الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِم يَاكَرِيِمْ

الإمام الصادق عليه السلام وتنوير الرأي العام ...

..تحركت الثورة في جوانح المسلمين بعد أن أصبحوا في معترك عصيب عندما كُشفت سياسة بني العباس
ووضح عداؤها لال بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) .. لذلك تاقت نفوس المسلمين لتحقيق الإصلاح .
كان البيت العلوي هو محط آمال الأمة .. فبرزت شخصية الإمام الصادق (عليه السلام)
وهو يحمل للأمة مباديء الإسلام ، وينشر تعاليمه ، ويرفع صوت الإنكار على الظلم
وكيف يداوي النفوس من الأمراض الاجتماعية ، فكانت دعوته سليمة الهدف
منها : تنوير الرأي العام ، والحث والحض على التمسك بأحكام القرآن ..
فأخذت تتوسع آفاق دعوة الإمام الصادق (عليه السلام) السلمية .. كما انتشر طلابه في كل مكان
وأصبحت مدرسته (عليه السلام) منهلا لرجال الأمة ومصدراََ لعلوم الإسلام
ومما تميزت به مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) هو استقلالها الروحي
وعدم خضوعها لنظام السلطة العباسية بأي شكل من الأشكال
فكانت لاتفسح المجال لولاة الأمير بأن يتدخلوا بأي شأن من شؤون المدرسة
ولكي لايستخدموها في مصالحهم الخاصة ..
لذلك كانت من أولى مبادئها السعي حثيثا لمحاربة الظالمين وعدم الركون إليهم
فلا غرابة أن يشتد الصراع بين مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) وبين الدولة ويتضخم العداء
وكانت سياسة أهل البيت (عليهم السلام) تقضي بحرمة معاونة الظالمين وعدم الركون إليهم
ومنهجهم في توجيه الأمة لايتعدى حدود ماامر الله به
فأهل البيت (عليهم السلام) يسيرون جنبا إلى جنب في أداء الرسالة ومهمة التبليغ
وهم أئمة الهدى ، وحماة للدين ، ودعاة للإصلاح ، وقد برهنوا على أعمالهم
بما كانوا يتحلون به من مكارم الأخلاق وجميل الصفات ، وحرصهم الشديد على نواميس الشرع
وقد اعلن صراحة وجوب مقاطعة الظالمين في هضم حقوق الإنسان واستيلاءهم على مقدراتهم
واستبدادهم في الامور ، وجورهم في الحكم وكان رئيس مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الأول
هو الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وهو نفس محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وقد لازمه في جميع أوقاته .. وكان أزهر العصور عصر الإمام الصادق (عليه السلام)
فكانت مدرسته (عليه السلام) تُشد اليها الرحال من سائر البلدان الإسلامية لانتهال العلم
إذ وجدوا في مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) ضالتهم المنشودة وغايتهم المطلوبة .
دمتــــــــــــــم بخيــــــــــــــر
تعليق