بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمةعلى عدائهم اجمعين
اللهم وفقنا وسائر المشتغلين بالعلم والعمل الصالح بمحمد واله الطيبين الطاهرين(اللهم صل على محمد وال محمد)
رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي
ومن الفروق بين الحمد والمدح والشكر:
ان الفرق بين الحمد و الشكر أن الحمد نقيض الذم كما أن المدح نقيض الهجاء .
و الشكر نقيض الكفران .
وقيل
الحمد و المدح و الشكر متقاربة المعاني و مشتركة في الدّلالة على الثّناء الجميل ، و ربّما يحكم باتحاد الأوّلين و كونهما أخوين قال في الكشاف : الحمد و المدح أخوان ، و هو الثّناء و النّداء على الجميل من نعمة و غيرها ، تقول : حمدت الرّجل على انعامه و حمدت على حسنه و شجاعته انتهى ،
و نسبه الشّارح المعتزلي إلى أكثر الادباء و المتكلمين ، و مثل لهما بقوله :
حمدت زيدا على إنعامه و مدحته على إنعامه ، و حمدته على شجاعته و مدحته على شجاعته ، ثم قال : فهما سواء يدخلان فيما كان من فعل الانسان ، و فيما ليس من فعله كما ذكرناه من المثالين هذا و لكنّ المعروف أخصّية الحمد من المدح بوجوه .
والجدير بالذكر أن الحمد ليس بداية كل عمل فحسب، بل هو نهاية كل عمل أيضاً كما يعلمنا القرآن.
يقول سبحانه عن أهل الجنة: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهِا سَلامٌ، وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ويستفاد من (الحمد) أن الله سبحانه واهب النعم عن إرادة وإختيار، خلافاً لأولئك القائلين إنّ اللّه تعالى مجبر على أن يفيض بالعطاء كالشمس!!
ولو علمنا أنّ الألف واللام في (الحمد) هي لاستغراق الجنس، لعلمنا أنّ كل حمد وثناء يختص بالله سبحانه دون سواه.
ثناؤنا على الآخرين ينطلق من ثنائنا عليه تعالى، لأنّ مواهب الواهبين كالأنبياء في هدايتهم للبشر، والمعلمين في تعليمهم، والكرماء في بذلهم وعطائهم، والأطباء في علاجهم للمرضى وتطبيبهم للمصابين، إنّما هي في الأصل من ذاته المقدسة. وبعبارة اُخرى: حمد هؤلاء هو حمد لله، والثناء عليهم ثناء على الله تعالى.
وهكذا الشمس حين تغدق علينا بأشعتها، والسحب بأمطارها، والأرض ببركاتها، كلّ ذلك منه سبحانه، ولذلك فكلّ الحمد له.
وبكلمة أُخرى: جملة (اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) إشارة إلى توحيد الذات، والصفات، والأفعال (تأمّل بدقة).
وللكلام تتمة تاتي ان شاء الله تعالى
وَآخِرُ دَعْوَانا أنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ