إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شرح مختصر المعاني 12

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شرح مختصر المعاني 12


    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد


    قال الماتن : وارتفاع شأن الكلام في الحسن والقبول وبمطابقته للاعتبار المناسب وانحطاطه بعدمها .
    يريد الماتن في هذا الكلام ,من ان الكلام قد يتفاوت شدة وضعفاً من ناحية قبوله بلحاظ الاعتبار المناسب
    بيان ذلك : علماء البلاغة قالوا : ان الكلام الذي لا يشتمل على البلاغة والنكات البلاغية ,صار اشبه بأصوات الحيوانات ,لدرجة انحطاطه .اذا لابد من مراعات النكات التي قد ترد في المقام فيكون الكلام بليغا ,والا صار الكلام اشبه بأصوات الحيوانات الذي لا فائدة منه ,فعندما يتصف الكلام في البلاغة يعلوا شأنه ويرتفع .

    ملاحظة : ان الشدة والضعف من الامور التي تقبل التشكيك وهذا واضح اذا هو من المفاهيم الوجودية ,وليس من الامور التي يدور امرها بين الوجود والعدم ,والا كان الضعف حينئذٍ غير موجود ,فأنا نخبر بأن فلان بليغ وفلان ابلغ , وفلان غير بليغ , فلو كانت البلاغة تدور بين الوجود والعدم , فلا يصح ان نصف الاضعف انه بليغ ,وان كان الغير ابلغ منه ,وعليه اذاً ان البلاغة ,من الامور التي يدور امرها بين الشدة والضعف وكلاهما وجوديان .

    اشكال في المقام : فان قلت ان ارتفاع شأن الكلام ليس فقط بالبلاغة ,بل قد يحصل بعلمه ,وقد يحصل بشجاعته وغير ذلك من الامور التي ايضا فيها ملاك ارتفاع الشأن ,من دون الحاجة الى ارتفاع الشأن بمراعات مقتضى الحال .
    الجواب : قال التفتزاني :ان كلمة ( ارتفاع ) مصدرٌ اضيف الى كلمة (شأن) وشأن اضيفت الى كلمة (الكلام) اذاً, ان شأن معرفة ,لانها اضيفت الى الكلام وارتفاع معرفة لأنها اضيفت الى شأن والاضافة تارة تفيد التخصيص كما لو قلت اربعة رجال فان قولك هذا ان يلزم ان تكون الاربعة مهملة ومبهمة لكن عندما اضيفت الى كلمة رجال صارت معرفة تفيد التخصيص , وتارة تفيد الاضافة التعميم او العموم , كما هو الحال الذي نحن فيه تقول : (ارتفاع شأن) فان كلمة ارتفاع نكرة قد اضيفت الى شأن فصارت تفيد العموم سواء كان الارتفاع بالشجاعة او العلم او رعاية لمقتضى الحال .

    اشكال ودفع : الشيخ عبد القاهر الجرجاني واضع علم المعاني قال :في دلائل الاعجاز ,انه تارة يوصف الوصف بالبلاغة وتارة اخرى لا وتارة اللفظ يوصف بالبلاغة وتارة لا وتارة يوصف المعنى بالبلاغة وتارة لا ,فنجد انه تارة يثبت البلاغة عن الكلمات وتارة لا فنجد الاتصاف وعدم الاتصاف وهو نوع من انواع التهافت .
    الجواب : عن هذا التهافت اجاب عنه الخطيب القزويني قائلا بالمتن : (فالبلاغة ,راجعة الى اللفظ باعتبار افادة المعنى بالتركيب ) ولكي يتضح الجواب جليا لابد من بيان هذه المقدمة : لدينا لفظ ولدينا معنى اولي ولدينا معنى ثانوي ,اقول :زيد قائم فان المعنى الاولي ,هو اثبات القيام لزيد ,والمعنى الثانوي رد انكار قيام زيد ,ولكي يرد على هذا الانكار لابد من مراعاة هذه النكات البلاغية من المؤكدات وغيرها التي مرت في الشرح رقم (11) ,فان اللفظ اذا جرد عن المعنى فهو غير بليغ واذا رد المعنى اتصف بالبلاغة فان اللفظ باعتبار المعنى الثانوي وهو اشتماله على هذه النكت البلاغية فهو بليغ وان كان بالمعنى الاولي فهو اي الكلام غير بليغ ,وعليه يرتفع هذا التهافت عن الجرجاني .
    فان الغاية من ذكر المتن للخطيب القزويني على هذا الشكل المذكور انفا ,يريد ان يدفع هذا التهافت الذي كان في كلام الجرجاني ,وهو ليس بتهافت واقعا .

يعمل...
X