بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
منظومة علم المنطق بين سؤال وجواب / موجز لبيان اهم مسائله التي لابد من بيان سبب منهجيتها في هذا العلم على ضوء خلاصة المنطق
مقدمة
قسم اهل المنطق هذه الصور التي تحصل في الذهن من خلال الواقع الخارجي الى
علم تصوري ,وعلم تصديقي
1 التصوري : وهو من قبيل ما اسلفنا حضور صورة الاشياء للذهن التي لم تكن موجودة لدى الذهن في السابق ,مجرد حضور تلك الصور فقط وفقط
2 التصديقي :تارة الانسان لايكتفي بحضور الصورة عند العقل او الذهن فقط, بل يلزمه ان يحكم عليها فكما لو قال : هل الشجرة موجوة في المكان الفلاني ,او هل الشيء الفلاني الذي حصل في ذهني موجود او غير موجود ,فان حصل له اذعان بان هذا الشيء موجود او غير موجود فان مثل هذه الحالة تسمى (تصديق) بحصوله او بعد حصوله .
سؤال : ماهو سبب اهتمام علم المنطق بهذا المطلب المذكور افناً ؟
الجواب : عُرِف علم المنطق : علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح
على انا ذكرنا في المقدمة ان من المعلومات التي توجد في الذهن وعن طريقها تتم عملية التفكير ,والفكر يتطلب وجود صور علمية في الذهن لكي يستطيع على اساسها النهوض بالنتيجة المستخلصة ان صح تعبيرنا .
سؤال :هل يعني هذا ان علم المنطق هو علم يبحث فقط عن هذه القواعد ,وبعبارة اخرى هل وظيفته انه يوجد المعلوم لدى الذهن فقط ؟
الجواب : لكي يتضح الجواب عن هذا السؤال لابد من سياق مقدمة تمهيدا للجواب حاصلها : ان علم المنطق يتمحور بمحورين اساسيين وهما (المعرف والحجة) ووظيفة على المنطق الاولى هي ان يعلمنا كيف نستطيع ان نعرف الاشياء المجولة الكنه لدينا ,فلو فرضنا ان شخصا ما يجهل معنى كلمة انسان وقال :ماهو الانسان؟ فالجواب سيكون بحسب المرتكزات التي تكون موجودة في ذهنه من معلومات (التي عبرنا عنها بالصورالعلمية اي حضور صورة الشيء عند العقل) فيكون حيوان ناطق .
اذاً علم المنطق يعلمنا كيف نعرف الاشياء ؟
الجواب: نعم
طيب وما هي الثمرة من معرفة الاشياء ؟
الجواب: لها الاثر الكبير على صعيد المعرفة ,فهل يستطيع الانسان ان يحكم على شيء الا بعد معرفته ؟
اذاً لابد ان نعرف الاشياء التي ترد الى الذهن لكي يستطيع الذهن ان يحكم عليها ,بانها موجودة او لا ,او ان هذا الشيء الذي اتصوره هل يحكمل صفة اولا ؟ ومن المعلوم ان الحكم على الشيء فرع تصوره وتصوره يعني وروده الى الذهن فلا بد من معرفته ثم الحكم عليه
سؤال :هل يعني هذا ان القسم الاول (المعرف) الذي يتناوله علم المنطق هو مقدمة او باب لكي نصل الى نتيجة حاصلها :ان الاشياء الي توجد بالذهن نستطيع الحكم عليها ؟
الجواب: نعم وهو كذلك
لكن كيف نستطيع ان نحكم عليها وخصوصا ان القسم الاول ومن علم المنطق يصب اهتمامه على معرفة الاشياء دون الحكم عليها ؟
الجواب : هذا ما سنتعرض اليه في القسم الثاني من الكتاب وهو باب الحجة او البرهان
لماذا سمية باب الحجة او البرهان ؟
الجواب : من المعلوم ان الحكم على الشيء هو اذعان النفس بالحكم عليه فيكون الحكم بمثابة البرهان والحجة سواء على النفس او الخصم .
وعليه ان القسم الاول من كتاب المنطق هو مقدمة للوصول الى الحكم على الاشياء من خلال قسمه الثاني ؟
الجواب : نعم بالضبط
ماهي الابحاث التي يتناولها علم المنطق في القسم الاول ؟
الجواب : يتلخص فيما يلي
1 الدلالة وانواعها
2 انواع اللفظ
3 المفرد والمركب
4 انواع المعنى
5 النسب الاربعة
6 الكليات الخمسة
7 التعريف وشروطه
8 القسمة او التقسيم
9 التصنيف
سؤال : ممكن ان تبين ولو اجمالا ماهو وظيفة كل قسم في غرض التعريف ؟
الجواب : اما بالنسبة الى الدلالة فمن المعلوم ان لكل معنى وضع له لفظ لكي يتسنى لكلٍ من المتكلم والمخاطب اخطاره في الذهن ,فان الشجرة هو معنى يحضر البى الذهن لكن لو اراد شخص ان يحضر صورة الشجرة في ذهن انسان ثاني فلا بد ان يستعمل اسمها فيقول :تلك الشجرة ,والا سوف يضطر الى احضار الشخص امام كل شيء اراد احضارة في ذهن الاخرين وهذا صعب في اغلب الاحيان .
اذا اتضح هذا نقول :ان لكل معنى في الذهن له اسم او لفظ يدل على معناه ولابد ان يكون هذا اللفظ يطابق تمام معناه فلو قلنا (شجرة) فان هذه الكلمة لابد ان تدل على تمام معناها حتى تحضر الى الذهن ,والا اذا كان يدل على جزء معناها سوف يحضر ذلك الجزء فقط كأن دل اللفظ على (ورق الشجرة فقط) .
وعليه ان الالفاظ التي تستعمل في التعريف مالو اردنا ان نعرف شيء لابد ان نستعمل اللفظ الذي يطابق تمام معنى الشيء الذي عرفناه ,هذه هي الغالية من البحث في الدلالة .
اذاً البحث في الدلة هو لاجل الدلالة المطابقة التي تعني ,ان اللفظ يطابق تمام المعنى ؟
نعم بالضبط
اذاً لماذا البحث عن انواع الدلالة الاخرى الا يعني هذا انها لافائدة فيها ؟
الجواب : كلا لا نعني انها ليست ذو فائدة بل ان غرض المنطقي بالاساس لا يقع في بيقة انواع الدلالة, فقد يحتاجها في موارد اخرى ,هذا من جهة ومن جهة اخرى بحثها المنطقي لكي يستوفي جميع انواعها ليثبت عدم صلوحها في تأدية القاعدة الكلية (علم المنطق يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح) ,كالطبعية مثلاً .
طيب ولماذا بحث في انواع اللفظ ؟
الجواب : لربما استخدم لفظ من دون العلم من كونه دال على معناه على نحو مختصٍ به او لا كأن يكون مجازياً ,فقد يكون التعريف تعريفاً مجازيا او غير ذلك ,وعليه لابد ان نحرز ان اللفظ المستخدم من اي نوع هو ؟
ولماذا بحث بالمفرد والمركب ؟
الجواب : تعريف المفرد والمركب ,لابد من الرجوع الى الكتاب لتقف على تعريفهما ,هذا من جانب ومن جانب اخر نقول : كما يحتمل ان يكون التعريف بلفظ مركب وهو جزئي كـ (عبد الله) وعلم المنطق لايهتم بالجزئي ,لانه يؤسس القواعد الكلية ,وبناءا على ذلك لابد من معرفة ان هذا اللفظ المركب هل هو مصداق لشيء واحد كـ عبد الله او ان يصدق على معنى كلي كما لو قلت : حيوان نامي ,فانه لفظ مركب لكنه كلي وليس علم لشخص .
ولماذا بحث بانواع المعنى ؟
الجواب : لابد من الاشارة قبل الجواب الى ماهو المراد من المعنى ,المعنى :هو الشيء الذي يوجد في الذهن من خلال الحواس الخمس الظاهرية للانسان فعندما تنطبع صور الاشياء في الذهن تسمى معانٍ وهي حاكية عن هذا الواقع الخارجي (المصداق) .
اذا عرفت هذا نقول : ان المنطقي يبحث في دائرة المعاني الذهنية بناءا على انه فكر ونظر ,وهذه المعاني الذهنية قد تكون جزئيةكـ بغداد وموسى ... وقد تكون كلية كـ انسان ,وبهذا يريد المصنف ان يبين لنا ماهو المراد من المعنى ,ثم بعد ذلك ان يبين ان المعاني الكلية هي التي يبحث عنها علم المنطق .
سؤال :تقدم في مبحث التصور والتصديق ما يشابه هذا الموضوع فلا داعي للتكرار ,وبعبارة اخرى ذكرتم ان هذه الصورة تسمى تصور ,والان سميتموها معنى فالاختلاف فقط بالمصطلح اليس كذلك ؟
الجواب :كلا كان الكلام هناك على كيفية حصول العلم عند الانسان فقط ثم قسم المصنف العلم الى علم تصوري اي خالٍ من اي حكم والى تصديق اي + الحكم .
اما هنا في المعنى يريد ان يقول :ان الصور العلمية مع قطع النظر عن كونها تصورية او تصديقية فهي اما جزئية او كلية .
سؤال: ماهو الجزئي الاضافي ؟
الجواب :الجزئي تارة يكون جزئي حقيقي ,وسمية بالحقيقي لانه لا يتبدل ولا يتغير فحقيقته عينه كما في زيد وعمرو وبغداد وهـ ... ,واما الاضافي فيمكن تغير حقيقتة لكن من حيثية معينة
فان الانسان كلي ينطبق على كثيرين بل كل فرد هو انسان فهو من هذه الجهة كلي ,لكن من جهة اخرى قد يكون جزئي اضافي اي بالاضافة الى شيء اخر يكون جزئي كما لو نظرت الى الانسان انه ذو حياة فان الحيوانية لاتشمل الانسان فقط بل حتى الحيوانات ذو حياة فان مفهوم الحيوان اوسع دائرة من الانسان الذي يشمل فقط افراده اما الحيوان يكون كلي باعتبارة يشمل الانسان والحيوان ,وهكذا كلما جاء لفظ اوسع من لفظ الحيوان يكون ماتحته جزئي لانا صببنا النظر الى مافوقه .
فجملة الكلام :الجزئي الاضافي هو الجزئي الذي يضاف الى مفهوم فوقه اوسع منه ,واما اذا غضضنا النظر عن ما عداه يكون كلي .
هل مراد علم المنطق من الكلي , الكلي المتؤاط ام الكلي المشكك ؟
الجواب :كلاهما ,لكن الكلي المتؤاط يكون افضل في باب التعريف حيث ينطبق على الجميع بالسوية ,اما المشكك فهو الاخر وان كان ايضا ينطبق على جميع مصاديقه لكن بدرجات متفاوته ,كما لو قلت ابيض ,فان البياض ايضا ينطبق على اللون المائل الى الصفرة كما في القرطاس القديم .
الكلام عن بقية مطالب القسم الاول من كتاب المنطق ياتي تباعاً
والحمد لله اولا واخر