الأبن وأنتسابه
يتداول كثير من الناس القول بأن ابن الابن ( وهو الحفيد ) هو أبن وابن البنت ( وهو السبط ) ليس بأبن وبالتعبير العامي ( ابن بنتي مو أبني بل هو ابن الناس ) وقد ورد في كتاب شرح ابن عقيل للغة العربية ( وهو كتاب معروف يقع في اربعة اجزاء ) بنونا بنو ابنائنا
وبناتنا بنوهن ابناء الرجال الاباعد
وهذا القول مخالف لما ورد في القرآن الكريم من عد أبن البنت ابناً فقد قال الله تعالى مخاطبا نبيه الكريم ( صلى الله عليه وآلهِ ) بقوله عز من قائل ( قل تعالوا ندعُ ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) سورة آل عمران الآية 61 , وقد باهل النبي الاعظم نصارى اهل نجران بـ ( الحسن والحسين وفاطمة وعلي ) ( عليهم الصلاة والسلام ) و لا خلاف في ذلك وهذه قضية تاريخية معروفة وقد الحق وربط الله سبحانه عيسى ابن مريم بـ ابراهيم الخليل ( على نبينا وآلهِ وعليهِ الصلاة والسلام ) بقوله تعالى ( ومن ذريتهِ داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس وكل من الصالحين ) سورة الانعام الآيتين 84 و 85 ونقرأ في سبب نزول سورة الكوثر ان رجلاً كافرا قد اتهم النبي ( صلى الله عليه والهِ ) بأنه ابتر بعد وفاة ولده الذكور فنزلت هذه السورة الكريمة مبشرةً النبي بأعطائه فاطمة ( الكوثر ) حتى تمتد ذرية النبي منها وجعل الله ذلك لأنه خاتم الرُسل اما الرجل الذي احزن النبي بوصفه ( ابتر ) لا ولد له فقد جعله الله هو الابتر مع الاشارة الى ان جميع الانبياء ذرياتهم من اولادهم الذكور الا النبي محمد ( صلى الله عليه وآلهِ ) وقد جاء في الحديث النبوي الشريف ( فاطمة ام ابيها ) ومعنى الام هنا هو الاصل بدليل قوله تعالى ( .. منه آيات مُحكمات هُن ام الكتاب .. ) سورة آل عمران الاية 9 , اي ان فاطمة اصل ذرية الرسول ( صلى الله عليهِ وآلهِ ) فهي حلقة الوصل النورية بين النبوة والامامة التي جاء دورها بعد النبوة لأن الارض لا تخلو من حُجة ولولا الحجة لساخت الارض بأهلها ثم امتدت الامامة من علي ( عليهِ السلام ) حتى وصلت وخُتمت بالأمام محمد بن الحسن ( عجل الله فرجه ) , قال تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام ) سورة آل عمران الآية 19 , وقوله تعالى ( ومَن يبتغ الاسلام ديناُ فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) سورة آل عمران الآية 85 .
تعليق