بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
الابتداء بالنكرة /
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة لأن الغالب في النكرة لا يفيد الإخبار عنها ، والأصل في الخبر أن يكون نكرة لأنه محصل للفائدة وقيد التعريف فيه الأصل عدمه وقد يعرفان وقد ينكران ففي المبتدأ والخبر من حيث التعريف والتنكير أربع فروض هي :
- المبتدأ معرفة والخبر معرفة نحو : ( زيد أخوك ) المبتدأ معرفة والخبر كذلك والمجهول نسبة الخبر إلى المبتدأ فأفاد فائدة .
- المبتدأ نكرة والخبر معرفة وهذا الفرض غير واقع مطلقا ( سواء وجد المسوغ أو لا ) لأنه خلاف الأصل في الطرفين ( رجل غلامك )
- المبتدأ معرفة والخبر نكرة نحو : ( زيد قائم ) وهذا الفرض واقع مطلقا لأنه الأصل أي الأكثر .
- المبتدأ نكرة والخبر نكرة وهذا الفرض لا يقع إلا بمسوغ ومجوز .
مسوغات الابتداء بالنكرة /
الأول / أن يكون الخبر مختصا ظرفا أو مجرورا أو جملة ويتقدم عليها ( النكرة التي هي مبتدأ ) نحو : ( عند زيدٍ نمرة ) ( في الدار رجل ) ( قصدك غلامهُ إنسان )
الثاني / أن يتقدم النكرة استفهام إما بحرف ( هل ) أو ( الهمزة ) نحو : ( هل فتى فيكم ) وقد وقع فيها الخلاف حيث قال الاخفش الاستفهام فقط بالهمزة
الثالث / أن يتقدم على النكرة ( نفي ) نحو : ( ما خلٌ لنا ) حيث يفيد العموم
الرابع / أن تخصص النكرة بوصف إما لفظا نحو : ( لعبدٌ مؤمن خيرٌ من مشرك ) أو تقديرا ( أي موصوف تقديرا ) نحو : ( شرٌ اهرَّ ذا ناب ) والتقدير ( شرٌ عظيم أهرَّ ذا ناب ) وهذا الوصف المقدر جوز الابتداء بالنكرة ، أو معنى ( أي وصف بالمعنى ) نحو : ( رجيل عندنا ) والمعنى ( رجل حقير عندنا ) ، ( ما أحسن زيداً ) والمعنى ( شيء جميل حسن زيداً ) ( ما : مبتدأ نكرة موصوفة بوصف معنوي ) ، فلو كان الوصف غير مخصص لم يجز الابتداء بنكرة نحو : ( رجلٌ من الناس جاءني ) لعدم الفائدة .
الخامس / أن تكون النكرة عاملة إما رفعا نحو ك ( صربٌ الزيدان حسنٌ ) ( ضربٌ : مبتدأ مصدر ، الزيدان : فاعل مرفوع ، حسن : خبر ) والمسوغ في الابتداء هو عمل الرفع في ( الزيدان ) ، وهو على رأي الاخفش حيث جوز الرفع بدون الاعتماد ( على نفي أو استفهام أو مخبر عنه ) في المبتدأ الذي يرفع فال أو نائب فاعل ،
أو نصبا نحو : ( رغبةٌ في الخير خيرٌ ) ( رغبةٌ : مبتدأ مصدر ، في الخير : في محل نصب بالوصف – المصدر – المتقدم ، خيرٌ : خبر )
أو جرا نحو : ( خمسُ صلوات كتبهن الله ) ( خمسُ : مبتدأ ، صلوات : مضاف إليه مجرور ، على قول أن الجار هو المضاف قبال من يقول إن الجار الإضافة ، كتبهن الله : الجملة خبر )
وقد ذكر الشارح موارد أخرى لجواز الابتداء بالنكرة وهي :
- أن يقصد بالنكرة التنويع ( التفصيل ، التقسيم ) نحو :
- فيوم علينا ويوم لنا ... ويوم نساء ويوم نسر
- أن تقع النكرة بعد ( واو ) الحال ، حيث يجيء بواو الحال إذا لم يوجد الرابط بين الحال وصاحب الحال ، نحو :
- سَرَينا ونَجْمٌ قد أضاء فمذ بَدا ... محَيّاك أخْفى ضوؤُه كلَّ شارق
- أن يراد بالنكرة الحقيقة ( الحقيقة تفيد العموم ) نحو : ( تمرة خير من جرادة )
- أن تكون النكرة في معنى المحصور نحو : ( شرٌ أهرَّذا ناب ) والتقدير ( ما أهر ذا ناب إلا شرٌ ) ، ( شيءٌ جاء بك ) والتقدير ( ما جاء بك إلا شيءٌ ) .