إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عطاء الزهراء(صلوات الله عليها)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عطاء الزهراء(صلوات الله عليها)


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    عطاء الزهراء(صلوات الله عليها)

    إن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي مثال المرأة المسلمة الصالحة التي جسدت الإسلام بكل حذافيره في حياتها العملية وقد قدمت للأمة ثروة علمية كبيرة وأخلاقية فريدة فهي مع قصر عمرها فريدة في نوعها فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين .

    فقد روت عن أبيها سيد المرسلين صلى الله عليه و آله أحاديث جمة في مختلف حقول المعرفة .

    و روى عنها أمير المؤمنين (ع) و ولداها الحسن و الحسين وابنتها زينب الكبرى و أم سلمة و عائشة و أسماء بنت عميس و عدد من الصحابة(1)
    .

    و كانت الصديقة الطاهرة فقد روى الحاكم بسنده عن عائشة :
    (( أنها إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلى الله عليه و سلم قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلاّ أن يكون الذي ولدها ))(2)
    .

    و من أروع ما تركته لنا الخطبة المشهورة الذائعة الصيت و التي روتها الخاصة و العامة بأسانيد مختلفة و طرق متعددة مثل محمد بن جرير الطبري الإمامي قد ذكر لها عدة طرق في كتابه ( دلائل الإمامة ) و ابن أبي الحديد في شرح النهج وغيرهما و لاشتهارها بين الفريقين و بلاغتها و عظمتها استغنى الدارس لها أن ينظر في سندها .

    و هذه الخطبة من أبلغ الخطب و أروعها سبكاً و أجزلها لفظاً ، و قد حكت رسول الله صلى الله عليه و آله في كلامها و منطقها ، و قد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : (( ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله صلى الله عليه و سلم و كانت إذا دخلت رحب بها و قام إليها فأخذ بيدها و أجلسها في مجلسه ))(3)
    .

    و قد شرحها جماعة من العلماء على مر التاريخ و منهم الأخ العزيز الحبيب فضيلة العلامة الخطيب المفوه الشيخ حبيب الهديبي دام توفيقه ؛ فقد أتعب نفسه في شرح هذه الخطبة و أبان عن مكنونها وكشف عن جواهر معادنها ، وقربها إلى الأذهان ، و كيف لا يكون كذلك وهو قد صعد على أعواد المنابر أكثر من ثلاثين سنة و تفاعل مع هذه الخطبة وغيرها من خطب بعلها حتى اختلط لحمه و دمه بذلك و هذا الشرح و إن كان باكورة عمله في التأليف ـ كما أعلم ـ إلا أنه قد أجاد و أبدع فيما حققه و أوضحه و شرحه ؛ فللّه درهُ و عليه أجره .

    و إن كان هناك ثمة ملاحظة فأتمنى عليه أن يعتمد المصادر الأولية القريبة من النص و حتى لا تتعدد الوسائط ، حيث الخطأ و الاشتباه .

    و في الختام أبارك له هذا المجهود العلمي الذي خدم به الأمة الإسلامية و أظهر صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي في عهد الرسول صلى الله عليه و آله و عهد ابنته الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام .

    أرجو من الله سبحانه أن يقرَّ عينه بعمله هذا عند حبيبة المصطفى و حليلة المرتضى و أم السبطين الحسن و الحسين عليهم السلام و أن يجعله ذخراً له يوم الفقر و الفاقة و أن يحشرنا و إياه في زمرة محمد و آله الطاهرين و الحمد لله رب العالمين(4)(5)
    .


    -------------------------------
    1-و قد ألف جلال الدين السيوطي كتاباً بعنوان مسند فاطمة الزهراء ، جمع فيه الكثير من الآثار عن حياتها و رواياتها و إن كان فيه الغث و السمين . طبع في حيدر آباد ـ الهند .
    2-المستدرك للحاكم : 3 / 175 ح 4757 .
    • [*=right]3-المستدرك على الصحيحين للحاكم : 3 / 167 و صححه ، و كذلك الذهبي صححه في التلخيص .

      [*=right]4-أدخل عليه بعض التعديل و التحقيق . شوال 1425 هـ
      [*=right]5-حسين الراضي العبد الله في 8/3/1421 هـ .

    منقول



يعمل...
X