بسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِ عَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ اَلْشَرِيِفْ وَأَرْحَمْنَاْ بِهِم يَاكَرِيِمْ
مصاب عظيم ..
..كان يوماً عصيباً على مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى جميع المسلمين
فها هو النبي الأعظم في اخر ساعاته .. وهو بحجر أخيه وابن عمه امير المؤمنين
علي بن اي طالب (عليه السلام) يوصي باخر وصاياه مؤذناً بانقطاع الوحي والتحاقه بالرفيق الأعلى
لتبتديء رحلة طويلة من الحزن .. يخوضها امير المؤمنين (عليه السلام)
بفقده لحبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلام) ثم ظلامته واقصائه عن حقه
وحق ال بيته من بعده .. ولتبدأ رحلة اخرى من الحزن والاسى
لسيدة نساء العالمين ( عليها صلوات الله وسلامه) .. تلك ام ابيها التي جلست عند راْسه
تتزود من فيض نوره الذي لاينضب ومعينه الذي لايزول بينما كانت تتخلل شفتيها ابتسامة
وهي في أوج حزنها واساها .. وكيف لا .. وقد اخبرها ابوها : انها اول اللاحقين به من أهل بيته ..
لتحمل ذكرى والدها سلوة لمصابها عند بيت أحزانها تذرف فيه مابقي لها من دموع ..
وهاهنا سبطي رسول الله (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) الحسن (عليه السلام)
ريحانته من الدنيا والحسين (عليه السلام) شفيع أمته كما أشار بذلك في حديث الكساء ..
يتزودان منه ويودعانه الوداع الأخير قبل ان يفارق الحياةً .. وهاهم أهل بيته وصحبه من حوله ..
وتمضي نفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الى بارئها بينما كانت شفتاه تتمتم بكلمات
طالما كان يرددها على أمته في اكثر من موطن ومكان .. : (( .. كتاب الله وعترتي أهل بيتي))
فما فعلوا بوصية نبيهم ؟ .. اما الكتاب فضيعوه .. وأما العترة الطاهرة فما رعوا حقها
وحق قرابتها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه عقيلة الهاشمين (عليها السلام)
تنادي في عرصة كربلاء مخاطبة جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
(وامحمداه وامحمداه .. صلى عليك مائة السماء .. هذا حسين مرمل بالدماء ..) فيا لها من صرخة دوت
في سماء كربلاء لتكون ملحمة محمدية خالدة ابتدأها الحسين (عليه السلا) بدمه الزاكي
ليسطر اروع الأمثلة في الفداء والتضحية من اجل ام ترتفع راية الدين خفاقة لايشوبها دعي او لئيم
بدسائسه واعماله المنكرة .. حتى يعيد اخلاق الجاهلية الاولى كما كانت اول مرة ..
ولتُكمل هذه الملحمة الخالدة عقيلة الطالبيين زينب بنت علي (عليهما السلام)
التي وقفت في وجه اعتى طاغية واطلقتها صرخة في وجه الظالمين على مر الازمان والعصور
لتترجم ثورة الحسين (عليه السلام) لكل احرار العالم وهي تحمل رايته بقبس من نور
وترسم نهجه الذي اختطه من نهج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ذلك الطود الشامخ الذي اصبح أمة وغيّر العالم اجمع نحو طريق الحق والعدل والإنسانية .
عظم الله لنا ولكم الاجر ..
ودمتــــــــــــــم بخيــــــــــــــر
تعليق