بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
ذو /
ذو تكون موصولة في لغة طي خاصة ،( إذا لم تكن بمعنى صاحب ) والأعرف فيها عندهم بناؤها واستعمالها في الإفراد والتذكير وفروعهما بلفظ واحد ( أي موصول مشترك مثل مَن وما ) ، ويظهر المعنى بالعائد ، وفي ( ذو ) أربع لغات :
- ( ذو ) غير متصرفة مع بنائها على السكون بمعنى ( الذي ) و ( الذين ) نحو : ( جاءني ذو قام ) ، ( ذو قامت ) ، ( ذو قاما ) ، ( ذو قامتا ) ، ( ذو قاموا ) ، ( ذو قمن ) .
- ( ذو ) لمفرد المذكر ومثناه ومجموعه ، وذات ( مضمومة التاء ) لمفرد المؤنث ومثناه ومجموعه مبنية على الضم في حال الرفع والنصب والجر
نحو : ( يعجبني ذاتُ قامت ) ، ( أكرمت ذاتُ اجتهدت ) ، ( مررت بذاتُ اجتهدت ) .
- ( ذو ) لمفرد المذكر ومثناه ومجموعه ، و ( ذوات ) للمفرد المؤنث ومثناه ومجموعه نحو :
جمعتها من أيْنُق سوابق ... ذواتُ يَنْهَضْنَ بِغَيْر سائق
- ( ذو ) متصرفة مع تعريفها ( تعريف ذو التي بمعنى صاحب ) مع إعراب جميع تصرفاتها فإنها ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء نحو : ( جاء ذو قام ) ، ( رأيت ذا قام ) ، ( مررت بذي قام ) .
ذا /
الأصل في (ذا) أنها اسم إشارة لمفرد ، وجرد هذا اللفظ من معنى الإشارة ، واستعمل اسماً بشرطين :
الأول / أنه لا بد من أن تقع بعد (ما) أو (من) الاستفهاميتين ، (ما) متفق عليه ، و (من) على الصحيح
الثاني / ألا تكون ملغاة ، فإن ألغيت حينئذٍ رجعت إلى أصلها .
فتكون ( ذا ) تارة اسم إشارة لا غير وأخرى اسم موصول مشترك لا غير وملغاة أخرى :
1- اسم إشارة لا غير / إذا كان ما بعده مفرد ، نحو : ( ماذا الواقف ) و ( من ذا الذاهب ) لعدم وجود جملة الصلة والعائد .
( ما : اسم استفهام مبتدأ ) ( ذا : اسم إشارة مبتدأ ثان ) ( الواقف : خبر للمبتدأ الثاني والجملة من المبتدأ والخبر خبر للمبتدأ الأول ) .
2- اسم موصول لا غير / إذا كان ما بعده جملة صلة وعائد ، نحو : ( ماذا فعلتَهُ ) فتكون موصولة بمنزلة ( ما ) في الدلالة على معنى ( الذي ) وفروعه
3- ملغاة دخولها في الكلام كخروجها وتكون للاستفهام فقط ، نحو : ( ماذا السديم ) .
وقد وقع الخلاف بين البصريين والكوفيين إذا اتصلت به ( ها ) التنبيه حيث ذهب البصريون إلى تعين ( ذا ) اسم إشارة ، وذهب الكوفيون إلى احتمال الوجهين اسم إشارة أو اسم موصول مع كونها مسبوقة ب ( ها ) التنبيه .
كما ذهبوا إلى أن ( هذا ) وما أشبهه من أسماء الإشارة يكون بمعنى الذي والأسماء الموصولة نحو :
- ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم
- ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا
- وما تلك بيمينك يا موسى
- عدس ما لعباد عليك إمارة أمنت ، وهذا تحملين طليق
واستدلوا بهذا البيت على أن (هذا) اسم موصول بمعنى (الذي) ، و ( وهذا تحملين ) يعني: ( والذي تحملينه ) فدل على أن ( هذا ) اسم موصول ولم يتقدمها استفهام ، إذاً لا يشترط تقدم الاستفهام كما هو مذهب البصريين .
وأما البصريون فاحتجوا بان قالوا إنما قلنا ذلك لأن الأصل في ( هذا ) وما أشبهه من أسماء الإشارة أن يكون دالاً على الإشارة ، و( الذي ) وسائر الأسماء الموصولة ليست في معناها فينبغي أن لا يحمل عليها وهذا تمسك بالأصل واستصحاب الحال ، ولا حجة لهم في ( وهذا تحملين طليق ) لأن ( تحملين ) في موضع الحال كأنه قال : ( وهذا محمولا طليق ) ويحتمل أيضا أن يكون قد حذف الاسم الموصول للضرورة ويكون التقدير ( وهذا الذي تحملين طليق ) وحذف الاسم الموصول يجوز في الضرورة على انه يجوز عند الكوفيين حذف الاسم الموصول في غير ضرورة الشعر
ويظهر أثر الاحتمالين ( أن تكون موصولة وان تكون ملغاة ) في البدل من الاستفهام ، وفي الجواب : هذا إن فرغ ما بعد ( ذا ) من ضمير الاستفهام أو ملابس الاستفهام كما إذا قلت : ( ماذا صنعت أخيراً أم شراً ) و ( أخيرٌ أم شرٌ ) بنصب البدل ورفعه ، فالنصب على جعل ( ما ) مفعول ( صنعت ) وتقدمت لأن لها الصدارة في الكلام و( ذا ) لغواً ، والرفع على جعل ( ما ) مبتدأ مخبرا عنه بذا موصولة .
والجواب كالبدل في أن حاله مبنية على الحكم في ( ذا ) فإن حق الجواب أن يكون مطابقا للسؤال فلذلك يجيء فعليا تارة إذا حملت ( ذا ) على كونها لغوا لأن الاستفهام حينئذ يكون بجملة فعلية ، وابتدائيا تارة أخرى إذا حملت ( ذا ) على كونها موصولة لأن الاستفهام حينئذ يكون بجملة اسمية وعلى ذلك قراءة أبي عمرو قوله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ) برفع العفو على معنى ( الذي ينفقون العفو ) ونصبه على معنى ( انفقوا العفو )
تعليق