🌹:
✅ تفسير القران الكريم
2⃣ #سورة_البقرة
﷽
*﴿275﴾🔘⚫﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾*
🔴 *مختصر الاية:*
🔹 التشريع الإلهي الحكيم هو منهاج الإسلام في الإنفاق لما فيه مِن سدِّ حاجة الفقراء في كرامة وعزة، وتطهير مال الأغنياء، وتحقيق التعاون على البر والتقوى؛ ابتغاء وجه الله دون قهر أو إكراه الذين يتعاملون بالربا- وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون؛ ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا، في أن كلا منهما حلال، ويؤدي إلى زيادة المال، فأكذبهم الله، وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا؛ لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات، ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع، فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه، وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه، فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين، ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه، فقد استوجب العقوبة، وقامت عليه الحجة، ولهذا قال سبحانه: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
🔴*المعنى:*
🔸لما حَثَّ الله تعالى على الإِنفاق وبين ما حصل للمنفق من الأَجر العاجل والآجل عَقَّبه بذكر الربا الذي ظنه الجاهل زيادة في المال وهو في الحقيقة محق في المال فقال:
♦﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا﴾
🔹في الدنيا.
♦﴿لَا يَقُومُونَ﴾
🔹يوم القيامة.
♦﴿إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾
🔹معناه إلاّ مثل ما يقوم الذي يصرعه الشيطان من الجنون فيكون ذلك إمارة لأَهل الموقف على أنهم أكلة الربا عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة ومجاهد.
🔹وقيل إن هذا على وجه التشبيه لأَن الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة ولكن من غلب عليه المرة السود أو ضعف عقلـه ربما يخيل الشيطان إليه أموراً هائلة ويوسوس إليه فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله ونسب ذلك إلى الشيطان مجازاً لما كان ذلك عند وسوسته عن أبي علي الجبائي.
🔹وقيل يجوز أن يكون الصرع من فعل الشيطان في بعض الناس دون بعض عن أبي الـهذيل وابن الإخشيد، قالا لأَن الظاهر من القرآن يشهد به وليس في العقل ما يمنع منه ولا يمنع الله تعالى الشيطان عنه امتحاناً لبعض الناس وعقوبة لبعضهم على ذنب ألَمَّ به ولم يتب منه كما يتسلط بعض الناس على بعض فيظلمه ويأخذ مالـه ولا يمنعه الله تعالى .
🔹وروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: " لما أسري بي إلى السماء رأيت رجالاً بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء أكلة الربا "
🔹ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لما أسري بي إلى السماء رأيت أقواماً يريد أحدهم أن يقوم ولا يقدر عليه من عظم بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً يقولون ربنا متى تقوم الساعة ".
🔹والوعيد في الآية متوجه إلى كل من أربى وإن لم يأكلـه ولكنه تعالى نَبَّه بذكر الأَكل على سائر وجوه الانتفاع بمال الربا وإِنما خص الأكل لأنه معظم المقاصد من المال ونظيره قولـه:{*ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل*}[البقرة: 188] وقولـه
{*إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً*}[النساء: 10] الآية والمراد بالأكل في الموضعين سائر وجوه الإنتفاع دون حقيقة الأَكل.
♦﴿ ذَٰلِكَ﴾
🔹أي ذلك العقاب لـهم
♦﴿بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾
🔹معناه بسبب قولـهم إنما البيع الذي لا ربا فيه مثل البيع الذي فيه الربا.
🔹 قال ابن عباس: كان الرجل منهم إذا حل دينه على غريمه فطالبه به قال المطلوب منه لـه زدني في الأَجل وأزيدك في المال فيتراضان عليه ويعملان به فإذا قيل لـهم هذا ربا قالوا هما سواء يعنون بذلك أن الزيادة في الثمن حال البيع والزيادة فيه بسبب الأَجل عند محل الدين سواء فذمهم الله به وألْحَق الوعيد بهم .
♦﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾
🔹وخطأهم في ذلك بقولـه: { وأحل الله البيع وحرم الربا } .
🔹أي أحل الله البيع الذي لا ربا فيه وحرم البيع الذي فيه الربا والفرق بينهما أن الزيادة في أحدهما لتأخير الدين وفي الآخر لأَجل البيع وأيضاً فإن البيع بدل البدل لأَن الثمن فيه بدل المثمن والربا زيادة من غير بدل للتأخير في الأَجل أو زيادة في الجنس.
✅ تفسير القران الكريم
2⃣ #سورة_البقرة
﷽
*﴿275﴾🔘⚫﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾*
🔴 *مختصر الاية:*
🔹 التشريع الإلهي الحكيم هو منهاج الإسلام في الإنفاق لما فيه مِن سدِّ حاجة الفقراء في كرامة وعزة، وتطهير مال الأغنياء، وتحقيق التعاون على البر والتقوى؛ ابتغاء وجه الله دون قهر أو إكراه الذين يتعاملون بالربا- وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون؛ ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا، في أن كلا منهما حلال، ويؤدي إلى زيادة المال، فأكذبهم الله، وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا؛ لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات، ولما في الربا من استغلال وضياع وهلاك. فمن بلغه نهي الله عن الربا فارتدع، فله ما مضى قبل أن يبلغه التحريم لا إثم عليه فيه، وأمره إلى الله فيما يستقبل من زمانه، فإن استمرَّ على توبته فالله لا يضيع أجر المحسنين، ومن عاد إلى الربا ففعله بعد بلوغه نهي الله عنه، فقد استوجب العقوبة، وقامت عليه الحجة، ولهذا قال سبحانه: {فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
🔴*المعنى:*
🔸لما حَثَّ الله تعالى على الإِنفاق وبين ما حصل للمنفق من الأَجر العاجل والآجل عَقَّبه بذكر الربا الذي ظنه الجاهل زيادة في المال وهو في الحقيقة محق في المال فقال:
♦﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا﴾
🔹في الدنيا.
♦﴿لَا يَقُومُونَ﴾
🔹يوم القيامة.
♦﴿إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾
🔹معناه إلاّ مثل ما يقوم الذي يصرعه الشيطان من الجنون فيكون ذلك إمارة لأَهل الموقف على أنهم أكلة الربا عن ابن عباس والحسن وسعيد بن جبير وقتادة ومجاهد.
🔹وقيل إن هذا على وجه التشبيه لأَن الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة ولكن من غلب عليه المرة السود أو ضعف عقلـه ربما يخيل الشيطان إليه أموراً هائلة ويوسوس إليه فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله ونسب ذلك إلى الشيطان مجازاً لما كان ذلك عند وسوسته عن أبي علي الجبائي.
🔹وقيل يجوز أن يكون الصرع من فعل الشيطان في بعض الناس دون بعض عن أبي الـهذيل وابن الإخشيد، قالا لأَن الظاهر من القرآن يشهد به وليس في العقل ما يمنع منه ولا يمنع الله تعالى الشيطان عنه امتحاناً لبعض الناس وعقوبة لبعضهم على ذنب ألَمَّ به ولم يتب منه كما يتسلط بعض الناس على بعض فيظلمه ويأخذ مالـه ولا يمنعه الله تعالى .
🔹وروي عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: " لما أسري بي إلى السماء رأيت رجالاً بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم فقلت من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء أكلة الربا "
🔹ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لما أسري بي إلى السماء رأيت أقواماً يريد أحدهم أن يقوم ولا يقدر عليه من عظم بطنه فقلت من هؤلاء يا جبرائيل قال هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس وإذا هم بسبيل آل فرعون يعرضون على النار غدواً وعشياً يقولون ربنا متى تقوم الساعة ".
🔹والوعيد في الآية متوجه إلى كل من أربى وإن لم يأكلـه ولكنه تعالى نَبَّه بذكر الأَكل على سائر وجوه الانتفاع بمال الربا وإِنما خص الأكل لأنه معظم المقاصد من المال ونظيره قولـه:{*ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل*}[البقرة: 188] وقولـه
{*إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً*}[النساء: 10] الآية والمراد بالأكل في الموضعين سائر وجوه الإنتفاع دون حقيقة الأَكل.
♦﴿ ذَٰلِكَ﴾
🔹أي ذلك العقاب لـهم
♦﴿بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا﴾
🔹معناه بسبب قولـهم إنما البيع الذي لا ربا فيه مثل البيع الذي فيه الربا.
🔹 قال ابن عباس: كان الرجل منهم إذا حل دينه على غريمه فطالبه به قال المطلوب منه لـه زدني في الأَجل وأزيدك في المال فيتراضان عليه ويعملان به فإذا قيل لـهم هذا ربا قالوا هما سواء يعنون بذلك أن الزيادة في الثمن حال البيع والزيادة فيه بسبب الأَجل عند محل الدين سواء فذمهم الله به وألْحَق الوعيد بهم .
♦﴿وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾
🔹وخطأهم في ذلك بقولـه: { وأحل الله البيع وحرم الربا } .
🔹أي أحل الله البيع الذي لا ربا فيه وحرم البيع الذي فيه الربا والفرق بينهما أن الزيادة في أحدهما لتأخير الدين وفي الآخر لأَجل البيع وأيضاً فإن البيع بدل البدل لأَن الثمن فيه بدل المثمن والربا زيادة من غير بدل للتأخير في الأَجل أو زيادة في الجنس.