رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ط 57 ط القاهرة) قال : أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال : وفي هذه السنة - يعني سنة أربع وخمسين ومأتين - توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني . أخبرني التنوخي أخبرني الحسن بن الحسين النعالي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع ، حدثنا حرب بن محمد ، حدثنا الحسين بن محمد العمى البصري . وحدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد . قال : ولد أبو الحسن العسكري - علي بن محمد - (1) في رجب سنة مأتين وأربع عشرة من الهجرة ، وقضى في يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة مأتين وأربع وخمسين من الهجرة .
(هامش)
(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 264 ط الغري) قال بعض أهل العلم : فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه ومد على نجوم السماء أطنابه ، فما تعد منقبة إلا وإليه نحيلتها ، ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها ، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها ، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها ، استحق بذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصته ، فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة وميازه إلى العفاة واصله وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة = (*)
ص 443
ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 312 ط الغري) قال : وهو الإمام بعد الجواد ، مولده بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومأتين ، وتوفي بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ودفن في داره بسر من رأى ، وخلف من الولد أبا محمد العسكري . ومنهم العلامة محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 88 ط طهران) . أما مولده (أي علي بن محمد الهادي) ففي رجب من سنة مأتين وأربع عشرة سنة للهجرة ، وأما نسبه فأبو أبو جعفر محمد القانع بن علي الرضا بن موسى . وأما عمره فإنه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه من سنة أربع وخمسين ومأتين للهجرة فيكون عمره أربعين سنة غير أيام ، كان مقامه مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259 ط الغري) . قال : قال ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت : ولد أبو الحسن علي العسكري في رجب سنة أربع عشر ومائتين من الهجرة ، وأما نسبه فهو علي الهادي ابن محمد الجواد ، بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أن قال : وأما كنيته فأبو الحسن لا غير ، وأما ألقابه فالهادي والمتوكل والناصح والمتقي والمرتضى والفقيه
(هامش)
= جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها ، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها . (*)
ص 444
والأمين والطيب ، وأشهرها الهادي . وفي (ص 265) . قبض أبو الحسن علي الهادي المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد بسر من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن في داره بسر من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة وكان المتوكل قد أشخصه من المدينة النبوية إلى سر من رأى مع يحيى بن هرثمة بن أعين في سنة ثلاث وأربعين ومائتين كما قدمنا بها حتى مضى لسبيله إحدى عشر سنة وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة . ومنهم العلامة محب الدين أمين بن فضل الله الحموي الحنفي المتوفى سنة 1111 في (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنين) (ص 78 ط مكتبة القدسي بدمشق) قال : وكان مولدهما (أي العسكريين) بالمدينة ونقلا إلى عسكر المعتصم سامرا ، فنسبا إليه ، فأما علي فإنه أقام بسامراء عشرين سنة ثم مات في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 375 ط الغري) قال : وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى ومولده في رجب سنة أربع عشر ومائتين وكان سنه يوم مات أربعين سنة وكانت وفاته في أيام المعتز بالله ودفن بسر من رأى أنه مات مسموما . ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 124 ط عبد اللطيف بمصر) قال :
ص 445
وتوفي رضي الله عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومأتين ودفن بداره ، وعمر أربعون ، وكان المتوكل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث وأربعين ، فأقام بها إلى أن قضى عن أربعة ذكور وأنثى أجلهم . ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي في (أئمة الهدى) (ص 136 ط القاهرة) قال : فلما زاعت شهرته (أي الهادي ) استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنورة حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بماله من علم كثير ، وعمل صالح وسداد رأي ، وقول حق وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة (سامراء) وأخيرا دس له السم وتوفي منه يوم الاثنين في 25 من جمادى الآخرة سنة 254 وكان عمره إذ ذاك الوقت 40 سنة ومدة إمامته 30 سنة ودفن بداره في (سامراء) التي هي خربة الآن إلا من فئة قليلة من العرب وعلى مرقده قبة جميلة رضي الله عنه و . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 224 ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدم ثانيا عن (الفصول المهمة) إلى قوله وكان المتوكل ثم قال : ودفن في داره بسر من رأى يقال أنه مات مسموما والله أعلم . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 83) قال : وكانت ولادته (أي على الهادي) يوم الأحد الثالث عشر رجب وقيل : يوم عرفة سنة أربع ، وقيل : ثلاثة عشرة ومأتين ، ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أخرجه من المدينة ، وكان مولده بها وأقره بسر من رأى وهي مدينة بناها المعتصم ، وقد تقدم ذكرها ، فأقام بها الإمام علي الهادي عشرين سنة وسبعة أشهر ، وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة ، وقيل : لأربع بقين ، وقيل :
ص 446
في رابعها ، وقيل : في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومأتين ، ودفن في داره والله أعلم بغيبه وأحكم ، وأما فضائل الإمام علي الهادي عليه وعلى آبائه السلام ، فليس لها حد ومعجزاته لا يحصرها العد . النص على إمامته عن أبيه محمد بن علي
رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259 ط الغري) روي عن إسماعيل بن مهران قال : لما خرج أبو جعفر محمد الجواد من المدينة إلى بغداد بطلبة المعتصم قلت له عند خروجه : جعلت فداك إني أخاف عليك من هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك ؟ فبكى حتى بل لحيته ثم التفت إلي فقال : الأمر من بعدي ولدي علي . فضله وسماحته
ومما يشهد لذلك ما رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 260 ط الغري) قال : فمن ذلك أن أبا الحسن كان قد خرج يوم من سر من رأى إلى قرية له لمهم عرض له فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده وقيل له : إنه ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده إلى موضعه فلما وصل إليه قال له : ما حاجتك ؟ فقال له : أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدك أمير المؤمنين علي
ص 447
ابن أبي طالب وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ولم أر من أقصده لقضائها سواك فقال له أبو الحسن : كم دينك ؟ فقال : نحو العشرة آلاف درهم فقال : طب نفسا وقر عينا يقضى دينك إنشاء الله تعالى ، ثم أنزله فلما أصبح قال له : يا أخا العرب أريد منك حاجة لا تعصاني فيها ولا تخالفني والله الله فيما آمرك به وحاجتك تقضى إنشاء الله تعالى فقال الأعرابي : لا أخالفك في شيء مما تأمرني به فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطه دينا عليه للأعرابي المذكور وقال : خذ هذا الخط معك فإذا حضرت سر من رأى فتراني أجلس مجلسا عاما فإذا حضر الناس واحتفل المجلس فتعال إلي بالخط وطالبني وأغلظ علي في القول ولا عليك والله الله أن تخالفني في شيء مما أوصيك به ، فلما وصل أبو الحسن إلى سر من رأى جلس مجلسا عاما وحضر عنده جماعة من وجوه بالناس وأصحاب لخليفة المتوكل وأعيان البلد وغيرهم ، فجاء ذلك الأعرابي وأخرج الخط وطالبه بالمبلغ المذكور وأغلظ عليه في الكلام فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص عن قريب وكذلك الحاضرون وطلب منه المهلة ثلاثة أيام ، فلما انفك المجلس نقل ذلك الكلام إلى الخليفة المتوكل فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف درهم ، فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الأعرابي فقال له : خذ هذا المال فاقض منه دينك واستعن بالباقي على وقتك والقيام على عائلتك فقال الأعرابي فقال له : يا ابن رسول الله والله في العشرة آلاف بلوغ مطلبي ونهاية إربي وكفاية لي فقال أبو الحسن : والله لتأخذن ذلك جميعه وهو رزقك الذي ساقه الله إليك ولو كان أكثر من ذلك ما نقصناه ، فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم وانصرف وهو ويقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته . منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول) (ص 88 ط تهران) .
ص 448
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بتلخيص يسير لا يضر بالمعنى غير أنه بدل ذكر قوله : كتب فيها بخطه دينا عليه الأعرابي : فكتب له الأعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط العرفان) . روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب) . روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 401 ط لكهنو) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . زهده وعبادته
رواه القوم : منهم العلامة خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) على ما في الينابيع ص 386 ط اسلامبول) قال : وكان أبو الحسن علي الهادي عابدا فقيها إماما قيل للمتوكل إن في منزله أسلحة يطلب الخلافة ، فوجه إليه رجالا هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر على رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، فحملوه إليه على ألبسته المذكورة فلما رآه عظمه
ص 449
أجلسه إلى جنبه فكلمه فبكى المتوكل بكاء طويلا ثم قال : يا أبا الحسن عليك دين ؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار فأمر المتوكل بدفعها إليه ثم رده إلى منزله مكرما . جوابه عن مسألة عجز الفقهاء عنها
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم الحافظ الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56 ط السعادة بمصر) قال : أخبرني الأزهري حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقري ، حدثنا محمد ابن يحيى النديم ، حدثنا الحسين بن يحيى . قال : إعتل المتوكل في أول خلافته ، فقال : لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة ، فلما برء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال : يتصدق بثلاث وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك ، وتعصب قوم عليه ، وقالوا تسئله يا أمير المؤمنين من أين له هذا ؟ فرد الرسول إليه فقال له : قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر ، لأن الله تعالى قال (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقايع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا ، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين ، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له ، وأجر عليه في الدنيا والآخرة . ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 226 ط القاهرة) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) لكنه ذكر ثمانين ولم يزد عليه ثلاثا .
ص 450
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 374 ط الغري) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) ملخصا ثم قال : فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 400 ط لكهنو) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) . جوابه عن مسألة يحيى ابن أكثم بعد عجز الفقهاء عنها
رواه القوم : منهم الحافظ أبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56 ط السعادة بمصر) قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقري النقاش ، حدثنا الحسين بن حماد المقري - بقزوين - حدثنا الحسين بن مروان الأنباري ، حدثني محمد بن يحيى المعاذي قال : قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته - من حلق رأس آدم حين حج ؟ فتعايى القوم عن الجواب ، فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأحضر فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم ؟ فقال سئلتك (بالله) يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني ، قل : أقسمت عليك لتقولن قال : أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي ، عن أبيه ، عن جده . قال : قال رسول الله : (أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حراما) .
ص 451 إخباره عن المغيبات
يتبع
(هامش)
(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 264 ط الغري) قال بعض أهل العلم : فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه ومد على نجوم السماء أطنابه ، فما تعد منقبة إلا وإليه نحيلتها ، ولا تذكر كريمة إلا وله فضيلتها ، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها ، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه أدلتها ، استحق بذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصته ، فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته عادلة وخلاله فاضلة وميازه إلى العفاة واصله وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة = (*)
ص 443
ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 312 ط الغري) قال : وهو الإمام بعد الجواد ، مولده بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومأتين ، وتوفي بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ودفن في داره بسر من رأى ، وخلف من الولد أبا محمد العسكري . ومنهم العلامة محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 88 ط طهران) . أما مولده (أي علي بن محمد الهادي) ففي رجب من سنة مأتين وأربع عشرة سنة للهجرة ، وأما نسبه فأبو أبو جعفر محمد القانع بن علي الرضا بن موسى . وأما عمره فإنه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه من سنة أربع وخمسين ومأتين للهجرة فيكون عمره أربعين سنة غير أيام ، كان مقامه مع أبيه ست سنين وخمسة أشهر . ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259 ط الغري) . قال : قال ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت : ولد أبو الحسن علي العسكري في رجب سنة أربع عشر ومائتين من الهجرة ، وأما نسبه فهو علي الهادي ابن محمد الجواد ، بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أن قال : وأما كنيته فأبو الحسن لا غير ، وأما ألقابه فالهادي والمتوكل والناصح والمتقي والمرتضى والفقيه
(هامش)
= جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها ، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها . (*)
ص 444
والأمين والطيب ، وأشهرها الهادي . وفي (ص 265) . قبض أبو الحسن علي الهادي المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد بسر من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخر سنة أربع وخمسين ومائتين ودفن في داره بسر من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة وكان المتوكل قد أشخصه من المدينة النبوية إلى سر من رأى مع يحيى بن هرثمة بن أعين في سنة ثلاث وأربعين ومائتين كما قدمنا بها حتى مضى لسبيله إحدى عشر سنة وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة . ومنهم العلامة محب الدين أمين بن فضل الله الحموي الحنفي المتوفى سنة 1111 في (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنين) (ص 78 ط مكتبة القدسي بدمشق) قال : وكان مولدهما (أي العسكريين) بالمدينة ونقلا إلى عسكر المعتصم سامرا ، فنسبا إليه ، فأما علي فإنه أقام بسامراء عشرين سنة ثم مات في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين . ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 375 ط الغري) قال : وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى ومولده في رجب سنة أربع عشر ومائتين وكان سنه يوم مات أربعين سنة وكانت وفاته في أيام المعتز بالله ودفن بسر من رأى أنه مات مسموما . ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 124 ط عبد اللطيف بمصر) قال :
ص 445
وتوفي رضي الله عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومأتين ودفن بداره ، وعمر أربعون ، وكان المتوكل أشخصه من المدينة إليها سنة ثلاث وأربعين ، فأقام بها إلى أن قضى عن أربعة ذكور وأنثى أجلهم . ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي في (أئمة الهدى) (ص 136 ط القاهرة) قال : فلما زاعت شهرته (أي الهادي ) استدعاه الملك المتوكل من المدينة المنورة حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بماله من علم كثير ، وعمل صالح وسداد رأي ، وقول حق وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة (سامراء) وأخيرا دس له السم وتوفي منه يوم الاثنين في 25 من جمادى الآخرة سنة 254 وكان عمره إذ ذاك الوقت 40 سنة ومدة إمامته 30 سنة ودفن بداره في (سامراء) التي هي خربة الآن إلا من فئة قليلة من العرب وعلى مرقده قبة جميلة رضي الله عنه و . ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 224 ط العثمانية بمصر) ذكر ما تقدم ثانيا عن (الفصول المهمة) إلى قوله وكان المتوكل ثم قال : ودفن في داره بسر من رأى يقال أنه مات مسموما والله أعلم . ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 83) قال : وكانت ولادته (أي على الهادي) يوم الأحد الثالث عشر رجب وقيل : يوم عرفة سنة أربع ، وقيل : ثلاثة عشرة ومأتين ، ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أخرجه من المدينة ، وكان مولده بها وأقره بسر من رأى وهي مدينة بناها المعتصم ، وقد تقدم ذكرها ، فأقام بها الإمام علي الهادي عشرين سنة وسبعة أشهر ، وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة ، وقيل : لأربع بقين ، وقيل :
ص 446
في رابعها ، وقيل : في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومأتين ، ودفن في داره والله أعلم بغيبه وأحكم ، وأما فضائل الإمام علي الهادي عليه وعلى آبائه السلام ، فليس لها حد ومعجزاته لا يحصرها العد . النص على إمامته عن أبيه محمد بن علي
رواه القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259 ط الغري) روي عن إسماعيل بن مهران قال : لما خرج أبو جعفر محمد الجواد من المدينة إلى بغداد بطلبة المعتصم قلت له عند خروجه : جعلت فداك إني أخاف عليك من هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك ؟ فبكى حتى بل لحيته ثم التفت إلي فقال : الأمر من بعدي ولدي علي . فضله وسماحته
ومما يشهد لذلك ما رواه جماعة من أعلام القوم : منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 260 ط الغري) قال : فمن ذلك أن أبا الحسن كان قد خرج يوم من سر من رأى إلى قرية له لمهم عرض له فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده وقيل له : إنه ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده إلى موضعه فلما وصل إليه قال له : ما حاجتك ؟ فقال له : أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدك أمير المؤمنين علي
ص 447
ابن أبي طالب وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ولم أر من أقصده لقضائها سواك فقال له أبو الحسن : كم دينك ؟ فقال : نحو العشرة آلاف درهم فقال : طب نفسا وقر عينا يقضى دينك إنشاء الله تعالى ، ثم أنزله فلما أصبح قال له : يا أخا العرب أريد منك حاجة لا تعصاني فيها ولا تخالفني والله الله فيما آمرك به وحاجتك تقضى إنشاء الله تعالى فقال الأعرابي : لا أخالفك في شيء مما تأمرني به فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطه دينا عليه للأعرابي المذكور وقال : خذ هذا الخط معك فإذا حضرت سر من رأى فتراني أجلس مجلسا عاما فإذا حضر الناس واحتفل المجلس فتعال إلي بالخط وطالبني وأغلظ علي في القول ولا عليك والله الله أن تخالفني في شيء مما أوصيك به ، فلما وصل أبو الحسن إلى سر من رأى جلس مجلسا عاما وحضر عنده جماعة من وجوه بالناس وأصحاب لخليفة المتوكل وأعيان البلد وغيرهم ، فجاء ذلك الأعرابي وأخرج الخط وطالبه بالمبلغ المذكور وأغلظ عليه في الكلام فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص عن قريب وكذلك الحاضرون وطلب منه المهلة ثلاثة أيام ، فلما انفك المجلس نقل ذلك الكلام إلى الخليفة المتوكل فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف درهم ، فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الأعرابي فقال له : خذ هذا المال فاقض منه دينك واستعن بالباقي على وقتك والقيام على عائلتك فقال الأعرابي فقال له : يا ابن رسول الله والله في العشرة آلاف بلوغ مطلبي ونهاية إربي وكفاية لي فقال أبو الحسن : والله لتأخذن ذلك جميعه وهو رزقك الذي ساقه الله إليك ولو كان أكثر من ذلك ما نقصناه ، فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم وانصرف وهو ويقول : الله أعلم حيث يجعل رسالته . منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول) (ص 88 ط تهران) .
ص 448
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بتلخيص يسير لا يضر بالمعنى غير أنه بدل ذكر قوله : كتب فيها بخطه دينا عليه الأعرابي : فكتب له الأعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه . ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط العرفان) . روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة . ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب) . روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 401 ط لكهنو) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) . زهده وعبادته
رواه القوم : منهم العلامة خواجه پارساي البخاري في (فصل الخطاب) على ما في الينابيع ص 386 ط اسلامبول) قال : وكان أبو الحسن علي الهادي عابدا فقيها إماما قيل للمتوكل إن في منزله أسلحة يطلب الخلافة ، فوجه إليه رجالا هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر على رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ، فحملوه إليه على ألبسته المذكورة فلما رآه عظمه
ص 449
أجلسه إلى جنبه فكلمه فبكى المتوكل بكاء طويلا ثم قال : يا أبا الحسن عليك دين ؟ قال : نعم أربعة آلاف دينار فأمر المتوكل بدفعها إليه ثم رده إلى منزله مكرما . جوابه عن مسألة عجز الفقهاء عنها
رواه جماعة من أعلام القوم : منهم الحافظ الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56 ط السعادة بمصر) قال : أخبرني الأزهري حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقري ، حدثنا محمد ابن يحيى النديم ، حدثنا الحسين بن يحيى . قال : إعتل المتوكل في أول خلافته ، فقال : لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة ، فلما برء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك فاختلفوا ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال : يتصدق بثلاث وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك ، وتعصب قوم عليه ، وقالوا تسئله يا أمير المؤمنين من أين له هذا ؟ فرد الرسول إليه فقال له : قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر ، لأن الله تعالى قال (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقايع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا ، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين ، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له ، وأجر عليه في الدنيا والآخرة . ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري البغدادي في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 226 ط القاهرة) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) لكنه ذكر ثمانين ولم يزد عليه ثلاثا .
ص 450
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 374 ط الغري) . روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) ملخصا ثم قال : فعجب المتوكل والفقهاء من هذا الجواب . ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 400 ط لكهنو) . روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) . جوابه عن مسألة يحيى ابن أكثم بعد عجز الفقهاء عنها
رواه القوم : منهم الحافظ أبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56 ط السعادة بمصر) قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق ، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقري النقاش ، حدثنا الحسين بن حماد المقري - بقزوين - حدثنا الحسين بن مروان الأنباري ، حدثني محمد بن يحيى المعاذي قال : قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق - والفقهاء بحضرته - من حلق رأس آدم حين حج ؟ فتعايى القوم عن الجواب ، فقال الواثق : أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر ، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأحضر فقال : يا أبا الحسن من حلق رأس آدم ؟ فقال سئلتك (بالله) يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني ، قل : أقسمت عليك لتقولن قال : أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي ، عن أبيه ، عن جده . قال : قال رسول الله : (أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة ، فهبط بها فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه ، فحيث بلغ نورها صار حراما) .
ص 451 إخباره عن المغيبات
يتبع
تعليق