بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
السلام عليك يا مولاي يا أبا عبد الله
السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار
كيف وصفت مولاتنا زينب عليها السلام ما رأت من المصائب اليتيمة على الدهر أنه ((جميل ) جواباً على سؤال يزيد !!!!!
مقتل الإمام الحسين عليه السلام وأخوته وبنيه
ذبح الطفل الرضيع
السبي والضرب والإتهانة لكل ما يمت للنبوة بصلة
إنهدام أركان البيت الهاشمي والإستخفاف بكل متعلقاته
والشام تقيم احتفالاً وأفراحاً بهذا الإعتداء الأثيم
كل هذا وتقول عليها السلام (( ما رأيت إلا جميلاً ))
يظهر من هذا الموقف والخطاب أنها عليها السلام لم تتحدث عن العالم المادي المتحدد بذلك الزمان والمكان والخطاب بعيد عن لغة الحس والمشاهدة بل هي ناظرة الى معطيات عالم الحس هذا وإلى ما تحقق من إنجازات من كل هذا القتل والسلب والسبي وهذه المعطيات تتعلق بعالم آخر متقوم بالروحية والفكر الغني بالمعارف الإلهية التي كانت تغذيها من مدرسة النبوة والإمامة المقدستين كيف وهي المولودة في معقل العصمة والتقى ومهبط الوحي والهدى والموروثة عظيم الفضل والندى.
كانت مولاتنا زينب عليها السلام عالمة متيقنة أن الذي جرى على البيت النبوي ساعد في في الحفاظ على بيضة الإسلام وصونه من الإنحراف ثم الى الإندثار كما حدث في الديانات الأخرى وهي عليها السلام جزمت بهذا الإنجاز مذ سمعت أخيها الحسين عليه السلام يبين إنحصار ديمومة الدين وقمع الباطل متلازماً مع التضحية بالدم حيث قال ( إن كان دين محمد لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني )
فهذا شيء جميل أن يكون دم الإمام عليه السلام ثمناً للدين الإسلامي خاتم الأديان السماوية .
والجميل الآخر الذي ربما كان في فكر العقيلة عليها السلام أنها كانت تعلم أن هذه الثورة تأسيسة لمنهج الحق وعدم الركون الى الظالم المنهج الذي حاول الأمويون إلغاءه من الدستورالإسلامي عندما جعلوا أولي الأمر يجب طاعتهم على العباد حتى لو استولوا على السلطة بالظلم والجور , فلولا رفض بيعة الفاجر يزيد لعنه الله والوقوف بوجه كفره وفساده على قلة العدد وخذلان الناصر لما كان عند المسلمين إعتراض وإشكال علىأي حاكم متسلط .
فتأسيس القيام والثورة على الجور والظلم والفساد أمر جميل يستحق هذا الوصف .
والأمر الجميل الآخر أنها عليها السلام كانت تعلم أن هذه الدماء الزاكية ستكون شافعة مشفعة لشيعة الحسين عليه السلام الى يوم النشور مما يدعوا الى إحياء ذكره وزيارته والإقتداء بمنهجه العقائدي والأخلاقي مما يحقق قوة للفكر الإسلامي يواجه بها كل فكر غيره وهذا ما نلاحظه اليوم لا يقف فكر جديد ولا قديم بوجه عقيدة المسلمين إلا بالظلم والخداع والكذب وسياسة التجهيل وهي ذات عمر قصير وحيز ضيق .
والأمر الجميل الآخر أن موقف العقيلة قد ركز مبدأ التسليم في أوضح مصداق وأصدق مثال كون اللعين نسب الفعل الى الله تعالى بسؤاله ( كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟) فقالت ( ما رأيت إلا جميلاً ) وهل يرى المؤمن من الله تعالى غير الجميل فلا إعتراض ولا جزع ولا رد لقضاء الله وإرادته فهي مدركة لمعنى قول الحسين عليه السلام ( شاء الله أن يراني قتيلاً وأن يراهن سبايا ) تمام الإدراك .
فلا نتصور أن إمرأة تحملت هذه المصائب جميعاً ثم تصف الحال أنه جميل إلا أن تكون ناظرة الى أبعاد عميت أعين الظالمين عنها .
كآنت زينب عهليها السلام هي المرأه التي يجب أن تكون ..
وفي الموقع الذي يجب أن تكون ..
وفي الشكل الذي يجب أن تكون ..
لقد ابت عدآلة الله ألآ ان تكون إلى جآنب رجل عظيم كالحسين ..
امرأه عظيمه مثل زينب ..
عليهما السلام
تعليق