بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات المعارضة :
الروايات المعارضة :
وليس بإزاء هذه الروايات إلاروايتان دلتا على عدم جزئية البسملة للسورة :
1 - إحداهما : رواية قتادة عن أنس بن مالك ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبي بكر وعمرو عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ( 1 ) .
2 - ثانيتهما : ما رواه ابن عبد الله بن مغفل يزيد بن عبد الله ، قال : " سمعني أبي وأنا أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بني ! إياك قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان أبغض إليه حدثا في الاسلام منه ،
فإني قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومع أبي بكر وعمر ، ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها ، إذا أنت قرأت فقل : الحمد لله رب العالمين " ( 2 ) .
1 - إحداهما : رواية قتادة عن أنس بن مالك ، قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وأبي بكر وعمرو عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ( 1 ) .
2 - ثانيتهما : ما رواه ابن عبد الله بن مغفل يزيد بن عبد الله ، قال : " سمعني أبي وأنا أقول : بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال : أي بني ! إياك قال : ولم أر أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم كان أبغض إليه حدثا في الاسلام منه ،
فإني قد صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ومع أبي بكر وعمر ، ومع عثمان فلم أسمع أحدا منهم يقولها فلا تقلها ، إذا أنت قرأت فقل : الحمد لله رب العالمين " ( 2 ) .
والجواب عن الرواية الاولى : - مضافا إلى مخالفتها للروايات المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام - أنها لا يمكن الاعتماد عليها من وجوه :
الوجه الاول : معارضتها بالروايات المتواترة معنى ، المنقولة عن طرق أهل السنة ، ولا سيما أن جملة منها صحاح الاسانيد ، فكيف يمكن تصديق هذه الرواية ؟ مع شهادة ابن عباس ، وأبي هريرة ، وأم سلمة على أن رسول الله كان يقرأ البسملة
ويعدها آية من الفاتحة ، وإن ابن عمر كان يقول : لم كتبت إن لم تقرأ ! " وإن عليا عليه السلام كان يقول : " من ترك قراءتها فقد نقص " وكان يقول : " هي تمام السبع المثاني "
الوجه الثاني : مخالفتها لما اشتهر بين المسلمين من قراءتها في الصلاة ، حتى أن معاوية تركها في صلاته في يوم من أيام خلافته ، فقال له المسلمون : " أسرقت أم نسيت ؟ " . ومع هذا كيف يمكن التصديق بأن رسول الله " ص " ومن بعده لم يقرأوها !
الوجه الثالث : مخالفتها لما استفاض نقله عن أنس نفسه فالرواية موضوعة ما في ذلك من شك .
والجواب عن الرواية الثانية : - وهي رواية ابن عبد الله بن مغفل - يظهر مما تقدم في الجواب عن الرواية
الاولى ، على أنها تضمنت ما يخالف ضرورة الاسلام ، فإنه لا يشك أحد من المسلمين في استحباب التسمية قبل الحمد والسورة ، ولو بقصد التيمن والتبرك ، لا لان البسملة جزء ، فكيف ينهى ابن مغفل عنها بدعوى أنها حدث في الاسلام !
الوجه الاول : معارضتها بالروايات المتواترة معنى ، المنقولة عن طرق أهل السنة ، ولا سيما أن جملة منها صحاح الاسانيد ، فكيف يمكن تصديق هذه الرواية ؟ مع شهادة ابن عباس ، وأبي هريرة ، وأم سلمة على أن رسول الله كان يقرأ البسملة
ويعدها آية من الفاتحة ، وإن ابن عمر كان يقول : لم كتبت إن لم تقرأ ! " وإن عليا عليه السلام كان يقول : " من ترك قراءتها فقد نقص " وكان يقول : " هي تمام السبع المثاني "
الوجه الثاني : مخالفتها لما اشتهر بين المسلمين من قراءتها في الصلاة ، حتى أن معاوية تركها في صلاته في يوم من أيام خلافته ، فقال له المسلمون : " أسرقت أم نسيت ؟ " . ومع هذا كيف يمكن التصديق بأن رسول الله " ص " ومن بعده لم يقرأوها !
الوجه الثالث : مخالفتها لما استفاض نقله عن أنس نفسه فالرواية موضوعة ما في ذلك من شك .
والجواب عن الرواية الثانية : - وهي رواية ابن عبد الله بن مغفل - يظهر مما تقدم في الجواب عن الرواية
الاولى ، على أنها تضمنت ما يخالف ضرورة الاسلام ، فإنه لا يشك أحد من المسلمين في استحباب التسمية قبل الحمد والسورة ، ولو بقصد التيمن والتبرك ، لا لان البسملة جزء ، فكيف ينهى ابن مغفل عنها بدعوى أنها حدث في الاسلام !
3 - سيرة المسلمين :
قراءته - وهو في مقام البيان - ظاهرة في أن جميع ما يقرأ قرآن ، ولو لم يكن بعض ما يقرأ قرآنا ثم لم يصرح بذلك لكان ذلك منه إغراء منه بالجهل وهو قبيح ، وفي ما يرجع إلى الوحي الالهي أشد قبحا ، ولو صرح الرسول صلى الله عليه واله وسلم بذلك لنقل الينا بالتواتر مع أنه لم ينقل حتى بالآحاد .
4 - مصاحف التابعين والصحابة :
وما ذكرناه يبطل احتمال أن إثباتهم إياها كان للفصل بين السور . ويبطل هذه الدعوى أيضا إثبات البسملة في سورة الفاتحة ، وعدم إثباتها في أول سورة براءة . ولو كانت للفصل بين السور ، لاثبتت في الثانية ، ولم تثبت في الاولى . وذلك يدلنا قطعا على أن البسملة آية منزلة في الفاتحة دون سورة براءة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) مسند أحمد ج 3 ص 177 ، 273 ، 278 . وصحيح مسلم باب حجة من لا يجهر بالبسملة ج 2 ص 12 . وسنن النسائي باب ترك الجهر بالبسملة ج 1 ص 144 . وروى قريبا منه عن عبد الله بن مغفل .
( 2 ) مسند أحمد ج 4 ص 85 ، ورواه الترمذي باختلاف يسير باب ما جاء في ترك الجهر بالبسملة ج 2 ص 43 . ( * )
( 2 ) مسند أحمد ج 4 ص 85 ، ورواه الترمذي باختلاف يسير باب ما جاء في ترك الجهر بالبسملة ج 2 ص 43 . ( * )
واستدل القائلون بأن البسملة ليست جزء من السورة بوجوه :
أدلة نفاة جزئية البسملة :
الوجه الاول : أن طريق ثبوت القرآن ينحصر بالتواتر ، فكل ما وقع النزاع في ثبوته فهو ليس من القرآن ، والبسملة مما وقع النزاع فيه .
والجواب
أولا : أن كون البسملة من القرآن مما تواتر عن أهل البيت عليهم السلام ولا فرق في التواتر بين أن يكون عن النبي صلى الله عليه واله وسلم وبين أن يكون عن أهل بيته الطاهرين بعد أن ثبت وجوب اتباعهم .
وثانيا : أن ذهاب شر ذمة إلى عدم كون البسملة من القرآن لشبهة لا يضر بالتواتر ، مع شهادة جمع كثير من الصحابة بكونها من القرآن ، ودلالة الروايات المتواترة عليه معنى .
وثالثا : أنه قد تواتر أن النبي صلى الله عليه واله وسلم يقرأ البسملة حينما يقرأ سورة من القرآن وهو في مقام البيان ، ولم يبين أنها ليست منه وهذا يدل دلالة قطعية على أن البسملة من القرآن . نعم لا يثبت بهذا أنها جزء من السورة .
ويكفي لاثباته ما تقدم من الروايات ، فضلا عما سواها من الاخبار الكثيرة المروية من الطريقين . والجزئية تثبت بخبر الواحد الصحيح ، ولا دليل على لزوم التواتر فيها أيضا .
الوجه الثاني ما أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة قال : " سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول : قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل : فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني
عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال : أثنى علي عبدي وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال الله تعالى : مجدني عبدي ، وإذا قال العبد : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال الله تعالى : هذا بيني وبين عبدي ، ولعبدي
- البيان في تفما سأل ، فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل " ( 1 ) .
- البيان في تفما سأل ، فإذا قال : إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل " ( 1 ) .
وتقريب الاستدلال في هذه الرواية أنها تدل - بظاهرها - على أن ما بعد آية إياك نعبد وإياك نستعين يساوي ما قبلها في العدد ، ولو كانت البسملة جزء من الفاتحة لم يستقم معنى الرواية ، وذلك : لان سورة الفاتحة - كما عرفت - سبع آيات ، فإن
كانت البسملة جزء كان ما بعد آية : إياك نعبد وإياك نستعين آيتين ، ومعنى ذلك أن ما قبل هذه الاية ضعف ما بعدها ، فالفاتحة لا تنقسم إلى نصفين في العدد .
والجواب عنه
أولا : أن الرواية مروية عن العلاء ، وقد اختلف فيه بالتوثيق والتضعيف .
وثانيا : أنه لو تمت دلالتها، فهي معارضة بالروايات الصحيحة المتقدمة الدالة على أن الفاتحة سبع آيات، مع البسملة لا بدونها
وثالثا : إنه لا دلالة في الرواية على أن التقسيم بحسب الالفاظ ، بل الظاهر انه بحسب المعنى ، فالمراد أن أجزاء الصلاة بين ما يرجع إلى الرب وما يرجع إلى العبد بحسب المدلول .
ورابعا : أنه لو سلمنا أن التقسيم إنما هو بحسب الالفاظ فأي دليل على انه بحسب عدد الايات ، فلعله باعتبار الكلمات ، فإن الكلمات المتقدمة على آية " إياك نعبد وإياك نستعين " والمتأخرة عنها ، مع احتساب البسملة وحذف المكررات عشر كلمات .
الوجه الثالث : ما رواه أبو هريرة :
من أن سورة الكوثر ثلاث آيات ( 2 ) ، وأن سورة الملك ثلاثون آية " ( 3 ) فلو كانت البسملة جزء منها ، لزاد عددهما على ذلك .
والجواب : إن رواية أبي هريرة في سورة الكوثر على فرض صحة سندها معارضة برواية أنس ، وقد تقدمت ( 4) وهي رواية مقبولة روتها جميع الصحاح غير موطأ مالك ( 5 ) فرواية أبي هريرة مطروحة أو مؤلة بإرادة الايات المختصة ، فإن البسملة مشتركة بين جميع السور ، وهذا هو جواب روايته في سورة الملك .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) صحيح مسلم باب قراءة الفاتحة في كل ركعة ج 2 ص 6 ، وسنن أبي داود - باب من ترك القراءة في صلاته ج 1 ص 130 ، وسنن النسائي باب ترك قراءة البسملة في فاتحة الكتاب ج 1 ص 144 . ( * )
( 2 ) لم أعثر على هذه الرواية في كتب الروايات .
( 3 ) مستدرك الحاكم ج 1 ص 565 ، وصحيح الترمذي باب ما جاء في فضل سورة الملك ج 11 ص 30 ،
وكنز العمال فضائل السور والايات ج 1 ص 516 ، 525 .
( 4 ) في الصفحة 441 من هذا الكتاب .
( 5 ) تيسير الوصول ج 1 ص 199 . ( * )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والحمد لله رب العالمين
المصادر:
1_القرآن الكريم
2_البيان في تفسير القرآن
3_مقاصد السور في القرآن الكريم
المصادر:
1_القرآن الكريم
2_البيان في تفسير القرآن
3_مقاصد السور في القرآن الكريم