بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِم يَاكَرِيِمْ

الاربعون في سره المكنون
ج1..
..بعد ماخلق الله الخلق ارشدهم لما ينفعهم ويصلحهم في امور معاشهم
وهداهم لما قدر لهم من ارزاقهم ، وجعل سننا وقوانين خاضعة للحكمة والمصلحة
لكي تنظم حياتهم وتضمن حقوقهم وتلبي متطلباتهم .
ومن تلك الأمور التي اوجدها سبحانه وتعالى هي الأعداد التي لها أهمية قصوى
في تنظيم حياة الإنسان .. ومن الأسرار العجيبة في هذا الشأن مايتعلق بالعدد (اربعين) ..
إذ وردت في توقيتاته حوادث عديدة تدلل على أن له تأثيرا مهما على مسيرة الحياة الإنسانية من القدم .
الأربعون في القرآن الكريم ..
إن هذا العدد قد حيّر الكثيرين ولم يتوصلوا إلى أسراره وفلسفته الوجودية التي لا يعلمها إلا الله
والراسخون في العلم .. إذ نجد أن القرآن الكريم يذكره في أكثر من اية
وكذلك ورد التأكيد عليه في جملة من الأحاديث الشريفة .
ففي قصة النبي موسى (عليه السلام) في تعين مدة الميقات الذي ناجى فيه الله تعالى
على طور سيناء قال تعالى :
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىظ° أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة/51) .
فلماذا خصص الميقات بأربعين ليلة ؟؟
وفي أية أخرى تتعلق بالموضوع نفسه وهي مدة العقوبة في التيه الذي فرض
على بني إسرائيل لتمردهم على إلاوامر الإلهية بقتال الجبارين ..
سلط الله عليهم التيه في الصحراء لمدة أربعين سنة فقال تعالى :
(قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ غ› أَرْبَعِينَ سَنَةً غ› يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ...) (المائدة/26)
وهنا نرى أن العقوبة قد نزلت بحقهم وفق العدد أربعين .
وفي سياق آخر ذكر عز وجل أن كمال العقل والنضوج الفكري عند الإنسان
يكمن في سن الأربعين لقوله تبارك تعالى :
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ)
(الاحقاف/15) .
فيتبين أن الإنسان عند سن الأربعين يصل إلى أوج التكامل والنضوج الفكري
ولذا نجد أن أغلب الأنبياء (عليهم السلام) يبعثون بالنبوة أو الرسالة عند ذلك السن..
وقد ورد أن انتقال الإنسان في أصل خلقته وتكوينه من حال إلى حال خلال أربعين يوما
كالانتقال من النطفة إلى العلقة ومنها إلى المضغة ثم إلى العظام وإلى اكتساء اللحم .
فنلاحظ أن كل تلك الآيات أن العدد أربعين يتكرر بأساليب وطرق مختلفة ومتنوعة
فاحيانا يكون موسم مناجاة ، وتارة يكون موسم عقوبة ، وأخرى يكون دورة تكاملية .
الأربعون في الأحاديث الشريفة ..
..أما في الأحاديث الشريفة فقد تكرر ذكره مراراً على ألسنة المعصومين (عليهم السلام)
إذ حثوا شيعتهم على الالتزام به في بعض السنن والمستحبات التي وردت عنهم
كما في الحديث الذي يحث على الإخلاص في الإيمان والنية الصادقة لله تعالى
لمدة أربعين يوما فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
(من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) .
وهكذا ترغيب للإنسان المؤمن بأن ينوي قصد التقرب لله تعالى في كل تحركاته وسكناته
في أقواله وأفعاله بهذا العدد المعين .. ومن ثم سيتمكن من السيطرة على نفسه تلقائيآ
وكأن الأربعين يوما تلك دورة تدريبية تكاملية مكثفة تمكن الإنسان من التحكم بزمان نفسه
وكبح جماحها بكل يسر وسهولة ..
ولذا نرى أن نتيجتها هي المعرفة في القلب وجريان الحكمة على اللسان ..
يتبع

الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِم يَاكَرِيِمْ
الاربعون في سره المكنون
ج1..
..بعد ماخلق الله الخلق ارشدهم لما ينفعهم ويصلحهم في امور معاشهم
وهداهم لما قدر لهم من ارزاقهم ، وجعل سننا وقوانين خاضعة للحكمة والمصلحة
لكي تنظم حياتهم وتضمن حقوقهم وتلبي متطلباتهم .
ومن تلك الأمور التي اوجدها سبحانه وتعالى هي الأعداد التي لها أهمية قصوى
في تنظيم حياة الإنسان .. ومن الأسرار العجيبة في هذا الشأن مايتعلق بالعدد (اربعين) ..
إذ وردت في توقيتاته حوادث عديدة تدلل على أن له تأثيرا مهما على مسيرة الحياة الإنسانية من القدم .
الأربعون في القرآن الكريم ..
إن هذا العدد قد حيّر الكثيرين ولم يتوصلوا إلى أسراره وفلسفته الوجودية التي لا يعلمها إلا الله
والراسخون في العلم .. إذ نجد أن القرآن الكريم يذكره في أكثر من اية
وكذلك ورد التأكيد عليه في جملة من الأحاديث الشريفة .
ففي قصة النبي موسى (عليه السلام) في تعين مدة الميقات الذي ناجى فيه الله تعالى
على طور سيناء قال تعالى :
(وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىظ° أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) (البقرة/51) .
فلماذا خصص الميقات بأربعين ليلة ؟؟
وفي أية أخرى تتعلق بالموضوع نفسه وهي مدة العقوبة في التيه الذي فرض
على بني إسرائيل لتمردهم على إلاوامر الإلهية بقتال الجبارين ..
سلط الله عليهم التيه في الصحراء لمدة أربعين سنة فقال تعالى :
(قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ غ› أَرْبَعِينَ سَنَةً غ› يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ...) (المائدة/26)
وهنا نرى أن العقوبة قد نزلت بحقهم وفق العدد أربعين .
وفي سياق آخر ذكر عز وجل أن كمال العقل والنضوج الفكري عند الإنسان
يكمن في سن الأربعين لقوله تبارك تعالى :
(حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ)
(الاحقاف/15) .
فيتبين أن الإنسان عند سن الأربعين يصل إلى أوج التكامل والنضوج الفكري
ولذا نجد أن أغلب الأنبياء (عليهم السلام) يبعثون بالنبوة أو الرسالة عند ذلك السن..
وقد ورد أن انتقال الإنسان في أصل خلقته وتكوينه من حال إلى حال خلال أربعين يوما
كالانتقال من النطفة إلى العلقة ومنها إلى المضغة ثم إلى العظام وإلى اكتساء اللحم .
فنلاحظ أن كل تلك الآيات أن العدد أربعين يتكرر بأساليب وطرق مختلفة ومتنوعة
فاحيانا يكون موسم مناجاة ، وتارة يكون موسم عقوبة ، وأخرى يكون دورة تكاملية .
الأربعون في الأحاديث الشريفة ..
..أما في الأحاديث الشريفة فقد تكرر ذكره مراراً على ألسنة المعصومين (عليهم السلام)
إذ حثوا شيعتهم على الالتزام به في بعض السنن والمستحبات التي وردت عنهم
كما في الحديث الذي يحث على الإخلاص في الإيمان والنية الصادقة لله تعالى
لمدة أربعين يوما فعن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
(من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه) .
وهكذا ترغيب للإنسان المؤمن بأن ينوي قصد التقرب لله تعالى في كل تحركاته وسكناته
في أقواله وأفعاله بهذا العدد المعين .. ومن ثم سيتمكن من السيطرة على نفسه تلقائيآ
وكأن الأربعين يوما تلك دورة تدريبية تكاملية مكثفة تمكن الإنسان من التحكم بزمان نفسه
وكبح جماحها بكل يسر وسهولة ..
ولذا نرى أن نتيجتها هي المعرفة في القلب وجريان الحكمة على اللسان ..
يتبع

تعليق