النون الساكنة المؤمنة الملتزمة بالاحكام

[د.كريم جبر الزبيدي]

السلام عليكم أينما حللتم:
"ان النون الهادئة الساكنة الوديعة تعيش في بيت واحد مع الراء واللام فهم جميعا اقرباء ذو رحم ماسة وهذه النون تضحي بكل ما عندها و تذوب فيهما تماما اذا التقيا(والجود بالنفس أقصى غاية الجود) فيشتد عودهما ،
واذا لاقت اختها النون تعانقها بشدة ويعلو صياحهما بغنة ، وتتلاشى في حضن بنت عمها الميم التي يشتد صراخ غنتها، فتلك هي المدغمة ادغاما تاما او كاملا او محضا .
واذا زارتها الواو والياء ستناغيهم بغنة هادئة فهي تعرفهم خفيفين بزيارتهما غير متشددين ولا مثقّلين، فتلك هي المدغمة ادغاما ناقصا.

واذا زارتها الباء فان النون ستتشبه ببنت عمها الميم فتنقلب اليها لتأنس الباء بها ، والباء ستحترمها فلا تتكلم حتى تنتهي تحية الميم-الغنة- ثم تنطلق. وتلك هي النون المنقلبة.

ولكنها تبرز ظاهرة بكل محاسنها فهي في مأمن في خدرها اذا جاء بعدها (ء هـ ع ح غ خ) فهم بعيدون عن دارها ولا يطلعون عليها ، فتلك هي المظهرة،

واعلم بأن هذه النون خجولة ذات حياء تتوارى عن جيرانها – باقي الحروف – ولا تظهر أمامهم ولكن تكلمهم باستحياء فيسمعون صوتها الخافت(غنتها الخفية) وهم يحترمونها فلا ينطلقون بالنطق حتى تنهي غنتها ، فتلك هي المخفاة او الخفية."

ملاحظة: التنوين نون ساكنة على اللسان حركتان على الورق. ولها كل احكام النون الساكنة.

دمتم خادمي القرآن.

[علي الخفاجي]

عزيزي الزبيدي..

ذكرت أن النون الساكنة أوالتنوين مرة يكون إدغامهما في بعض حروف يرملون ناقصاً لبقاء الغنة
ومرة كاملاً لعدم بقائها في وصف شاعري جميل..

وأضيف إلى ذلك - لو سمحت - أن صوت هذه الغنة - حين اللقاء - مرة تسمع لها شجىً لبقاء أثرها
ومرة لا تسمع لها لعدم بقاءه، تماماً حينما يلتقي الأحبة والمتفانون في حب الله بعد غياب طويل فيحيط لقائهما السكينة
وتختنق في وجدانهما العبرة فلا تسمع لهم همساً سوى مشهد الدمع يسيل على وجنتيهما في صمت رهيب..