الصمت والخوف في عهد عشقك
تعلمت الحب صرخة في هذا العصر، عصر يطرد أمثالي ...فقل يا سيدي لمن أكشف همومي، واشرح مصائبي، وكيف أصل الى الله وأسرج مشاعل ايامي، اعطني بشارتي واجعلني أبحر في ضياء فضاءاتك، ولك صدري النابض على طريق الوعد، وروحي التي عزمت ان تدخل عالمك من ممر الدموع لتكتب مواثيق العهد بالدماء الابدية عن الايام المكتوبة بالأحزان وتعكس كل ما هو مرئي، وتزيد من عظمة النور توهجا إلهيا، يسير فوق مواليه كغيمة تحميهم وتدرأ عنهم الخطر، فالصادقون يكشفون رغباتهم بثقة فيحملون خطواتهم باتجاه العهد الموسوم بالتراب والدم، وصوتا صادحا في كل الاوطان، يعلن اقتراب مراسيم الاحزان والطواف على الجروح... وستهبط الاجيال الحالمة بسفينة النجاة لتنسج من جرح الشهيد رايات من النصر والصبر، لترفرف فوق سوح القتال وعلى بيوت الامنين وعلى قمم العتبات المقدسة، حاملين في اكفهم تاريخا من الدم، وقسما بحد عطشك الأكبر..صارخين: أن أموت في حضرتك وعلى اسمك هو طريق اليقين الى الله، وشواهد كثيرة على من اغتسل بتراب أرضك ، وكيف بقي الماء يرى مقامك..؟ ويؤنب ضميره بين اكف العطاشى العارفين بحقك، ولا يزال باق لم يرحل من الصدور فهو كالجمر بين شفاهم التي لا تنطق الا كربلائك وطفك وذكريات من استشهد على اسمك... فتسمو بين الكائنات ذكراك.أسماء تغسل غسلها بدموع الحزن وأخرى تعيد حقدها فيراهم الماء من جديد فيعكس ظل ظلمهم فتبان أشكالهم وألوانهم على غرار ماضي أسلافهم . ها أنا بين يديك أعطي لكل خطوة صورة ولكل منطوق حديثا واعلم لم يبق لي إلا لحظات وأسال عن صفحات وأسرار، والصمت والخوف وأرابط روحي في عهد عشقك تاركا الإجابة بحلم النداء ورؤية الاستغاثة، وأنا سائر في مركب النجاة.