بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
عامل الرفع في المبتدأ والخبر /
المبتدأ والخبر مرفوعان ولا خلاف فيه وإنما وقع الخلاف في عامل الرفع وفي ذلك أقوال :
الأول / قول الجمهور وسيبويه أن رافع المبتدأ معنوي وهو الابتداء لأنه بُني عليه ورافع الخبر المبتدأ لأنه مبني عليه فارتفع به كما ارتفع هو بالابتداء ، قال سيبويه : ( فأما الذي يبنى عليه شيء هو هو فإن المبني ليه يرتفع به كما ارتفع هو بالابتداء ) وضُعف هذا القول بان المبتدأ قد يرفع فاعلا نحو : ( القائم أبوه ضاحك ) ، فلو كان رافعا للخبر لأدى إلى إعمال واحدٍ رفعين ولا نظير له .
الثاني / قول الاخفش وابن السراج والرماني أن العامل في الخبر الابتداء أيضا لأنه طالب لهما فعمل فيهما ، ورُد بان أقوى العوامل وهو الفعل لا يعمل رفعين فالمعنوي أولى أن لا يعمل ذلك .
الثالث / قول الكوفيون أنهما ترافعا لأن كلاً منهما طالب الآخر ومحتاج إليه وبه صار عمدة وهذا المذهب اختاره ابن جني وأبو حيان والسيوطي ويبطله أن الخبر يرفع الفاعل كما في نحو ( زيد قائم أبوه ) فلا يصلح لرفع المبتدأ لأن أقوى العوامل ، وهو الفعل ، لا يعمل رفعين بدون إتباع فما ليس أقوى لا ينبغي له ذلك .
الرابع / قول الكثير من البصريين أن العامل في المبتدأ الابتداء والعامل في الخبر الابتداء والمبتدأ معا . وفيه ضعف لان المبتدأ اسم والأصل في الأسماء أن لا تعمل وإذا لم يكن له تأثير في العمل والابتداء له تأثير فإضافة ما لا تأثير له إلى ما له تأثير .
الخامس /وقيل أن رافع المبتدأ هو الابتداء ورافع الخبر هو الابتداء بواسطة المبتدأ ونظيره تقوي الفعل بواو المصاحبة في المفعول معه ، وبإلا في المستثنى ، وتقوي المضاف بمعنى اللام آو مِن .
السادس / القول الآخر للكوفيين : أن المبتدأ مرفوع بالذكر ( المذكور ) الذي في الخبر ، والخبر مرفوع بالمبتدأ نحو : ( زيدٌ ضربتهُ ) ( الهاء هو ذكر للمبتدأ في الجملة الفعلية وهي الخبر) ، لأنه لو زال الضمير انتصب ( زيد ) ( زيداً ضربتُ ) فكان الرفع منسوبا للضمير ، فإذا لم يكن ثمة ذكر للمبتدأ ، نحو : ( القائم زيدٌ ) ترافعا .