101 نصيحة لسعادة الزوجين
الزواج أحد القيم الإسلاميّة:
إنّ الرؤية الإسلاميّة النابعة من كتاب الله سبحانه وسنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واضحة الدلالات؛ في حثِّها وترغيبها، بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها، حتّى قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: " ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من التزويج "1 .
" الموضوع الأساس والأوّل هو أنَّ الزواج الذي جعله الله تعالى سُنّةً، وتقتضيه الفطرة أيضاً، هو إحدى النعم والأسرار الإلهيّة، وإحدى الظواهر التي لا يُمكن اجتنابها في الحياة البشريّة. فقد كان بالإمكان أن يترك الله تعالى الناس وشأنهم ليذهبوا ويتزوّجوا، ولم يحكم بأنّ هذه المسألة واجبة أو جائزة، ولكنَّه تعالى اعتبر الزواج إحدى القيم، وأنَّ من لم يتزوَّج فقد أضاع تلك القيمة "2 .
2- منهج الإسلام هو الأفضل:
" يوجد في المسيحيّة واليهوديّة والأديان الأخرى أيضاً مثل هذه الضوابط للزواج، لكن بنحو آخر، وقد أمضى الإسلام ذلك واعتبرهما (أي الزوج والزوجة) زوجاً وزوجة واعتبر أبناءهما شرعيّين "3.
" إنّ كيفيّة الزواج في الإسلام أفضل منها في بقيّة الأديان والشعوب، سواءٌ
في مقدّماته أم أصله أم استمراره، فكلّها قد شُرِّعت حسب مصلحة الإنسان. الزيجات في الأديان الأخرى محترمة ومعتبرة عندنا، أي تلك العقود التي تتمّ في الكنائس ومعابد اليهود أو أيّ شعب من الشعوب كيفما تمّت فهي معتبرة عندنا، ولا نراها باطلة بالنسبة لهم. لكنّ الأسلوب الذي حدّده الإسلام هو أفضل، لأنّ الإسلام أكّد على أنَّ هناك حقوقاً للرجل وحقوقاً للمرأة، وآداباً للمعاشرة وأسلوباً خاصّاً للزواج، والأصل هو أن تدوم الأسرة وتسعد العائلة "4.
3- تكوين الأسرة فريضة إلهيّة:
" يُعتبر تكوين الأُسرة فريضة إلهيّة من وجهة نظر الإسلام، وهو عمل لا بُدّ أن يقوم به الرجل والمرأة بصفته واجباً وتكليفاً إلهيّاً، وهو إن لم يُذكر ضمن الواجبات الشرعيّة, إلّا أنّه قد حُضَّ عليه كثيراً، بحيث يُفهم أنّ الله تعالى يؤكّد على هذا الأمر لا بصفته تشريعاً، وإنّما بصفته حادثة خالدة ومؤثِّرة في الحياة والمجتمع، لذا ورد كلُّ هذا الحثّ على الارتباط بين الزوج والزوجة وذمّ الانفصال "http://<b><font face=""">5</font...">.</font></b>
4- الله تعالى لا يُحبِّذ العزوبيّة:
"إنّ الشابّ الّذي يستطيع أن يتزوَّج ولا يفعل ذلك، والبنت التي تروم الزواج وترفض الخاطبين، متذرّعَين بأنّ الوقت لم يحن بعدُ لا أظنّهما صادقين في عواطفهما وفي حديثهما ذاك، ولا بأس عليهما في أن يسألا غرائزهما الجنسيّة، ليأتي الجواب من تلك الغدد التي ترشّحت في الدم، وليس من اللّسان، وليحاولا أيضاً توجيه السؤال لنبيّهما الأكرم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليُجيبهما بصراحة:
"النكاح سنتّي، فمن رغب عن سُنتّي فليس منّي"6.
:
"إنّ الله تعالى لا يُحبّذ الرجل الأعزب والمرأة العزباء، لا سيّما الشباب الذين لم يتزوّجوا لحدّ الآن، ولا يختصّ ذلك بالشباب. الله تعالى يُحبّ الحياة المشتركة7. ومن غير المحبّذ في نظر الإسلام أن يقضي الإنسان عمره وحيداً؛ إذ سيكون كالموجود الغريب في الهيكل الإنسانيّ، فقد أراد الإسلام أن تكون العائلة هي الخليّة الحقيقيّة لمجموعة الهيكل الاجتماعيّ لا الفرد بمفرده"8.
5- سُنَّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الزواج في الوقت المناسب:
:
"لدينا رواية معروفة، وهي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد قال: "النكاح سنّتي". وطبعاً هي سُنَّة التكوين، وسُنَّة جميع البشر وكلّ الأقوام والأديان، فلماذا إذاً قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سُنّتي؟ وما سرُّ هذا الاختصاص؟ ربّما يكون السبب هو التأكيد الكثير في الإسلام، أمّا في الأديان الإلهية الأُخرى فلم يكن كذلك.
أنتم تُلاحظون أنّ تأكيد الإسلام على الزواج لا يوجد له مثيلٌ في المدارس الاجتماعيّة والفلسفات الشائعة والسياسات الرائجة في العالم. فالإسلام يُصرّ على أن يتزوّج الأولاد والبنات في الوقت الذي يكونون فيه مُستعدّين للزواج".
"النكاح بالإضافة إلى كونه حاجة طبيعيّة فهو سُنّة دينيّة وإسلاميّة أيضاً، وعليه فمن السهل جدّاً كسب الثواب من هذا العمل الذي تقتضيه الطبيعة التكوينيّة والحاجة"9.
"الزواج هو سنّة تكوينيّة وإلهيّة، وعندما يُعبِّر النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بأنَّ الزواج
سُنّتهُ فهذا يعني أنّ الإسلام أكّد كثيراً على هذه المسألة، أمّا لماذا؟ فهذا راجع إلى أهميّة الموضوع، وبسبب التأثير الكبير لتكوين الأُسرة في تربية الإنسان وتكامُله الخُلُقيّ، وفي بناء الإنسان السليم من الناحية العاطفيّة والروحيّة وغيرها "10.
6- الزواج المبكر:
وإذا كان الزواج مطلوباً غريزيّاً وفطريّاً وإسلاميّاً، فينبغي للإنسان المسلم أو المسلمة المبادرة إلى الزواج في حال الشباب، ليدرأ عن نفسه ضغط الرغبة، وليسدَّ باباً كبيراً من أبواب الشيطان.
"كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد على الشباب الزواج المبكر - سواء الشابّات أم الشباب - وطبعاً برغبتهم واختيارهم لا أن يُقرِّر لهم الآخرون. ونحن لا بُدَّ أن نعمل على ترويج ذلك في مجتمعنا. يجب أن يتزوّج الشباب في السنّ المناسبة قبل أن يخرجوا من فترة الشباب، وفي حال النشاط والرغبة، وهذا خلاف فهم الكثير من الأفراد الذين يظنّون أنّ الزواج في فترة الشباب زواج غير ناضج ولا ثابت، لكنَّ العكس هو الصحيح، وليس الأمر كما يدّعون، فإذا تمّ الزواج بصورة صحيحة فسيكون زواجاً ثابتاً وحسناً، وستكون العلاقة بين المرأة والرجل حميمة جدّاً في هكذا عائلة "11.
:
"هناك إصرار في الإسلام على أن تتمّ عمليّة الزواج في أوانها، أي عند الإحساس بالحاجة إليها، وهذه من مختصّات الإسلام، فكلّما كان أسرع كان أفضل، ونعني بقولنا أسرع: الوقت الذي يشعر فيه الولد: الابن والبنت بالحاجة إلى الزواج، فكلّما تمّ ذلك بسرعة كان أفضل، والسببُ الكامن وراء ذلك هو:
أوّلاً: إنّ للزواج بركات وخيرات تحصل للمتزوِّج في أوانها أي قبل أن يمضي الزمان، وينقضي عمره".
ثانياً: إنّه يمنع ثورة الغريزة الجنسيّة؛ لذلك قيل "من تزوّج أحرز نصف دينه". فيتّضح بحسب هذه الرواية أنّ نصف الأخطار التي يتعرّض لها دين الإنسان تأتي من ثورة الغريزة الجنسيّة، وهذا الرقم كبير جدّاً"12.
7- تسهيل الزواج:
وإذا كان الاسلام مُحبِّذاً للزواج المبكّر، فعلى المجتمع الإسلاميّ السعي لتسهيل الزواج على الشباب والشابّات.
"إذا نظرتم إلى مراسم الزواج عند الشعوب المختلفة، فسترون أنّ مراسم الزواج في الإسلام سهلة ويسيرة. طبعاً لا بأس بالاحتفال والسرور وما شاكلهما، فكلٌّ وما يشتهي، لكنّ هذا ليس من الآداب والتشريفات الرسميّة والدينيّة للزواج.
فبإمكان أيِّ أحدٍ أن يقوم بذلك متى شاء أو لا يقوم به، أمّا أنّه يجب أن يذهبا إلى أحد المعابد وينحنيا أمام شخصٍ ما، ويفعلا ما يفعلان، أو المراسم الموجودة في الأماكن الأخرى، فإنّ هذا غير موجود في الإسلام. ما هو موجود في الإسلام هو صيغة شرعيّة يجب قراءتها"13 .
8- القيوُد الجاهليّة؟
"أزال الشرع الإسلاميّ المقدّس القيود الجاهليّة والشروط المتعارفة بين الجهلاء في مسألة الزواج، وأرسى سلسلة من الأمور والشروط والسنن الجديدة. ونحن، إذا تصرّفنا بطريقة يكون فيها الزواج والعقد عندنا بعيداً ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً
ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً في عقد الزواج، فعندها سيكون عقدنا عقداً جاهليّاً، فنحن مسلمون، لكنّ عملنا عمل الجاهليّة، أو إذا لم نراعِ الأمور التي أسّسها الإسلام في مسألة الزواج، فإنّ عقدنا أيضاً سوف لن يكون عقداً إسلاميّاً كاملاً.
وإذا كان العقد إسلاميّاً ومطابقاً للسنن القرآنيّة التي وضعها الإسلام، فإنّ الحياة ستكون جميلة، وسيعيش الزوج والزوجة حياة طيّبة "14.
9- هوِّنوا الأمور، يكفكم الله:
"عندما يجري الحديث مع الشباب، يقولون: إنّنا إذا تزوّجنا ماذا سنفعل بعد ذلك؟ هذه هي القيود التي تُعرقِل دائماً الأعمال الأساسيّة والمهمّة. يقول تعالى:﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ﴾15 أي أنّ الله تعالى سيتولّى كفاية أمورهم إذاً تزوّجوا، فالزواج لا يُوجِد مصاعب خاصّة في وضعكم المعاشيّ، وإنّما العكس، فالله تعالى سيُغنيكم من فضله، الله تعالى يقول هذا. نعم، فنحن، وكما يُقال: نعمل بالتبذير بدل التدبير، ونخترع احتياجات وهميّة وأموراً زائدة، وطبعاً سوف تبرز هناك مشاكل، ومنْ المُقصِّر؟ المُقصِّر بالدرجة الأولى هم الأغنياء.
فهؤلاء المتمكِّنون ماديّاً يرفعون مستوى الطموحات والميول والاحتياجات الكاذبة إلى أعلى مستوى. وكذلك بعض المسؤولين مُقصِّرون أيضاً، حيث يجب عليهم أن يطرحوا الأمور وأن يوفِّروا الامكانيّات، لكنّهم لا يقومون بذلك
يتبع
الزواج أحد القيم الإسلاميّة:
إنّ الرؤية الإسلاميّة النابعة من كتاب الله سبحانه وسنّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم واضحة الدلالات؛ في حثِّها وترغيبها، بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها، حتّى قال النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: " ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من التزويج "1 .
" الموضوع الأساس والأوّل هو أنَّ الزواج الذي جعله الله تعالى سُنّةً، وتقتضيه الفطرة أيضاً، هو إحدى النعم والأسرار الإلهيّة، وإحدى الظواهر التي لا يُمكن اجتنابها في الحياة البشريّة. فقد كان بالإمكان أن يترك الله تعالى الناس وشأنهم ليذهبوا ويتزوّجوا، ولم يحكم بأنّ هذه المسألة واجبة أو جائزة، ولكنَّه تعالى اعتبر الزواج إحدى القيم، وأنَّ من لم يتزوَّج فقد أضاع تلك القيمة "2 .
2- منهج الإسلام هو الأفضل:
" يوجد في المسيحيّة واليهوديّة والأديان الأخرى أيضاً مثل هذه الضوابط للزواج، لكن بنحو آخر، وقد أمضى الإسلام ذلك واعتبرهما (أي الزوج والزوجة) زوجاً وزوجة واعتبر أبناءهما شرعيّين "3.
" إنّ كيفيّة الزواج في الإسلام أفضل منها في بقيّة الأديان والشعوب، سواءٌ
في مقدّماته أم أصله أم استمراره، فكلّها قد شُرِّعت حسب مصلحة الإنسان. الزيجات في الأديان الأخرى محترمة ومعتبرة عندنا، أي تلك العقود التي تتمّ في الكنائس ومعابد اليهود أو أيّ شعب من الشعوب كيفما تمّت فهي معتبرة عندنا، ولا نراها باطلة بالنسبة لهم. لكنّ الأسلوب الذي حدّده الإسلام هو أفضل، لأنّ الإسلام أكّد على أنَّ هناك حقوقاً للرجل وحقوقاً للمرأة، وآداباً للمعاشرة وأسلوباً خاصّاً للزواج، والأصل هو أن تدوم الأسرة وتسعد العائلة "4.
3- تكوين الأسرة فريضة إلهيّة:
" يُعتبر تكوين الأُسرة فريضة إلهيّة من وجهة نظر الإسلام، وهو عمل لا بُدّ أن يقوم به الرجل والمرأة بصفته واجباً وتكليفاً إلهيّاً، وهو إن لم يُذكر ضمن الواجبات الشرعيّة, إلّا أنّه قد حُضَّ عليه كثيراً، بحيث يُفهم أنّ الله تعالى يؤكّد على هذا الأمر لا بصفته تشريعاً، وإنّما بصفته حادثة خالدة ومؤثِّرة في الحياة والمجتمع، لذا ورد كلُّ هذا الحثّ على الارتباط بين الزوج والزوجة وذمّ الانفصال "http://<b><font face=""">5</font...">.</font></b>
4- الله تعالى لا يُحبِّذ العزوبيّة:
"إنّ الشابّ الّذي يستطيع أن يتزوَّج ولا يفعل ذلك، والبنت التي تروم الزواج وترفض الخاطبين، متذرّعَين بأنّ الوقت لم يحن بعدُ لا أظنّهما صادقين في عواطفهما وفي حديثهما ذاك، ولا بأس عليهما في أن يسألا غرائزهما الجنسيّة، ليأتي الجواب من تلك الغدد التي ترشّحت في الدم، وليس من اللّسان، وليحاولا أيضاً توجيه السؤال لنبيّهما الأكرم محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، ليُجيبهما بصراحة:
"النكاح سنتّي، فمن رغب عن سُنتّي فليس منّي"6.
:
"إنّ الله تعالى لا يُحبّذ الرجل الأعزب والمرأة العزباء، لا سيّما الشباب الذين لم يتزوّجوا لحدّ الآن، ولا يختصّ ذلك بالشباب. الله تعالى يُحبّ الحياة المشتركة7. ومن غير المحبّذ في نظر الإسلام أن يقضي الإنسان عمره وحيداً؛ إذ سيكون كالموجود الغريب في الهيكل الإنسانيّ، فقد أراد الإسلام أن تكون العائلة هي الخليّة الحقيقيّة لمجموعة الهيكل الاجتماعيّ لا الفرد بمفرده"8.
5- سُنَّة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الزواج في الوقت المناسب:
:
"لدينا رواية معروفة، وهي أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قد قال: "النكاح سنّتي". وطبعاً هي سُنَّة التكوين، وسُنَّة جميع البشر وكلّ الأقوام والأديان، فلماذا إذاً قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم سُنّتي؟ وما سرُّ هذا الاختصاص؟ ربّما يكون السبب هو التأكيد الكثير في الإسلام، أمّا في الأديان الإلهية الأُخرى فلم يكن كذلك.
أنتم تُلاحظون أنّ تأكيد الإسلام على الزواج لا يوجد له مثيلٌ في المدارس الاجتماعيّة والفلسفات الشائعة والسياسات الرائجة في العالم. فالإسلام يُصرّ على أن يتزوّج الأولاد والبنات في الوقت الذي يكونون فيه مُستعدّين للزواج".
"النكاح بالإضافة إلى كونه حاجة طبيعيّة فهو سُنّة دينيّة وإسلاميّة أيضاً، وعليه فمن السهل جدّاً كسب الثواب من هذا العمل الذي تقتضيه الطبيعة التكوينيّة والحاجة"9.
"الزواج هو سنّة تكوينيّة وإلهيّة، وعندما يُعبِّر النبيُّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بأنَّ الزواج
سُنّتهُ فهذا يعني أنّ الإسلام أكّد كثيراً على هذه المسألة، أمّا لماذا؟ فهذا راجع إلى أهميّة الموضوع، وبسبب التأثير الكبير لتكوين الأُسرة في تربية الإنسان وتكامُله الخُلُقيّ، وفي بناء الإنسان السليم من الناحية العاطفيّة والروحيّة وغيرها "10.
6- الزواج المبكر:
وإذا كان الزواج مطلوباً غريزيّاً وفطريّاً وإسلاميّاً، فينبغي للإنسان المسلم أو المسلمة المبادرة إلى الزواج في حال الشباب، ليدرأ عن نفسه ضغط الرغبة، وليسدَّ باباً كبيراً من أبواب الشيطان.
"كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يؤكّد على الشباب الزواج المبكر - سواء الشابّات أم الشباب - وطبعاً برغبتهم واختيارهم لا أن يُقرِّر لهم الآخرون. ونحن لا بُدَّ أن نعمل على ترويج ذلك في مجتمعنا. يجب أن يتزوّج الشباب في السنّ المناسبة قبل أن يخرجوا من فترة الشباب، وفي حال النشاط والرغبة، وهذا خلاف فهم الكثير من الأفراد الذين يظنّون أنّ الزواج في فترة الشباب زواج غير ناضج ولا ثابت، لكنَّ العكس هو الصحيح، وليس الأمر كما يدّعون، فإذا تمّ الزواج بصورة صحيحة فسيكون زواجاً ثابتاً وحسناً، وستكون العلاقة بين المرأة والرجل حميمة جدّاً في هكذا عائلة "11.
:
"هناك إصرار في الإسلام على أن تتمّ عمليّة الزواج في أوانها، أي عند الإحساس بالحاجة إليها، وهذه من مختصّات الإسلام، فكلّما كان أسرع كان أفضل، ونعني بقولنا أسرع: الوقت الذي يشعر فيه الولد: الابن والبنت بالحاجة إلى الزواج، فكلّما تمّ ذلك بسرعة كان أفضل، والسببُ الكامن وراء ذلك هو:
أوّلاً: إنّ للزواج بركات وخيرات تحصل للمتزوِّج في أوانها أي قبل أن يمضي الزمان، وينقضي عمره".
ثانياً: إنّه يمنع ثورة الغريزة الجنسيّة؛ لذلك قيل "من تزوّج أحرز نصف دينه". فيتّضح بحسب هذه الرواية أنّ نصف الأخطار التي يتعرّض لها دين الإنسان تأتي من ثورة الغريزة الجنسيّة، وهذا الرقم كبير جدّاً"12.
7- تسهيل الزواج:
وإذا كان الاسلام مُحبِّذاً للزواج المبكّر، فعلى المجتمع الإسلاميّ السعي لتسهيل الزواج على الشباب والشابّات.
"إذا نظرتم إلى مراسم الزواج عند الشعوب المختلفة، فسترون أنّ مراسم الزواج في الإسلام سهلة ويسيرة. طبعاً لا بأس بالاحتفال والسرور وما شاكلهما، فكلٌّ وما يشتهي، لكنّ هذا ليس من الآداب والتشريفات الرسميّة والدينيّة للزواج.
فبإمكان أيِّ أحدٍ أن يقوم بذلك متى شاء أو لا يقوم به، أمّا أنّه يجب أن يذهبا إلى أحد المعابد وينحنيا أمام شخصٍ ما، ويفعلا ما يفعلان، أو المراسم الموجودة في الأماكن الأخرى، فإنّ هذا غير موجود في الإسلام. ما هو موجود في الإسلام هو صيغة شرعيّة يجب قراءتها"13 .
8- القيوُد الجاهليّة؟
"أزال الشرع الإسلاميّ المقدّس القيود الجاهليّة والشروط المتعارفة بين الجهلاء في مسألة الزواج، وأرسى سلسلة من الأمور والشروط والسنن الجديدة. ونحن، إذا تصرّفنا بطريقة يكون فيها الزواج والعقد عندنا بعيداً ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً
ومنزّهاً عن تلك الأشياء التي أزالها الإسلام، ومزيّناً بالسنن التي أسّسها الإسلام فإنّ عقدنا وزواجنا سيكون إسلاميّاً، وسيكون وفقاً لما يرضاه نبيُّ الإسلام وقائد البشريّة العظيم صلى الله عليه وآله وسلم. أمّا إذا أدخلنا – لا سمح الله – تلك الأشياء التي أزالها الإسلام ورماها بعيداً في عقد الزواج، فعندها سيكون عقدنا عقداً جاهليّاً، فنحن مسلمون، لكنّ عملنا عمل الجاهليّة، أو إذا لم نراعِ الأمور التي أسّسها الإسلام في مسألة الزواج، فإنّ عقدنا أيضاً سوف لن يكون عقداً إسلاميّاً كاملاً.
وإذا كان العقد إسلاميّاً ومطابقاً للسنن القرآنيّة التي وضعها الإسلام، فإنّ الحياة ستكون جميلة، وسيعيش الزوج والزوجة حياة طيّبة "14.
9- هوِّنوا الأمور، يكفكم الله:
"عندما يجري الحديث مع الشباب، يقولون: إنّنا إذا تزوّجنا ماذا سنفعل بعد ذلك؟ هذه هي القيود التي تُعرقِل دائماً الأعمال الأساسيّة والمهمّة. يقول تعالى:﴿إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ﴾15 أي أنّ الله تعالى سيتولّى كفاية أمورهم إذاً تزوّجوا، فالزواج لا يُوجِد مصاعب خاصّة في وضعكم المعاشيّ، وإنّما العكس، فالله تعالى سيُغنيكم من فضله، الله تعالى يقول هذا. نعم، فنحن، وكما يُقال: نعمل بالتبذير بدل التدبير، ونخترع احتياجات وهميّة وأموراً زائدة، وطبعاً سوف تبرز هناك مشاكل، ومنْ المُقصِّر؟ المُقصِّر بالدرجة الأولى هم الأغنياء.
فهؤلاء المتمكِّنون ماديّاً يرفعون مستوى الطموحات والميول والاحتياجات الكاذبة إلى أعلى مستوى. وكذلك بعض المسؤولين مُقصِّرون أيضاً، حيث يجب عليهم أن يطرحوا الأمور وأن يوفِّروا الامكانيّات، لكنّهم لا يقومون بذلك
يتبع
تعليق