الوارد نقول في الآية الكريمة عدة قراءات :
الأولى / إِنْ هذانِ لساحرانِ
إِنْ : حرف مشبه بالفعل مخففة عن الثقيلة ( إِنَّ إذا خففت كان الإعمال والإهمال : إِنْ زيداً قائم ، إِنْ زيدٌ لقائم )
هذانِ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف
لساحرانِ : اللام فارقة ( من الحروف المشبهة بليس : إِنْ ، لات ، لا ، ما ، كما في إِنْ زيد قائم ، فجعلوا مع خبر إِنْ المخففة من الثقيلة اللام الفارقة إِنْ زيدٌ لقائم ) ، ساحران : خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف .
وفي هذه القراءة إعراب آخر :
إِنْ : حرف مشبه بالفعل مخففة عن الثقيلة واسمها ضمير الشأن ( هما ) محذوف وجوبا
هذانِ : مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف
لساحران : اللام فارقة ، وساحران خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر خبر إِنْ .
الثانية / إِنَّ هذانِ لساحرانِ
إِنَّ : حرف مشبه بالفعل
هذانِ : اسم إِنَّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ( على لغة القصر )
لساحران : اللام لام الابتداء ، ساحران خبر إِنَّ مرفوع وعلامة رفعه الألف
الثالثة / إِنَّ هذينِ لساحرانِ
إِنَّ : حرف مشبه بالفعل
هذين : اسم إِنَّ منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى
لساحران : اللام لام الابتداء ، ساحران خبر إِنَّ مرفوع وعلامة رفعه الألف
ومن تأويلات الآية الكريمة أنه على لغة من يلزم المثنى الألف