تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
قبل بيان الماهيتين لا بد من الاشارة الى نكتة في المقام ,وهو ان الاجمال في الكلام خارج عن محل بحثنا ,لان الغاية كانت من المجمل هو اراد ان يجمل في الكلام ,واما التعقيد في اللفظ فأنما يكون من ذات الكلام تعقيد ,هذا مما ينبغي الاشارة اليه .
التعقيد اللفظي :ينشأ من خلال الاختلال في النظم مثال على ذلك (ماضرب زيدٌ احدا الاعمرا)
فلو جاء المتكلم وقال
ماضرب عمرا احدا الازيدا) فان الصورة الاولى من المثال عندما تبدلت اورد التعقيد اللفظي .مثل الخطيب القزويني لذلك بـ وما مثله في الناس الامملكا ابو امه حي ابوه يقاربه
هذا البيت هو للفرزدق يمدح فيه ابراهيم خال هشام اي لا يداني ابراهيم في الفضل الا بن اخته وهو هشام .
والشاهد على التعقيد فيه وهو انه فصل بين المبتدا والخبر باجنبي كلمة حي (ابومبتدا) و(ابوه خبر) فانه فصل بينهما بكلمة (حي)
هذا من جهة ومن جهة اخرى قدم المستثنى وهو (الا مملكا) قبل المستثنى منه(في الناس) ولهذا صار التعقيد اللفظي .
التعقيد المعنوي : وخلاصته انه تارة افهم المعنى من حقيقة اللفاظ وتارة اخرى لا ,مثال على ذلك
اقول زيد كالاسد فان الواسطة بين زيد والاسد هي الشجاعة وهو معنى مفهوم ,وتارة تغيب عنا الوسائط نحو(زيد جبان الكلب) المثل المعروف الذي يطلق على الكريم فنقول مثلا لماذا زيد كلبه جبان ,قلنا لان الكلب قد اعتاد على الناس ,قلنا لماذا قلنا لان زيد كريم ومن كثرة التردد عليه من الناس صار الكلب جبان ويستعمل لمن هو كريم .
فانت تلاحظ ان الوسائط التي استعملناها قد غابت علينا ومن خلال هذا حصل التعقيد المعنوي اي حصل تعقيد في فهم المعنى المراد .
مثال الماتن على ذلك قال : ساطلب بعد الدار عنكم لتقربوا وتسكب عيناي الدموع لتجمدا
معنى البيت
ان هذا الشاعر كلما كان يطلب شيء يتحقق عكسه ونقيضه فكأنما عاهد نفسه وقال اني سوف ادعوا بعد الدار ليتحقق العكس وهو قربكم وساسكب الدموع لتجمدا اي ابكي ليحصل الفرح والسرور
فانه جعل كناية جمود العين تعبير عن الفرح والسرور وهو غير صحيح لان جمود العين كناية عن الحزن .
وهذا التعبير حجب المعنى المراد فهمه ووهو التعبير عن الفرح والسرور ,اذا اتضح هذا قلنا ان التعقيد المعنوي هوصعوبة استعمال الكنايات في الكلام وصعوبة فهمها فهما دقيقا يورث التعقيد المعنوي .
بقية التفاصيل تاتي ان شاء الله تعالى