العوق الفكري
بينما كنت سائرا في طريقي قاصد مكان عملي رايت ثلاثة شبان وهم في احسن حال من النشاط والحيويه والمظهر الجميل وقد استوقفهم شاب من ذوي الاحتياجات الخاصه قد جعلته الايام عاجزا عن نقل خطواته فأصبح جليس الكرسي المتحرك وقد طلب منهم المساعده في انتقاله من جانب الشارع الى الجانب الاخر .. هذا الشارع الذي كان مكتظا بالسيارات والماره فأجابوه برد واحد ( لوكنت ميتا لكان افضل لك ايها المعاق ) وقد صعق ذلك الشاب من قسوة ردهم عليه وتبدلت ملامحه وسالت دموعه بغزاره .. وبعد ذلك واصل هؤلاء الشبان سيرهم وقد جعلوه غرضا للسخريه والاستهزاء .. وبعدها دنوت منه وقلت له لاعليك مادا له يد المساعد وعبرت به مع كرسيه المتواضع الى جانب الشارع الاخر .. وبعد ان مسح دموعه قال لي .. ليست الاعاقه العظمى في البدن بل هي في الفكر والادراك . فاجبته هذا صحيح يا أخي فأردف قائلا وقد سالت دموعه على خديه مجددا وقال .. لقد ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) .. ( خير الناس من نفع الناس ) و( اقربكم مني مجلسا يوم القيامه احسنكم اخلاقا ) فقلت له : بوركتم هذا وان انسانية الانسان تظهر وتتجلى في مساعدته للاخرين واود الاشاره الى ان بعض النزلاء في سجن يوسف الصديق ( على نبينا واله وعليه الصلاه والسلام ) قد خاطبوا يوسف ب ( انا نراك من المحسنين وبعد ان خرج يوسف من السجن واصبح عزيز مصر ايضا خوطب ب ( انا نراك من المحسنين ) فصفة الاحسان لم تنفك عنه حينما كان سجينا وحينما كان حاكما لمصر بقلم : وليد محمد الطائي
تعليق