إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التحولات النفسية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التحولات النفسية

    التحولات النفسية






    قلنا إن البلوغ هوالحد الوسط أو الفاصل بين مرحلتي الطفولة والنضوج الذي تبرز فيه العلائم والدوافعالجنسية . ونضيف إن هذه المرحلة هي فترة ذروة التفاعلات والتجاذباتالنفسيةلدى الشخصية . وقد شبهها فلاطون بنوع من السكر والثمل الخفيف ، فيما وصفها آخرون بنوعمن التغرب عن الذات والإبتعاد عن واقعيات الحياة.
    فيالواقع إن من الخطأ تحديد حالة البلوغ بقضية النمو الجسمي والغريزي ، لأن المسالةأعقد من ذلك بكثير . فعلى أثر التطورات والتغيرات البيولوجية والفسيولوجية التيتحصل خلال هذه الفترة ، تفد الشخصية الى مرحلة جديدة من الحياة تضج بمختلف الضغوطالنفسية والإجتماعية . ونحن نشير الى بعض هذه الحالات فيما يأتي من البحث .
    الأوضاعالنفسية




    إن التشبيه الذيأوردناه عن حالة المراهقة عند البلوغ فيما مر من البحث ما زال باقيا بقوته.
    فحالتها كالموجة المتجهة بعنف نحو الساحل بعد تصاعدها فيوسط البحر . وبهذا فإن كل شيء في وجودها متوتر وعاصف ومحتقن ، لكنها تمر في الوقتذاته بحالات مد وجزر ن فتارة تكون هادئة اليفة , ةأخرى ثائرة عنيفة.
    الفتيات في هذه السن يستغرقن عادة في البحث عن ذواتهم في عوالمهنالخاصة ، ويرغبن بالإختلاء بأنفسهن والتفرغ للتفكير بعيدا عن العالم الخارجي ،





    ويرحبن بكل فرصة تتاح لهن في هذا المجال . وإن السبب وراء هذا النوع من الميل والإندفاع المفرط نحو الإستغراق في الذات لدىهذه الفئة يعود الى عدم إكتمالهن لحالة الإنسجام والتناغم والنضوج من الناحيةالنفسية.
    وتتراوح مشاعرهن عند رؤية دم الحيض بينالمفاجئة والصدمة ، والفرح والسرور . فالشعور بالمفاجئة والصدمة يحصل عادة لأولئكاللاتي لا يعرفن شيئا عن هذه الحالة مسبقا . وهذه الحالة وحالات أخرى مشابهة لهاتقلب بطبيعتها مزاج الفتيات وتنعكس آثارها على شكل حساسية وإعتمالات نفسية مختلفة .
    الأعراضالنفسية




    على أثر الضغوطوالأحاسيس المؤلمة والمقلقلة ، تصاب بعض الفتيات بإضطرابات نفسية شديدة يعجزن عنتحملها ، وبالتالي تبرز هذه الإضطرابات المتراكمة على شكل أمراض نفسية.
    أجل ، فالبلوغ ظاهرة طبيعية ، لكنه قد يصاحبه في بعض الحالاتإنفعالات وتوترات عصبية عديدة بالنسبة لأولئك الذين لم يستعدوا له ، وفي حالات أخرى، يرافقه إختلالات أخرى كالإكتئاب ، والإغتمام ، وحتى الإضطراب النفسي .
    والواقع إن للإفرازات الغدية أثر رئيس في التقلبات النفسية.
    وفي بعض الحالات يضاف الى هذه الأعراض عارض آخر ، بحيثتولد الإختلالات والإضطرابات النفسية لدى الفتاة شعور بأنها مصابة بنوع من أإعتلالوالمرض النفسي ويعد هذا الشعور عاملا من العوامل التي تفاقم الإنفعالات والإختلالاتالنفسية.








    الأوهاموالخيالات




    ونتيجة للتحولاتالعضوية والنفسية ونمو الأطراف ، قد تكف الفتاة عن إستخدام يديها وأعضائها الخرى ،وينشغل ذهنها كليا بهذه الحالة الجديدة ، كما وقد يتولد لديها أحيانا هذا الوهم وهوأنها تفتقد الى الجمال والرشاقة وبالتالي تصاب بعقدة الشعور بالحقارة ، أو علىالعكس من ذلك ، تتصور أنها أكثر جمالا ورشاقة من الأخريات وتتوقع من الأخريات أنيعاملنها بنوع خاص من الإحترام.
    ففي سن 14 أو 15 ، تشرعالفتيات بنسج الخيالات والأوهام الساحرة التي يلعبن فيها دور البطل ، ويتمثلنأنفسهن في الغالب نجمات جميلات أو اثرات لدى الجنس الآخر . بمعنى أنهن يملن فيحياتهن اليومية الى الإستغراق في أحلام اليقظة . ومن هنا فإننا نلاحظ لديهن حالاتمن الميل الى الكذب ونسج الأساطير في أحاديثهن(1).
    وفي هذه السن ، قدتصاب الفتيات بمرض البارانويا وهو من الأمراض الشخصية ، ومن أعراضه تضخم الـ (أنا) ، ويحصل في دور البلوغ . كما وقد تبرز الفتيات ، في بعض الحالات ، في سن 12 ـ 16 ،تعصبهن تجاه أفكارهن وتصوراتهن ومجموعاتهن ومعاييرهن . وتتمظهر هذه الحالة على شكلعداء ، ونقد ، والحاق الأذى بالآخرين.
    الذكاءوالإدراك




    لا يعني الإختلالالنفسي ، الذي تتعرض له الفتيات في هذه السن ، إنهن يعانين هبوطا في مستويات الذكاء . فعلى العكس من ذلك ، تتمتع الفتيات في هذه

    (1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 48 .

    الفترة بأعلى مستويات الذكاء والإدراك ،حتى أنهن يصلن خلال ذلك الى مرحلة القدرة على الإستدلال المنطقي في آرائهنوأفكارهن.
    إن إستدلالاتهن هي من النوع الإستقرائي فيالغالب ، وهذه الحالة تدل بذاتها على روح النقد والفضول العلمي لديهن . الا أنهللأسف فإن نفسياتهن الإنفعالية والمتوترة لا تسمح لهن أن يفكرن ويقررن بشكل صحيح .وفي حال توفرت لهن ظروف إيجابية للتفكير والتقرير الصحيحين ، فإنهن قادرات علىالتفكير السليم وعلى إتخاذ القرارات الصائبة في مختلف الشؤون.
    فمنذ مرحلة البلوغ وصاعدا ، يتجه الذكاء نحو النمو والتفتح لدىالأشخاص ، وتختلف درجات نمو الذكاء من شخص الى آخر، وتبرز في هذه الأثناءالقابليات والإستعدادات الفكرية والتخصصية الخاصة الواحدة تلو الأخرى . وإعتبارا مننهاية سن 12 عاما ، تبرز لدى الفتيات إهتمامات نحو العمل بحاجة الى توجيه وتنمية ،وفي حال عدم الإهتمام بها وإشباعها ، فإنها قد تنقلب الى حالة من الترهل والإدبارعن العمل.
    الإختلالاتلديهم




    وصفت مرحلة البلوغبالمرحلة العاصفة في حياة الأشخاص ، حيث يلاحظ فيها نوع من القلق والإضطراب النفسيالناتج من الالام ومن العجز عن التكيف مع الأوضاع السائدة في الواقع ،والتي تبرزوبالتالي على هيءة فقدان التوازن والتطرف السلوكي.
    ويقترن الكثير من أإختلالات النفسية مع إعتلالات جسمية كالصداع ، والتقيؤ ، وضعفالبصر ، ويصاحبها كذلك في بعض الحيان حالات من قبيل العطل في معامل الذهن ،والذاكرة ، والشعور باليأس والإحباط ، وتضخم الذات،




    والهذيان ، والإستهتار ، والتشكي ،والبكاء و ...
    ومن أهم الإختلالات النفسية أو أخطرها ،يمكن الإشارة الى حالات الهياج والتوتر العصبي التي قد تؤدي في بعض الأحيان ، الىالإصابة بالشلل أو بالسكتة القلبية ، وقد تؤدي كذلك في أحايين أخرى الى الشعوربالحقارة والتفاهة ، والإجهاد ، والضحك أو البكاء لدون ما سبب ظاهر.
    ولعل من أهم الإختلالات في هذه السن حالة الإكتئاب والأطواء علىالنفس والتفكير بالإنتحار ، التي تحصل في الغالب لأولئك الذين كانوا يعانون مشاكلوصعوبات في حياتهم الشخصية والعائلية أو كانوا يشعرون ابليأس من تحقق آمالهموتطلعاتهم . وهذه الحالة تبرز عادة في سن 16 ـ 18 عاما .
    الأمراضالنفسية




    هناك أمراض نفسيةعديدة تصيب الأشخاص في هذه السن ، ومن أهمها :
    ــ مرضالكآبة الذي يساهم في خلق دواعي الإحباط واليأس من الحياة.
    ــ الإضطراب النفسي الذي يتجلى بمختلف صور الأمراض النفسيةويبدأ مالإصابة بالأوهام ، والهذيان ، حتى الإنطواء على النفس والإنقطاع عن العالمالخارجي.
    ــ مرض الهستيريا الذي هو خاص بسني ما بعدالبلوغ ونادرا ما يصاب به الأشخاص في هذه المرحلة.
    ــومرض الكذب ، والسرقة ، والثرثرة و ...
    إن من شأن هذهالأمراض أن تولد متاعب ومشكلات كثيرة للشخص ولأولياء الأمور والمربين . ولابد منتوفير ظروف وأجواء مناسبة وهادئة للفرد من أجل الحؤول دون إصابته بمثل هذه الأمراض . ويمكن معالجة مثل هذه





    الحالات بالإرشاد والتوجيه إذا كانت خفيفة، وتستدعي الضرورة مراجعة الطبيب فعلاجها إذا كانت حادة.
    وبعبارة جامعة ، من الضرورة بمكان أن يبادر اولياء الأمور والمعنيون بالتربية الىإعداد المراهقين فكريا ونفسيا لهذه المرحلة قبل الدخول فيها ، وأن يعملوا علىإزالةكل ما يمكن أن يكون عائقا في طريق نموهم وحياتهم الطبيعية.


يعمل...
X