تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
(الأسلوب الحكيم)
المغالطة او اسلوب الحكيم كلام المتعارف عند العرب على نوعان: اولا ان يكون المخاطب يتوقع شي من المتكلم فيلقي له كلام على خلاف توقعه .
يروى ان ابن القبعثري كان جالسا في كرم من العنب مع اصدقائه في زمن الحجاج كانوا ينظرون الى الحصرم العناقيد قبل استيفائها فذكرو الحجاج فقال ابن القبعثري سود الله وجهه وقطع عنقه وسقاني من دمه ,ذهب الوشات الى الحجاج فاخبروه ان فلان قال عنك كذا وكذا ,جاء به فقال هل قلت هذا الشيء قال نعم قال اقصد عنقود الحصرم سود الله وجهه يعني صار مستوفياًصالحا للاكل والعصير وقطع عنقه يعني يقطع وسقاني من دمه يعني اشرب من عصيره .
فقال له الحجاج لاحملنك على الادهم (1) قصد ان يقيده ويحبسه .
فقال ابن القبعثري مثل الامير يحمل على الادهم والاشهب يعني هذا امر ليس غريب على الحجاج انت امير ليس فقط تحملني على الحصان الاسود تحملني على حصان الابيض تلاحض ان حمل كلامه على غير مقصوده.
فقال له الحجاج انه الحديد (2) لا الحصان قال وان يكن حديدا خير من ان يكن بليدا اذا كان الحصان سريع افضل من ان يكون بطيء ايضا حمل الكلام على ما يترقب هذا نوع في اسلوب من الكلام اسلوب الحكيم يريد ابن القبعثري ان يوصل رسالة الى الحجاج يعني من كان امارة على الناس فلافضل له ولناس ان ينعم عليهم لا ان يفعل بهم ما فعله الحجاج .
ان تتلقى المخاطب بغير ما يتوقع يكون يترقب شي وانت تقصد شيء اخر كما فعل ابن القبعثري هذا النوع من الاسلوب الحكيم ليس له مثال في القران الكريم .
النوع الثاني ان يكون هناك سؤال فياتي الجواب على خلاف السؤال قوله تعالى (يسألونك عن الأهلة ) الاسوال عن حالة الهلال تارة يكون صغيرا ثم يكبر ثم ينقص ويصغر السوال عن هذا التناقص جاء الجواب (قل هي مواقيت للناس ) ما اجاب عن السؤال عن سبب هذه الحالة عن الاهلة فاجاب عن شي اخر انما خلقها الله بهذه الطريقة ليوقت الناس عليها معاملاتهم اوحجهم اجاب عن ثمرة عن هذه الاهلة فالسائل سال عن شي وانت اجبته عن شي اخر النكت البلاغية ليشير كان الافضل للسائل والاليق ان يسال عن هذه الاهلة .
(يسألونك ماذا ينفقون) ما قال لمن ينفقون جاء الجواب (قال مانفقتم من خيرا فاللوالدين والاقربون واليتمى) بين موضع النفق ليس المهم ماذا تنفق المهم لمن تنفق وليس المهم الكثرة والقلة المهم لمن تنفق هذا هو الانفع لكم لا عن مقدار النفقة .
1- في اللغة العربية مشترك لفضي بين نوع من الخيول وبين القيود ,القيد يقال له ادهم.
2- القيد.
تعليق