بسم الله الرحمن الرحيم
وصل يارب على محمد واله الطاهرين
النذر لاَهل القبور
النذر عبارة عن إلزام الاِنسان نفسه بالقيام بأداء عمل إذا قضيت حاجته كأن يقول: للّه عليَّ أن أختم القرآن إذا نجحت في الامتحان، هذا هو النذر الشرعي ويعتبر أن يكون النذر للّه سبحانه ولا يجوز لغيره.
وربما يلتزم في ضمن النذر إهداء ثواب عمله إلى المقربين له كالاَب والاَُمّ أو الاَنبياء والاَولياء، فيقول: نذرت للّه أن أختم القرآن واهدي ثوابه لفلان. واللام الداخلة على لفظ الجلالة غير اللام الداخلة على لفظة «فلان»فاللام الاَُولى للغاية أي لغاية التقرب إلى اللّه سبحانه، واللام الثانية لبيان موضع الانتفاع.
هذا هو المتعارف بين المسلمين ينذرون عملاً للّه ثمّ يلتزمون بإهداء ثوابه لاَحد أولياء اللّه وعباده الصالحين.
وربما يختصرون في العبارة ويقولون: هذه ـ الشاة ـ منذورة
للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، والمراد هو جهة انتفاعه، والقرآن الكريم مشحون بكلا الاستعمالين.
قال سبحانه حاكياً عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْني مُحَرَّرَاً)(1) فاللام في هذه الآية نظير قولنا: «صليت للّه ونذرت للّه».
وقال سبحانه: (إِنَّما الصَّدقاتُ لِلْفُقَراءِوَالْمَساكينِ)(2) واللام للفقراء بمعنى الانتفاع،نظير قولنا عند الاختصار: هذا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو للاِمام (عليه السلام) وقد مضى انّسعدَ بن عبادة لما حفر بئراً قال: هذه لاَُمّ سعد.
وبذلك ظهر انّه لا مانع من النذر للاَولياء والصالحين، على ما عرفت من تفسيره.
ولاَجل إيضاح الحال نأتي بكلام بعض المفكرين وعلماء الاِسلام.
يقول الخالدي: إنّ المسألة تدور مدار نيّات الناذرين، وإنّما الاَعمال بالنيّات فإن كان قصد الناذر الميت نفسه والتقرّب إليه بذلك لم يجز، قولاً واحداً، وإن كان قصده وجه اللّه تعالى وانتفاع الاَحياء ـ بوجه من الوجوه ـ به وثوابه لذلك المنذور له سواء عين وجهاً من
____________
1 ـ آل عمران/35.
2 ـ التوبة/60.
وجوه الانتفاع أو أطلق القول فيه، وكان هناك ما يطرد الصرف فيه في عرف الناس أو أقرباء الميت، أو نحو ذلك ـ ففي هذه الصورة يجب الوفاء بالنذور.(1)
وقال العزامي في كتاب «فرقان القرآن»:«... ومن استخبر حال من يفعل ذلك من المسلمين، وجدهم لا يقصدون بذبائحهم ونذورهم للاَموات ـ من الاَنبياء والاَولياء ـ إلاّالصدقة عنهم و جعل ثوابها إليهم، وقد علموا أنّ إجماع أهل السنّة منعقد على أنّ صدقة الاَحياء نافعة للاَموات واصلة إليهم، والاَحاديث في ذلك صحيحة مشهورة.(2)
أخرج أبو داود عن ميمونة انّأباها قال لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا رسول اللّه انّي نذرت إن وُلد لي ذكر أن أنحر على رأس «بُوانة» في عقبة من الثنايا، عدّة من الغنم.
قال سبحانه حاكياً عن امرأة عمران: (رَبِّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْني مُحَرَّرَاً)(1) فاللام في هذه الآية نظير قولنا: «صليت للّه ونذرت للّه».
وقال سبحانه: (إِنَّما الصَّدقاتُ لِلْفُقَراءِوَالْمَساكينِ)(2) واللام للفقراء بمعنى الانتفاع،نظير قولنا عند الاختصار: هذا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو للاِمام (عليه السلام) وقد مضى انّسعدَ بن عبادة لما حفر بئراً قال: هذه لاَُمّ سعد.
وبذلك ظهر انّه لا مانع من النذر للاَولياء والصالحين، على ما عرفت من تفسيره.
ولاَجل إيضاح الحال نأتي بكلام بعض المفكرين وعلماء الاِسلام.
يقول الخالدي: إنّ المسألة تدور مدار نيّات الناذرين، وإنّما الاَعمال بالنيّات فإن كان قصد الناذر الميت نفسه والتقرّب إليه بذلك لم يجز، قولاً واحداً، وإن كان قصده وجه اللّه تعالى وانتفاع الاَحياء ـ بوجه من الوجوه ـ به وثوابه لذلك المنذور له سواء عين وجهاً من
____________
1 ـ آل عمران/35.
2 ـ التوبة/60.
وجوه الانتفاع أو أطلق القول فيه، وكان هناك ما يطرد الصرف فيه في عرف الناس أو أقرباء الميت، أو نحو ذلك ـ ففي هذه الصورة يجب الوفاء بالنذور.(1)
وقال العزامي في كتاب «فرقان القرآن»:«... ومن استخبر حال من يفعل ذلك من المسلمين، وجدهم لا يقصدون بذبائحهم ونذورهم للاَموات ـ من الاَنبياء والاَولياء ـ إلاّالصدقة عنهم و جعل ثوابها إليهم، وقد علموا أنّ إجماع أهل السنّة منعقد على أنّ صدقة الاَحياء نافعة للاَموات واصلة إليهم، والاَحاديث في ذلك صحيحة مشهورة.(2)
أخرج أبو داود عن ميمونة انّأباها قال لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا رسول اللّه انّي نذرت إن وُلد لي ذكر أن أنحر على رأس «بُوانة» في عقبة من الثنايا، عدّة من الغنم.
قال الراوي عنها: لا أعلم إلاّ أنّها قالت: خمسين.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): هل من الاَوثان شيء؟
قال: لا.
قال: أوف بما نذرت به للّه.(3)
تجد انّالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يوَكِّد السوَال عن
____________
1 ـ صلح الاخوان: للخالدي: 102 ومابعده.
2 ـ فرقان القرآن: 133.
3 ـ سنن أبي داود:2/81.
وجود الاَصنام في المكان الذي تذبح فيه الذبائح انّهذا دليل على أنّ النذر الحرام هو النذر للاَصنام حيث جرت عادة أهل الجاهلية على ذلك كما قال تعالى: (...وَما ذبح عَلى النُّصُبِ... ذلِكُمْ فِسْق) .(1)
وكلّ من وقف على أحوال الزائرين للعتبات المقدسة ومراقد أولياء اللّه الصالحين يجد انّهم ينذرون للّه تعالى ولرضاه، ويذبحون الذبائح باسمه عزّ وجلّ بهدف انتفاع صاحب القبر بثوابها وانتفاع الفقراء بلحومها.
____________
1 ـ المائدة/3.
لسماحة الشيخ جعفر السبحاني
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): هل من الاَوثان شيء؟
قال: لا.
قال: أوف بما نذرت به للّه.(3)
تجد انّالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) يوَكِّد السوَال عن
____________
1 ـ صلح الاخوان: للخالدي: 102 ومابعده.
2 ـ فرقان القرآن: 133.
3 ـ سنن أبي داود:2/81.
وجود الاَصنام في المكان الذي تذبح فيه الذبائح انّهذا دليل على أنّ النذر الحرام هو النذر للاَصنام حيث جرت عادة أهل الجاهلية على ذلك كما قال تعالى: (...وَما ذبح عَلى النُّصُبِ... ذلِكُمْ فِسْق) .(1)
وكلّ من وقف على أحوال الزائرين للعتبات المقدسة ومراقد أولياء اللّه الصالحين يجد انّهم ينذرون للّه تعالى ولرضاه، ويذبحون الذبائح باسمه عزّ وجلّ بهدف انتفاع صاحب القبر بثوابها وانتفاع الفقراء بلحومها.
____________
1 ـ المائدة/3.
لسماحة الشيخ جعفر السبحاني
تعليق