إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماقاله العلامة السبحاني في عالم الذر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماقاله العلامة السبحاني في عالم الذر


    بسم الله الرحمن الرحيم
    مسالة عالم الذر من القضايا التي وقع الكلام فيها بين العلماء وهذا ما ذكره العلامة السبحاني في
    تفسيره: ( ما هو عالم الذر وما هو الميثاق؟
    1. استعراض الآيات أوّلاً.2. نقاط جديرة بالاهتمام.3. آراء العلماء حول «الميثاق في عالم الذر».4. النظرية الأُولى المستندة إلى الأحاديث.5. انتقادات على هذه النظرية .6. النظرية الثانية.

    7. إشكالات على هذه النظرية .8. النظرية الثالثة.9. أسئلة حول هذه النظرية .
    10. بحث حول الأحاديث الواردة في تفسير الآية.
    استعراض الآيات أوّلاً
    قبل أن نعطي رأينا في حقيقة ذلك العالم وواقع ذلك الميثاق المأخوذ في العالم المذكور، ولأجل أن نتجنب اتخاذ أي موقف قبل دراسة ومراجعة الآية المرتبطة بهذا الموضوع يتعين علينا استعراض هذه الآية، أوّلاً، لكي ندفع القارئ نفسه إلى التأمل فيها والتفكير حولها لمعرفة معنى هذه الآية ومغزاها.
    وإليك فيما يأتي نص الآية المتعلّقة بالموضوع مضافاً إلى آيتين لاحقتين لها:
    (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ *وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).
    نقاط جديرة بالاهتمام
    1. لقد وردت لفظة (الذرية) في (18) موضعاً آخر ما عدا هذا الموضع أيضاً.. والمقصود بها في كل تلك الموارد هو: «النسل البشري» وليس في ذلك خلاف، انّما وقع الخلاف في أصل هذه اللفظة وانّها مأخوذة من ماذا؟
    فذهب فريق إلى أنّ لفظة «الذرية» مشتقة من «الذرء» بمعنى الخلق، وفي هذه الصورة تكون الذرية بمعنى: المخلوق.
    وذهب فريق آخر إلى أنّها مشتقة من «الذر» بمعنى الكائنات الصغيرة الدقيقة جداً كذرات الغبار وصغار النمل.
    وذهب فريق ثالث إلى أنّها مأخوذة من «الذرو» أو «الذري» بمعنى التفرّق والانتشار وانّما تطلق «الذرية» على ولد آدم ونسله لتفرقهم على وجه الأرض وأكناف البسيطة.

    2. تستعمل لفظة الذرية ـ غالباً ـ في الأولاد الصغار مثل قوله تعالى:
    (وَلَهُ ذُرِيَّةٌ ضُعَفَاءُ). وقد تستعمل في مطلق الأولاد مثل قوله سبحانه :
    (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ). كما أنّها قد تستعمل في فرد واحد مثل قوله سبحانه :
    (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً). وفيها يطلب زكريا ولداً صالحاً (ويؤكد هذا أنّ طلب زكريا تكرر في آية أُخرى بلفظ «ولي» إذ يقول: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيْاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ).
    وقد تستعمل في الجمع مثل قوله تعالى: (وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ).

    3. يجب المزيد من الدقة والعناية في عبارة الآية ....
    فالآية تفيد أنّ اللّه أخذ من ظهور كل أبناء آدم، أنسالهم وذرياتهم، وليس من ظهر آدم وحده.
    وذلك بدليل أنّ اللّه تعالى يقول: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَم) .
    ولم يقل: وإذ أخذ ربك من آدم .. وعلى هذا الأساس فإنّ مفاد هذه الآية هو غير ما هو معروف عند المفسرين الذاهبين إلى أنّ الذرية أُخذت من ظهر آدم فحسب.

    4. تصرح الآية بأنّ اللّه أخذنا شهداء على أنفسنا، وأننا جميعاً اعترفنا بأنّه إلهنا، وانّ هذا الاعتراف كان بحيث لم يبق من ذكراها في ذاكرتنا شيء.

    5. كما تفيد الآية بأنّ هذا الاستيثاق والاستشهاد سيسد باب العذر في يوم القيامة في وجه المبطلين والمشركين، فلا يحق لهم بأن يدّعوا بأنّهم لم يعطوا مثل هذه الشهادة، ولم يكن عندهم علم بمثل هذا الميثاق والاعتراف كما يشهد به قوله سبحانه : (أو تقولوا إنّما أشرك آباؤنا من قبل ...) .
    من هنا يتخذ المفاد لنفسه شكلاً خاصاً وطابعاً مخصوصاً. فمن جانب لم يك عندنا أي علم بهذا الميثاق والاعتراف. فمن جانب آخر لا يحق لنا أن ندعي الغفلة عن هذا الميثاق، وعن مثل هذا الإقرار كما تقول الآية:
    (أن تقولوا يوم القيامة إنّا كُنّا عن هذا غافِلين) . أي أن لا تقولوا.(إنّ للمفسرين في أمثال هذه

    الآية مذهبين:
    أحدهما: تقدير لا ، ففي مثل قوله سبحانه :
    (يُبَيّن اللّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) (النساء: 176) قالوا: إنّ المعنى هو أن لا تضلّوا.
    فهم جعلوا قوله: (أَنْ تَضِلُّوا)مفعولاً له ليبين، بنحو «التحصيلي» فيكون المعنى «يبيّن اللّه لكم لأجل أن لا تضلوا».
    الثاني: عدم تقدير لا وجعل المفعول له من باب «الحصولي» كقول القائل ضربته لسوء أدبه ، أي لوجود هذا وحصوله فعلاً ضربته.
    فيكون معنى الآية السابقة هو «يبين اللّه لوجود الضلالة فيكم» ومنه يعلم حال الآية المبحوثة عنها، فيجوز فيها وجهان.)

    في هذه الصورة ينطرح هذا السؤال:

    كيف يمكن أن يسد اقرار لا نعلم به هنا أبداً (باب العذر) علينا؟!
    وكيف يمكن أن نلزم بميثاق لا نتذكره وعهد لا نعرف عنه شيئاً؟!
    وبعبارة أُخرى: إنّنا ـ لا شك ـ لا نعلم مثل هذا الميثاق على نحو العلم الحصولي، في حين أنّ الآية (172) تقول بمنتهى الصراحة والتأكيد: إنّه لا حق لأحد أن يغفل أو يتغافل عن هذا الميثاق ... فكيف تتلاءم هذه الغفلة وعدم تذكرنا له في هذه الدنيا مع قوله تعالى: (أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين) ؟
    6. لا شك أنّ الخطاب في هذه الآية أمّا موجه إلى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وأمّا إلى
    عامة البشر .
    وحتى لو كان صدر الآية موجهاً إلى النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ إلاّ أنّ ذيلها ـ لا ريب ـ موجه إلى عامة البشر .
    إنّ القرآن يريد بهذا الخطاب أن يلفت أنظارنا إلى حادث حدث قبل الخطاب لا حينه ولا بعده بدليل مجيء إذ في مطلع الآية.
    فـ «إذ» تستعمل فيما إذا كان ظرف الحادثة هو الماضي، ومعناها «واذكر إذ» وقعت هذه الحادثة في الماضي.
    آراء العلماء حول الميثاق في عالم الذر
    إنّ غاية ما يفيده ظاهر آية الميثاق المطروحة هنا على بساط البحث هو أنّ اللّه أخذ من بني آدم ميثاقاً وعهداً على الإقرار بربوبيته .. وأمّا كيفية هذا الميثاق فلم يرد ـ في الآية المذكورة ـ أي توضيح بشأنها ... ولأجل هذا اختلف المفسرون المسلمون حول حقيقة هذا الميثاق.
يعمل...
X