أخت الحسين (عليهما السلام)

إن لزينب بنت علي(عليهما السلام) مكانة ومنزلة وفضلاً عظيماً في الدين والدنيا لا يمكن أن يصل إليه أحد بلا شك، وسؤالنا لماذا؟
هل هي من جنس الملائكة، أم هي من خلق آخر، أم هي صنيعة خاصة من صنائع الله تعالى، أم... ؟
والحق لا هذا ولا ذاك ظاهراً، فنحن لو حلّلنا هذه الشخصية العظيمة نجدها من جنس البشر لا الملائكة ولا أي خلق آخر تتمتع بكل الامتيازات التكوينية التي منحها الله تعالى للإنسان، فهي كغيرها في هذا المجال، نعم لها امتيازات خارجة عن إرادتها كما إن لنا كذلك ، فأبواها وجدها والبيئة التربوية التي تربت فيها والزمان الذي خرجت فيه للدنيا كل ذلك خارج عن إرادتها الشخصية.
وعليه فإن التحليل على هذا المنطق يوصلنا إلى محورين أساسيين في دراسة هذه الشخصية المقدسة هما:
أولاً: زينب (عليها السلام) بما هي بغض النظر عن أبيها وأمها وجدها و...، وهو الذي يعنينا من الحديث في هذا المقال لأنه مختص ومشترك.
ثانياً: زينب (عليها السلام) إضافة إلى كل ما خرج عن إرادتها، وهو خارج عن محل كلامنا؛ لأنه مختص وغير مشترك.
فزينب (عليها السلام) إنسانة سمعت القرآن وأحاطت بالسنة الشريفة لنبيها نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووالت إمامها علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، والحسن والحسين (عليهما السلام)؛ فعلمت وفهمت وعملت، وهذا ما يشهد لها به التاريخ حيث لم يسجل لها كذبة في قول ولا خطلة في فعل لا في دنيا ولا في دين ، وهذه المسألة على درجة من الأهمية القصوى بحيث جعلت من زينب زينب (عليها السلام).
والسر في هذا المجد يكمن في فهم الحقيقة التالية: أن حركة الإنسان السلوكية تبنى على أمور أساسية هي:
المحتوى الداخلي (الفكري)، والإرادة المحرِّكة لهذا المحتوى؛ إذ من دونها لا يمكن للإنسان أن يكون فكره فكراً فاعلاً.
ونعني بذلك أن الفكر الذي استندت إليه زينب (عليها السلام) كان فكراً صحيحاً سليماً ليس فيه عوج كما هو الفكر الآخر بمختلف أنواعه وأشكاله وصنوفه، ومصدر الإرادة الذي استندت إليه كان مصدراً حقيقياً يتصف بالدوام والثبات والفاعلية في التأثير، والمصداق في الاثنين هو: (القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة)، و(عبادة الله تعالى ذكره)، لا الأهواء ولا الشهوات ولا الرغبات، ولا الطواغيت ولا غير ذلك، ولكن هذا قد يكفي على مستوى الفاعلية الفكرية المحرِّكة نحو التطبيق أما في مقام التطبيق فهو غير كافٍ ؛ إذ يحتاج إلى الأمر الثالث وهو: ( القدوة والنموذج) ، ومصداقه عندها جدها المصطفى نبي الأمة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبوها المرتضى وصي الأمة ووليها (عليه السلام)، وأمها الزهراء (عليها السلام).
وهذه الثلاثة: ( المحتوى الفكري ، الإرادة الفاعلة ، القدوة الصالحة) ، هي ضمانة النجاح والتوفيق الذين كلّلا حياة العقيلة زينب (عليها السلام) بما هي.
وهنا نقف لنقول في ذكراها: إن من أراد أن يأخذ بمجامع النجاح والتوفيق في حياته من ذكر أو أنثى، فليتخذ زينب (عليها السلام) قدوة له في الحياة ؛ لضمان ذلك النجاح والتوفيق، وليكن هذا الرمز زينب (عليها السلام) بما هي، فيتمسك بما تمسكت به من فكر حق، ويجتنب ما تجنبته، ويتخذ القدوات الصالحات التي اتخذتها (عليها السلام) متصلاً بالله تعالى ومتوكلاً عليه.
الكاتب / الشيخ مازن التميمي

إن لزينب بنت علي(عليهما السلام) مكانة ومنزلة وفضلاً عظيماً في الدين والدنيا لا يمكن أن يصل إليه أحد بلا شك، وسؤالنا لماذا؟
هل هي من جنس الملائكة، أم هي من خلق آخر، أم هي صنيعة خاصة من صنائع الله تعالى، أم... ؟
والحق لا هذا ولا ذاك ظاهراً، فنحن لو حلّلنا هذه الشخصية العظيمة نجدها من جنس البشر لا الملائكة ولا أي خلق آخر تتمتع بكل الامتيازات التكوينية التي منحها الله تعالى للإنسان، فهي كغيرها في هذا المجال، نعم لها امتيازات خارجة عن إرادتها كما إن لنا كذلك ، فأبواها وجدها والبيئة التربوية التي تربت فيها والزمان الذي خرجت فيه للدنيا كل ذلك خارج عن إرادتها الشخصية.
وعليه فإن التحليل على هذا المنطق يوصلنا إلى محورين أساسيين في دراسة هذه الشخصية المقدسة هما:
أولاً: زينب (عليها السلام) بما هي بغض النظر عن أبيها وأمها وجدها و...، وهو الذي يعنينا من الحديث في هذا المقال لأنه مختص ومشترك.
ثانياً: زينب (عليها السلام) إضافة إلى كل ما خرج عن إرادتها، وهو خارج عن محل كلامنا؛ لأنه مختص وغير مشترك.
فزينب (عليها السلام) إنسانة سمعت القرآن وأحاطت بالسنة الشريفة لنبيها نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ووالت إمامها علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، والحسن والحسين (عليهما السلام)؛ فعلمت وفهمت وعملت، وهذا ما يشهد لها به التاريخ حيث لم يسجل لها كذبة في قول ولا خطلة في فعل لا في دنيا ولا في دين ، وهذه المسألة على درجة من الأهمية القصوى بحيث جعلت من زينب زينب (عليها السلام).
والسر في هذا المجد يكمن في فهم الحقيقة التالية: أن حركة الإنسان السلوكية تبنى على أمور أساسية هي:
المحتوى الداخلي (الفكري)، والإرادة المحرِّكة لهذا المحتوى؛ إذ من دونها لا يمكن للإنسان أن يكون فكره فكراً فاعلاً.
ونعني بذلك أن الفكر الذي استندت إليه زينب (عليها السلام) كان فكراً صحيحاً سليماً ليس فيه عوج كما هو الفكر الآخر بمختلف أنواعه وأشكاله وصنوفه، ومصدر الإرادة الذي استندت إليه كان مصدراً حقيقياً يتصف بالدوام والثبات والفاعلية في التأثير، والمصداق في الاثنين هو: (القرآن الكريم ، والسنة النبوية الشريفة)، و(عبادة الله تعالى ذكره)، لا الأهواء ولا الشهوات ولا الرغبات، ولا الطواغيت ولا غير ذلك، ولكن هذا قد يكفي على مستوى الفاعلية الفكرية المحرِّكة نحو التطبيق أما في مقام التطبيق فهو غير كافٍ ؛ إذ يحتاج إلى الأمر الثالث وهو: ( القدوة والنموذج) ، ومصداقه عندها جدها المصطفى نبي الأمة (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأبوها المرتضى وصي الأمة ووليها (عليه السلام)، وأمها الزهراء (عليها السلام).
وهذه الثلاثة: ( المحتوى الفكري ، الإرادة الفاعلة ، القدوة الصالحة) ، هي ضمانة النجاح والتوفيق الذين كلّلا حياة العقيلة زينب (عليها السلام) بما هي.
وهنا نقف لنقول في ذكراها: إن من أراد أن يأخذ بمجامع النجاح والتوفيق في حياته من ذكر أو أنثى، فليتخذ زينب (عليها السلام) قدوة له في الحياة ؛ لضمان ذلك النجاح والتوفيق، وليكن هذا الرمز زينب (عليها السلام) بما هي، فيتمسك بما تمسكت به من فكر حق، ويجتنب ما تجنبته، ويتخذ القدوات الصالحات التي اتخذتها (عليها السلام) متصلاً بالله تعالى ومتوكلاً عليه.
الكاتب / الشيخ مازن التميمي
تعليق