تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمداً ، صلاةً كاملةً ناميةً لا يحصي عددها إلا الله ولا ينتهي آمدها ..
اللهم صَلِّ على محمد وآل محمداً ، صلاةً كاملةً ناميةً لا يحصي عددها إلا الله ولا ينتهي آمدها ..
أروع ما قيل في حق علي ( عليه السلام ) - محمد بن إدريس - إمام الشافعية - :
" عجبت لرجل كتم أعداؤه فضائله حسدا وكتمها محبوه خوفا وخرج ما بين ذين ما طبق الخافقين " .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الروضة في فضائل أمير المؤمنين - شاذان بن جبرئيل القمي - ص 19
‹ هامش ص 19 › ( 1 ) كفاية الطالب 252 . ( 2 ) الإمام الصادق والمذاهب الأربعة : 2 / 216 .
لو تتأملنا التدبير الإلهي في مراحل حياة أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه من انعطافات ومن مراحل لا يستطيع الشك فيها ، وتعتبر حجة على أعدائه ومبغضيه صلوات الله عليه .
وعلى سبيل المثال ولادته سلام الله عليه؛ كانت ولادته في جوف "بيت الله الحرام" ، لم يسبقه لا نبي مرسل ولا وصي ، ولم يلد بعده احد في الكعبة المشرفة ، في حين ان مريم بنت عمران عليها السلام لما ارادت ان تضع نبي الله عيسى عليه السلام ، كانت في بيت المقدس ، جاءها النداء : يا مريم أخرجي من البيت ! هاهنا محل عبادة لا محل ولادة ، فخرجت .. بينما فاطمة بنت أسد سلام الله عليها لما فرغت من الطواف حول بيت الله الحرام ، طلبت من الله تعالى ان يسهل لها ولادتها ، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت: ( رب إني مؤمنة بك وبكل كتاب أنزلته، وبكل رسول أرسلته... ومصدقة بكلامك وكلام جدي إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وقد بنى بيتك العتيق، وأسألك بحق أنبياءك المرسلين، وملائكتك المقربين وبحق هذا الجنين الذي في أحشائي إلا يسرت عليّ ولادتي ) . "فانفرج لها الجدار" لم تنفتح لها الباب بل انشق لها الجدار ودخلت ، وانشقاق الجدار يترك اثر في النفوس لان ظاهرة الإعجاز الرباني لها اثر بين ذلك المجتمع البدوي والشيء المهم ان الله تعالى ترك بصمته على هذا المولود المبارك ، وايضاً هكذا حدث يتصدر في المحافل وفي التجمعات التى كانت تعقد آنذاك ...
وهذا دليل على ان المولود شرف الكعبة بولادته فيها ، لأنه آية من آيات الله تعالى .. وهذه الحجة دامغة على قداستهِ ، وانه من أولياء الله الصالحين .
والمرحلة الثانية هي التربية من بعد الولادة ، وهذا المرحلة اضافة له قداسة فوق قداسته ، وقد وصفها صلوات الله عليه في احدى خطبه المباركة ، وقال: ( ... وقد عـلـمـتم موضعي من رسول اللّه (صلى الله عليه وآله ) بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة ، وضعني في حجره ، وأنا وليد ، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ، و يشمّني عُرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه .
... ولقد كنت أتّبعهُ اتّباع الفصيل أثر أمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالاقتداء به )
فهي مرحلة مهمة من مراحل التربية المثالية ، حيث ان الشخص يفتخر ان ينظر الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) او يجلس بقربه لكي يحصل لقب "الصحبة" فكيف وهو مربيه ومعلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فتركت هذه المرحلة اثر كبير على بناء شخصيته فكان عليه الصلاة والسلام يحمل أنبل الصفات العالية والخلق الرفيعة والطاعة المطلقة لله ولرسولة .
اما إسلامه سلام الله عليه ؛ في الواقع هذه العبارة لا تناسب شخصية الامام علي صلوات الله عليه حسب رآي القاصر ، لان العبارة التي دائماً يذكرها عليه السلام ونقرأها في الزيارات: ( اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ اَوَّلِ الْقَوْمِ اِسْلاماً وَاَقْدَمِهِمْ ايماناً )(زيارة ابو فضل العباس عليه السلام ) ، والجميع يعلم ان درجة الايمان اعلى من درجة الاسلام ، كما جاء في كتاب الله العزيز ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )[الحجرات: 14] ، فـ أمير المؤمنين صلوات الله عليه كامل الايمان من عالم الذر ، ومكان ولادته يدل على مانقول ، والامر الآخر هو ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في يوم الخندق عندما خرج لمبارزة عمر بن ود العامري لعنه الله: ( برز الإيمان كله الى الشرك كله ) ، فهذه الصفة لم يتمتع فيها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله غير علي بن ابي طالب عليهما السلام ...
فهو سلام الله عليه شرَّف الكعبة والكعبة افتخرت باحتضانها المولود المبارك ، واستشهد وهو بين يدي الله تعالى في محارب صلاته ... السلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً ... لقد ولدت في الله واستشهدت في الله ...
للموضوع بقية ان شاء الله تعالى
نســألكم الدعـــــاء