إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطبقة الأُولى للشيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطبقة الأُولى للشيعة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نستعرض جملة من رواد هذا الميدان المقدّس والذين يعدّون بحقّ أوائل حملة هذه التسمية المباركة على وجه الإجمال وسنقتصر في حديثنا على إيراد جملة من أُولئك الصحابة الذين اشتهروا بالتشيّعونسبوا له :
    1 ـ عبد الله بن عبّاس .
    2 ـ الفضل بن العبّاس .
    3 ـ عبيد الله بن العبّاس .
    4 ـ قثم بن العبّاس .
    5 ـ عبد الرحمن بن العبّاس .
    6 ـ تمام بن العبّاس .
    7 ـ عقيل بن أبي طالب .
    8 ـ أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب .
    9 ـ نوفل بن الحرث .
    10 ـ عبد الله بن جعفر بن أبي طالب .
    11 ـ عون بن جعفر .
    12 ـ محمّد بن جعفر .
    13 ـ ربيعة بن الحرث بن عبد المطّلب .
    14 ـ الطفيل بن الحرث .
    15 ـ المغيرة بن نوفل بن الحارث .
    16 ـ عبدالله بن الحرث بن نوفل .
    17 ـ عبدالله بن أبي سفيان بن الحرث .


    18 ـ العبّاس بن ربيعة بن الحرث .
    19 ـ العبّاس بن عتبة بن أبي لهب .
    20 ـ عبدالمطّلب بن ربيعة بن الحرث .
    21 ـ جعفر بن أبي سفيان بن الحرث .
    هؤلاء من مشاهير بني هاشم ، وأمّا غيرهم فإليك أسماء طائفة منهم :
    22 ـ سلمان الفارسي المحمّدي .
    23 ـ المقداد بن الأسود الكندي .
    24 ـ أبو ذرّ الغفاري .
    25 ـ عمّار بن ياسر .
    26 ـ حذيفة بن اليمان .
    27 ـ خزيمة بن ثابت .
    28 ـ أبو أيوب الأنصاري ، مضيّف النبيّ _ صلى الله عليه وآله وسلم _
    .29 ـ أبو الهيثم مالك بن التيهان .

    30 ـ أُبيّ بن كعب .
    31 ـ سعد بن عبادة .
    32 ـ قيس بن سعد بن عبادة .
    33 ـ عديّ بن حاتم .
    34 ـ عبادة بن الصامت .
    35 ـ بلال بن رباح الحبشي .
    36 ـ أبو رافع مولى رسول الله .
    37 ـ هاشم بن عتبة .
    38 ـ عثمان بن حنيف .


    39 ـ سهل بن حنيف .
    40 ـ حكيم بن جبلة العبدي .
    41 ـ خالد بن سعيد بن العاص .
    42 ـ ابن الحصيب الأسلمي .
    43 ـ هند بن أبي هالة التميمي .
    44 ـ جعدة بن هبيرة .
    45 ـ حجر بن عديّ الكندي .
    46 ـ عمرو بن الحمق الخزاعي .
    47 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري .
    48 ـ محمّد بن أبي بكر .
    49 ـ أبان بن سعيد بن العاص .
    50 ـ زيد بن صوحان العبدي .
    هؤلاء خمسون صحابياً من الطبقة الأُولى للشيعة ، فمن أراد التفصيل والوقوف على حياتهم وتشيّعهم فليرجع إلى الكتب المؤلّفة في الرجال ، ولكن بعين مفتوحة وبصيرة نافذة .
    في الختام نورد ما ذكره محمّد كرد عليّ في كتابه «خطط الشام» قال : عرف جماعة من كبار الصحابة بموالاة عليّ في عصر رسول الله _ صلى الله عليه وآله وسلم _ مثل سلمان الفارسي القائل : بايعنا رسول الله على النصح للمسلمين والائتمام بعليّ بن أبي طالب والموالاة له .
    ومثل أبي سعيد الخدري الذي يقول : أُمر الناس بخمس فعملوا بأربع وتركوا واحدة ، ولمّا سئل عن الأربع ، قال : الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحجّ .
    قيل : فما الواحدة التي تركوها؟
    قال : ولاية عليّ بن أبي طالب .
    قيل له : وإنّها لمفروضة معهنّ؟
    قال : نعم هي مفروضة معهنّ .
    ومثل أبي ذر الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وحذيفة بن اليمان ، وذي الشهادتين خزيمة بن ثابت ، وأبي أيّوب الأنصاري ، وخالد بن سعيد ، وقيس بن سعد بن عبادة.
    السيد احمد الغالبي

  • #2
    الاخ العزيز احمد الغالبي وفقكم الله على هذه الطلة المباركة وانتقائكم الموضوع. .........
    يمكنكم أن تضيفوا لنا المصدر تعميما للفائدة جزاكم الله خيرا
    ...........

    تعليق


    • #3
      1_عبد الله بن عباس
      , ابن العباس عم النبي (ص) فهما ابنا عمه وابناء عم علي بن أبي طالب (ع) , وهو من اصحاب النبي (ص) وعلي والحسن (ع) .

      وقال العلامة الحلي : ((عبد الله بن العباس من أصحاب رسول الله (ص) كان محباً لعلي عليه السلام وتلميذه , حاله في الجلالة والاخلاص لأمير المؤمنين أشهر من ان يخفى)) (الخلاصة : 190) .
      وقال ابن داود : (( عبد الله بن العباس رضي الله عنه حاله أعظم من ان يشار إليه في الفضل والجلالة ومحبة أمير المؤمنين (ع) , وانقياده له )) (رجال ابن داود : 864) .
      وقال التستري بعد أن ذكر جملة من مواقفه مع اعداء أهل البيت : (( وبالجملة : بعدما وقفت على محاجته مع عمر وعثمان ومعاوية وعائشة وابن الزبير وباقي أعداء أهل البيت وتحقيقه للمذهب ودفعه عن الشيعة , لو قيل : إن هذا الرجل أفضل رجال الاسلام بعد النبي (ص) والأئمة الاثني عشر (ع) وحمزة وجعفر ( رضي الله تعالى عنهما ) كان في محله ))(القاموس 6/490) .
      وقال السيد الخوئي في (المعجم 11/247): (( ذكر الكشي عدة روايات مادحة له... ولما مات غسل وكفن ثم صلى على سريرة وقال : فجاء طائران ابيضان فدخلا في كفنه فرأى الناس إنما هو فقهه فدفن )) . وقال في (ص 256) : (( والمتحصل مما ذكرنا ان عبد الله بن عباس كان جليل القدر مدافعاً عن أمير المؤمنين )) . وبنفس هذا الكلام ذكره كل من ترجم له , ارجع الى 1) رجال الطوسي : 254 .(2) منتقى المقال : 197 .(3) رجال الكشي : 415 .(4) رجال ابن طاووس : 320 .(5) الدرجات الرفيعة : 102 .
      نعم، اعداء الشيعة يحاولون التصيد بالماء العكر , فيأخذون الضعيف المردود ويحملوه على الشيعة بغية الحط من قيمة المذهب , ولاجل مواجهة ابن عباس لاعداء أهل البيت تعرض للمطاعن من قبل اعداءهم , وهذا ـ دائماً ـ جزاء المقتفي والمتبع لعلي وآل علي (ع) .

      تعليق


      • #4
        2_الفضل بن العباس الهاشمي، (… ـ 18 هـ) ، ابن عم الرسول ، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله وأبو العباس، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.
        نسبه[عدل]

        • هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن خزيمة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
        • أمه: أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي.
        • زوجته هي: صفية بنت محمية بن جزء بن الحارث بن عريج بن عمرو بن زبيد بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه وهو زبيد الأكبر بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك وهو مذحج بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان
        • أولاده: لم يكن للفضل بن العباس من الولد إلا:

        1. أم كلثوم بنت الفضل

        سيرته[عدل]

        شهد مع رسول الله فتح مكة سنة 8 هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول حجة الوداع ،وأردفه الرسول وراءه من جمع (المزدلفة) إلى منى، فيقال له: رديف رسول الله وشهد غسل النبي.
        كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، وأبو هريرة وربيعة بن الحارث، وعباس بن عبيد الله بن العباس وغيرهم.
        وفاته[عدل]

        اختلف الرواة في تاريخ وفاته، فقيل قتل يوم أجنادين بخلافة أبي بكر وقيل قتل يوم مرج الصفر سنة ثلاث عشرة وقيل قتل يوم اليمامة السنة الحادية عشرة وقيل توفي في طاعون عمواس من نواحي الأردن سنة 18 هـ في جكومة عمر بن الخطاب.
        التعديل الأخير تم بواسطة سيد احمد الغالبي ; الساعة 20-03-2017, 09:39 PM. سبب آخر:

        تعليق


        • #5
          3_عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب

          القرشي الهاشمي، ابن عم النبي ، وكان أصغر من أخيه عبد الله بسنة، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية.وكان عبيد الله كريما جميلا وسيما يشبه أباه في الجمال، روينا أن رسول الله كان يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا صفا ويقول: «من سبق إليّ فله كذا» فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلتزمهم.وقد استنابه علي بن أبي طالب في أيام خلافته على اليمن.وحج بالناس سنة ست وثلاثين وسنة سبع وثلاثين، فلما كان سنة ثمان وثلاثين اختلف هو ويزيد بن سمرة الرهاوي الذي قدم على الحج من جهة معاوية.ثم اصطلحا على شيبة بن عثمان الحجبي، فأقام للناس الحج عامئذٍ، ثم لما صارت الشوكة لمعاوية تسلط على عبيد الله بسر بن أبي أرطأة فقتل له ولدين، وجرت أمور باليمن قد ذكرنا بعضها.وكان يقدم هو وأخوه عبد الله المدينة فيوسعهم عبد الله علما، ويوسعهم عبيد الله كرما.وقد روي أنه نزل في مسير له مع مولى له على خيمة رجل من الأعراب، فلما رآه الأعرابي أعظمه وأجله، ورأى حسنه وشكله، فقال لامرأته: ويحك ماذا عندك لضيفنا هذا؟فقالت: ليس عندنا إلا هذه الشويهة التي حياة ابنتك من لبنها.فقال: إنه لا بد من ذبحها.فقالت: أتقتل ابنتك؟فقال: وإن فأخذ الشفرة والشاة وجعل يذبحها ويسلخها، وهو يقول مرتجزا:يا جارتي لا توقظي البنية * إن توقظيها تنتحب عليهوتنتزع الشفرة من يديهثم هيأها طعاما فوضعها بين يدي عبيد الله ومولاه فعشاهما، وكان عبيد الله قد سمع محاورته لامرأته في الشاة، فلما أراد الارتحال قال لمولاه: ويلك ماذا معك من المال؟فقال: معي خمسمائة دينار فضلت من نفقتك.فقال: ادفعها إلى الأعرابي.فقال: سبحان الله! تعطيه خمسمائة دينار، وإنما ذبح لك شاة واحدة تساوي خمسة دراهم؟فقال: ويحك والله لهو أسخى منا وأجود، لأنا إنما أعطيناه بعض ما نملك، وجاد هو علينا بجميع ما يملك، وآثرنا على مهجة نفسه وولده.فبلغ ذلك معاوية فقال: لله در عبيد الله من أي بيضة خرج؟ ومن أي شيء درج.قال خليفة بن خياط: توفي سنة ثمان وخمسين.وقال غيره: توفي في أيام يزيد بن معاوية.قال أبو عبيد القاسم بن سلام: توفي في سنة سبع وثمانين، وكانت وفاته بالمدينة.وقيل: باليمن، وله حديث واحد.قال أحمد: ثنا هشيم، ثنا يحيى بن إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن عباس قال: جاءت العميصا - أو الرميصا - إلى رسول الله تشكو زوجها تزعم أنه لا يصل إليها.فما كان إلا يسيرا حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة وأنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول.فقال رسول الله : «ليس لك ذلك حتى يذوق عسيلتك رجل غيره».وأخرجه النسائي، عن علي بن حجرة، عن هشيم به وممن توفي فيها.

          تعليق


          • #6
            4_قثم بن العباس بن عبد المطلب

            كان أشبه الناس برسول الله ، تولى نيابة المدينة في أيام علي، وشهد فتح سمرقند فاستشهد بها.

            تعليق


            • #7
              5_عَبْدُ الْرَّحْمنِ بْنُ الْعَبَّاسِ

              (ب) عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ العَبَّاسِ بن عبد المُطَّلِب بن هاشم القُرَشِيِّ الهاشمي، وهو ابن عم رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وأَخو عبد اللّه بن عباس. ولد على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقُتل بإِفريقية شَهِيدًا هو وأَخوه مَعْبَد بن العباس، مع عبد اللّه بن سعد بن أَبي سَرَح، قاله مُصْعَب وغيره، وقال ابن الكَلْبِي: قتل عبد الرحمن بن العباس بالشام.

              تعليق


              • #8
                6__تمام بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم

                ((تَمَّام بن العَبَّاس بن عَبْد المُطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصيّ القرشي الهاشمي؛ ابن عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم)) أسد الغابة.
                ((أمّه أمّ ولد روميّة تسمى سبأ، وشقيقُه كثير بن العبّاس)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((قال ابْنُ السَّكَنِ: يقال كان أصغر إخوته، وكان أشد قريش بَطْشًا، ولا يحفظ له عن النَّبِي صَلَّى الله عليه وسلم رواية من وَجْه ثابت. وقال ابْنُ حِبَّانَ في "ثِقَاتِ التَّابِعِينَ": حديثه عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم مرسل، وإنما رواه عن أبيه. قلت: اختلف على منصور عن أبي علي الصَّيْقَل، عن جعفر بن تمام، عن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "اسْتَاكُوا هَكَذَا"(*) ـــ رواه الثوري، وأكثر أصحاب منصور. وأخرجه أحمد وغيره، ورواه عمر بن عبد الرحمن الأبّّار عن منصور فقال: عن تمام عن أبيه. أخرجه البَزَّارُ، والحَاكِمُ؛ ورواه شَيْبَانُ عن منصور، عن أبي علي، عن جعفر بن العباس، عن أَبيه. وفي رواية: عنه، عن جعفر بن تمام، عن أبيه. وروى عن الثَّوْرِيِّ عن منصور، عن الصّيْقَل، عن قُثم بن تمام، أو تمام بن قُثم، عن أبيه، أخرجه أَحْمَدُ عن معاوية بن هشام عنه، ومعاوية سيئ الحفظ، وليِّ تَمَّام المدينة في زمان عليّ، قال خليفة وغيره: ومات في.... قلت: والإِخْوَةُ العَشْرَةُ هم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقثَم، ومعبد، وعبد الرّحمن، وكَثير، وصبيح، ومسهر، وتمام؛ وكلهم متفق عليه إلا الثامن والتاسع فتفرّد بذكرهما هشام بن الكلبي. قال الدَّارَقُطْنِيُّ في الإِخْوَةِ: لا يتابع عليه.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((كان للعبّاس بن عبد المطّلب رضي الله عنه عشرة من الولد: سبعةٌ منهم ولدَتْهم له أمّ الفضل بنت الحارث الهلاليّة، أخت ميمونة زوْج النبيَّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، وهم: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، ومعبد، وقُثَم، وعبد الرحمن، وأم حبيب شقيقتهم، وعون بن العبّاس لا أقِفُ على اسمِ أمّه، ولأم ولدٍ منهم اثنان: تمام وكثير، وأما الحارث بن العبّاس بن عبد المطّلب فأُمّه من هذيل؛ فهؤلاء أولادُ العبّاس رضي الله عنهم. وكان أصغرهم تمام بن العبّاس وكان العبّاس يحمله ويقول‏: ‏[الرجز]

                تَمُّوا بِتَمَّامٍ فَصَارُوا عَشَرَهْ يَا رَبِّ فَاجْعَلْهُمْ كِرَامًا بَرَرَهْ
                وَاجْعَلْ لَهُمْ
                ذِكْرًا وأَنْمِ
                الثَّمَرَهْ
                قال أبو عمر رحمه الله: وكلُّ بني العبّاس لهم رواية، وللفَضْل وعبد الله وعبيد الله سَماعٌ ورواية، وقد ذكَرْنا كلَّ واحد منهم في موضعه من كتابنا هذا، والحمد الله. ويقال: إنه ما رُؤيت قبورٌ أشد تباعدًا بعضها من بعض من قبور بني العبّاس بن عبد المطّلب، ولدتهم أمَّهم أمّ الفضل في دارٍ واحدة، واستشهد الفضل بأجْنَادين، ومات معبد وعبد الرّحمن بإفريقية، وتُوفِّي عبد الله بالطّائف، وعبيد الله باليمن، وقثَم بسمرقند، وكَثير بينبع، أخذته الذُّبْحَة‏. قال أبو عمر رضي الله عنه: في هذه الجملة اختلافٌ عند التّفصيل ستراها في باب كلَّ واحد منهم من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى‏.)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

                تعليق


                • #9
                  7__عقيل رضى‏ الله ‏عنه ومعاوية





                  السلام عليكم

                  قصه عقيل بن ابي طالب رضي الله عنه مع معاوية لعنه الله

                  القصة منقوله من كتاب قصص الابرار في بحار الانوار

                  قال عبد الحميد بن أبي الحديد : رووا أنّ عقيلاً رحمه‏الله قدم على أمير المؤمنين عليه‏السلام فوجده جالسا في صحن المسجد بالكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، قال : وعليك السلام يا أبا يزيد ، ثمّ التفت إلى الحسن ابنه عليه‏السلام فقال : قم فأنزل عمّك ، فقام فأنزله ، ثمّ عاد إليه فقال : اذهب فاشتر لعمّك قميصا جديدا ورداءً جديدا وإزارا جديدا ونعلاً جديدا ، فذهب فاشترى له ، فغدا عقيل على أمير المؤمنين في الثياب ، فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فقال : وعليك السلام يا أبا يزيد ، يخرج عطائي فأدفعه إليك ، فلمّا ارتحل عن أمير المؤمنين عليه‏السلام إلى معاوية فنصب له كراسيّه وأجلس جلساءه حوله ، فلمّا ورد عليه أمر له بمائة ألف فقبضها ، ثمّ غدا عليه يوما بعد ذلك وجلساء معاوية حوله ، فقال : يا أبا يزيد أخبرني عن عسكري وعسكر أخيك فقد وردت عليهما ، قال :
                  اُخبرك .

                  مررت واللّه‏ بعسكر أخي فإذا ليل كليل رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ، ونهار كنهار رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ، إلاّ أنّ رسول اللّه‏ ليس في القوم ، ما رأيت إلاّ مصلّيا ولا سمعت إلاّ قارئا ، ومررت بعسكرك فاستقبلني قوم من المنافقين ممّن نفّر ناقة رسول اللّه‏ صلى‏الله‏عليه‏و‏آله‏وسلم ليلة العقبة . ثمّ قال : من هذا عن يمينك يا معاوية ؟ قال : هذا عمرو بن العاص ، قال : هذا الّذي اختصم فيه ستّة نفر فغلب عليه جزّار قريش ، فمن الآخر ؟ قال : الضحّاك بن قيس الفهريّ ، قال : أما واللّه‏ لقد كان أبوه جيّد الأخذ لعسب التيوس ، فمن هذا الآخر ؟ قال : أبو موسى الأشعريّ ، قال : هذا ابن السرّاقة ! فلمّا رأى معاوية أنّه قد أغضب جلساءه علم أنّه إن استخبره عن نفسه قال فيه سوءا ، فأحبّ أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه ، قال : يا أبا يزيد فما تقول فيّ ؟ قال : دعني من هذا ، قال : لتقولنّ ، قال : أتعرف حمامة ؟ قال : ومن حمامة يا أبا يزيد ؟ قال : قد أخبرتك ، ثمّ قال : فمضى ، فأرسل معاوية إلى النسّابة فدعاه ، قال : من حمامة ؟ قال : ولي الأمان ؟ قال : نعم ، قال : حمامة جدّتك اُمّ أبي سفيان ، كانت بغيا في الجاهليّة صاحبة راية ، قال معاوية لجلسائه : قد ساويتكم وزدت عليكم فلا تغضبوا !

                  وقال معاوية يوما وعنده عمرو بن العاص وقد أقبل عقيل : لأضحكنّك من عقيل ، فلمّا سلّم قال معاوية : مرحبا برجل عمّهُ أبو لهب ، فقال عقيل : وأهلاً بمن عمّته حمّالة الحطب في جيدها حبل من مسد ، لأنّ امرأة أبي لهب اُمّ جميل بنت حرب ابن اُميّة ، قال معاوية : يا أبا يزيد ما ظنّك بعمّك أبي لهب ؟ قال : إذا دخلت النار فخذ على يسارك تجده مفترشا عمّتك حمّالة الحطب ، أفناكح في النار خير أم منكوح ؟ ! قال : كلاهما شرٌّ واللّه‏

                  البحار : ج42 ص112

                  تعليق


                  • #10
                    8__أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي ابن عَمّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السعدية.

                    قال ابْنُ المُبَارَكِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِرِ، وغيرهما: اسمه المغيرة، وقيل اسمه كنيته، والمغيرة أخوه، وكان ممن يُشْبِه رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، ومضى له ذكر مع عبد الله بن أبي أمية [[قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: كان أبو أمية بن المغيرة يُدْعى زادَ الرَّكْب، وكان ابنه عبد الله شديدَ الخلاف على المسلمين، ثم خرج مهاجرًا فلقِيَ النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم بين السُّقْيَا والعَرْج هو وأبو سفيان بن الحارث، فأعرض عنهما، فقالت أم سلمة: لا تجعل ابْنَ عمك وابْنَ عمتك أشقَى الناس بك.

                    وَقَالَ عَلي لأبِي سُفْيَانَ: ائْتِ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم من قِبَل وَجْهه، فقل له ما قال إخوة يوسف ليوسف؛ ففعل؛ فقال: {لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيومَ} [يوسف: 922] و قَبِلَ منهما وأسلما]] <<من ترجمة عبد الله بن أبي أمية "الإصابة في تمييز الصحابة".>>.

                    وأخرجه الحَاكِمُ أَبُو أَحْمَدَ من طريق حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه؛ قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أبو سفيان بن الحارث سيد فتيان أهل الجنة"
                    (*)
                    ، قال حلقَه الحلّاق بمنى وفي رأسه ثؤلول فقطعه فمات؛ قال: فيرون أنه مات شهيدًا، هذا مرسل، رجاله ثقات، وكان أبو سفيان ممن يُؤْذِي النبي صَلَّى الله عليه وسلم ويهجوه ويُؤْذي المسلمين، وإلى ذلك أشار حسان بن ثابت في قصيدته المشهورة:

                    هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الجَزَاءُ
                    [الوافر]

                    ويقال: إنَّ عليًا علّمه لما جاء ليسلم أَنْ يأتي النبي صَلَّى الله عليه وسلم من قبل وجهه فيقول: {تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} [يوسف: 91] الآية، ففعل فأجابه: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ} [يوسف: 922] الآية. فأنشده أبو سفيان:

                    لَعَمْرُكَ إِنّـِي يَـوْمَ أَحْمِلُ رَايَةً لتَغْلِبَ خَيْلُ اللَّاتِ خَيْلَ مُحَمَّدِ

                    فَكَالمُدْلِجِ الحَيْرَانِ أَظْلَمَ لَيْلُهُ فَهذَا أَوَانِي حِينَ أُهْدَى فَأَهْتَدِي
                    [الطويل]

                    الأبيات.

                    وأسلم أَبُو سُفْيَانَ في الفتح، لقي النبي صَلَّى الله عليه وسلم وهو متوجّه إلى مكة فأسلم، شهد حنينًا، فكان ممن ثبت مع النبي صَلَّى الله عليه وسلم.

                    وأخرج مُسْلِمٌ من طريق كثير بن العباس بن عبد المطلب، عن أبيه قصةَ حُنين؛ قال: فطفق النبيُّ صَلَّى الله عليه وسلم يركض بغلته نحو الكفار، وأنا آخِذٌ بلجامها أكفُّها، وأبو سفيان بن الحارث آخِذٌ بركابه، فقال: "يا عباس، ناد: يا أصحاب الشجرة..." الحديث
                    (*)
                    .

                    وأخرجه الدُّولَابِيُّ من حديث أبي سفيان بن الحارث بسنَدٍ منقطع، ويقال إنه لم يرفع رأسه إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حياءً منه.

                    وذكر محمد بن إسحاق له قصيدةً رثى بها النبيَّ صَلَّى الله عليه وسلم لما مات يقول فيها:

                    لَقَدْ عَظُمَتْ مُصِيبَتُنَا وَجَلَّتْ عَشِيَّةَ قِيلَ قَدْ مَاتَ الرَّسُولُ

                    [الوافر]

                    وقد أسند عنه حديثٌ أخرجه الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب "الإخْوَة"، وابْنُ قَانِعٍ من طريق سماك بن حرب: سمعت شيخًا في عسكر مدرك بن المهلب بسجستان يحدِّثُ عن أبي سفيان بن الحارث؛ قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لَا يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّة لَا يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ مِنَ القَوِيِّ"
                    (*)
                    . وسنده صحيح، لولا هذا الشيخ الذي لم يسم.

                    وأنشد له أبو الحسن، مما قاله يوم حُنين:

                    إِنَّ ابْنَ عَمِّ المَرْءِ مِنْ أَعْمَامِهِ بَنِي أَبِيهِ قُوَّةٌ مِــنْ قُدَّامِهِ

                    فَإِنَّ هَذَا اليَـوْمَ مِـنْ أَيَّـامِهِ يُقَاتِلُ الحَرَمِيُّ عَنْ إِحْرَامِهِ
                    يُقَاتِلُ المُسْلِمُ عَنْ إِسْلَامِهِ

                    [الرجز]

                    الأبيات.

                    وذكر عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ في أخبار المدينة عن عبد العزيز بن عمران؛ قال: بلغني أنَّ عقيل ابن أبي طالب رأَى أبا سفيان يَجُولُ بين المقابر، فقال: يا ابن عمي، مالي أراك هنا؟ قال: أطلب مَوْضِعَ قبري، فأدخله داره، وأمر بأن يحفر في قاعها قبرًا، ففعل فقعد عليه أبو سفيان ساعةً ثم انصرف، فلم يلبث إلا يومين حتى مات، فدُفن فيه. ويقال: إنه مات سنة خمس عشرة في خلافة عُمَر فصلى عليه، ويقال سنة عشرين، ذكره الدارقطني في كتاب الإخوة.

                    ووقع عند البَغَوِِيُّ في ترجمته أنه أخرج من طريق أبي بكر بن عياش عن عاصم الأعور؛ قال: أول مَنْ بايع تحت الشجرة أبو سفيان بن الحارث، ولم يُصِبْ في ذلك، فقد أخرجه غيره من هذا الوجه، فقال: أبو سنان بن وهب، وهو الصواب، وهو المستفيض عند أهل المغازي كلّهم. واسم أبي سنان عبد الله. وقد تقدم في العبادلة، وتأتي قصته قريبًا في أبي سنان.

                    تعليق


                    • #11
                      9__نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي

                      ((نَوْفَل بن الحارث بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد المناف بن قُصي)) الطبقات الكبير. ((نَوفَلُ بن الحَارِث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَنَاف القُرَشي الهاشمي))
                      ((هو ابنُ عَمِّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم.)) أسد الغابة. ((أمّه غَزِيـّةُ بنت قيس بن طَريف بن عبد العُزّى بن عامرة بن عُميرة بن وَديعة بن الحارث بن فِهْر.))
                      ((كان لنوفل بن الحارث من الولد الحارث وبه كان يُكْنى وكان رجلًا على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، وقد صحبه وروى عنه، ووُلد له على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم ابنه عبد الله بن الحارث، وعبد الله بن نوفل وكان يُشَبّه بالنبيّ صَلَّى الله عليه وسلم، وهو أوّل مَن ولي قضاء المدينة، فقال أبو هُريرة: هذا أوّل قاضٍ رأيتُه في الإسلام، وذلك في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن نوفل لا بقيّة له، وربيعة لا بقيّة له، وسعيد وكان فقيهًا، والمُغيرة وأمّ سعيد وأمّ المغيرة وأمّ حكيم وأمّهم ظريبة بنت سعيد بن القشب واسمه جُنْدُب بن عبد الله بن رافع بن نضلة بن مِحْضَب بن صعب بن مُبَشّر بن دُهْمان بن نَصر بن زَهْران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وأمّ ظريبة أمّ حكيم بنت سفيان بن أُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قُصّي، وهى خالة سعد بن أبي وقّاص، ولنوفل بن الحارث عَقِبٌ كثير بالمدينة والبصرة وبغداد.))
                      ((شهد نوفل مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فَتْح مكّة وحُنين والطائف، وثَبَتَ يومَ حُنَين مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان عن يمينه يومئذٍ وأعانَ رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، يوم حُنين بثلاثة آلاف رُمْحٍ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "كأنــّي أنظر إلى رماحك يا أبا الحارث تـُقْصَف في أصلاب المشركين"(*))) الطبقات الكبير.
                      ((قال ابْنُ حِبَّانَ: له صحبة.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونُس، عن ابن إِسحاق قال: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم للعباس بن عبد المطلب: "فَافْدِ نَفْسَكَ وَابْني أَخَوَيْكَ نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ وَعَقِيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ"(*). وروى عكرمة عن ابن عباس أَن نوفل بن الحارث قال لابنيه: انطلقا إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم لعله يستعملكما على الصدقات، فقال لهما رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "لاَ أُحْلُّ لَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ مِنَ الْصَّدَقَاتِ شَيْئًا وَلاَ غُسَالَةَ الْأَيْدِي، إِنَّ لَكُمْ فِي خُمسِ الْخُمُسِ مَا يَكْفِيْكُمْ، أَوْ: يُغْنِيْكُمْ"(*))) أسد الغابة. ((قال: أخبرنا هشام بن محمّد بن السائب الكلبيّ عن أبيه قال: لما أخرج المشركون مَن كان بمكّة من بني هاشم إلى بدر كُرْهًا كان فيهم نوفل بن الحارث فأنشأ يقول:

                      حَرَامٌ علىّ حَرْبُ أحْمَدَ إنّـني أرى أحمدًا مني قريبًا أواصِرُه

                      وإنْ تكُ فِهْرٌ أَلـَّبَتْ وَتَجَمّعَتْ عليهِ فإنّ الله لا شكّ ناصِـرهُ
                      قال هشام: وأمّا معروف بن الخرّبوذ فأنشد لنوفل بن الحارث:

                      فَـقُـلْ لـِقُرَيـْشٍ إيلِبي وَتَحَـــــزَّبي عَلَيْهِ فإنّ اللهَ لا شَكّ ناصِرُه
                      وقال أيضًا نوفل بن الحارث لما أسلم:

                      إِلَيْـكُم إليكم إنـّني لستُ منكـمُ تبَرّأتُ من دينِ الشـيوخِ الأكابِرِ

                      لَعَـمْرُكَ ما ديني بشـــــيء أبيـعُهُ وما أنا إذْ أسْلَمْتُ يوْمًا بكافرِ

                      شهِدْتُ على أنّ النبيّ مُحَمـّدًا أتى بالهُدى مِنْ رَبّـه والبصائرِ

                      وإنّ رسولَ الله يَدعو إلى التّقَى وَإنّ رسولَ اللهِ لَيْسَ بشاعِــرِ

                      على ذاكَ أحْيا ثمّ أُبْعَثُ مَوْقتًا وأُثـْوَي عليه ميّـتًـا في المقابـــِرِ
                      قال: أخبرنا عليّ بن عيسى النوفليّ عن أبيه عن عمّه إسحاق بن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: لما أُسِرَ نوفل بن الحارث ببدر قال له رسول الله، صَلَى الله عليه وسلم: "افْد نـَفْسَكَ يا نوفل"، قال: ما لي شيء أفْدي به نفسي يا رسول الله، قال: "افْدِ نـفسك برماحك التي بجُدّة"، قال: اشهد أنّك رسول الله. ففدى نفسه بها وكانت ألف رُمْحٍ(*). وأسلم نوفل بن الحارث، وكان أسنّ مَن أسلم من بني هاشم، أسنّ من عمه حمزة والعبّاس، وأسنّ من إخوته ربيعة وأبي سفيان وعبد شمس بني الحارث. ورجع نوفل إلى مكة ثمّ هاجر هو والعبّاس إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، أيّام الخندق. وآخى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، بينه وبين العبّاس بن عبد المطّلب، وكانا قبل ذلك شريكين في الجاهليّة متفاوضَين في المال متحابّين متصافيين. وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نوفل بن الحارث منزلًا عند المسجد بالمدينة، أقطعه وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، العباس في موضع واحد وفرع بينهما بحائط، فكانت دار نوفل بن الحارث في موضع رحبة القضاء وما يليها إلى مسجد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، مُقابلَ دار الإمارة اليومَ التي يقال لها دار مروان، وأقطع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، نوفل بن الحارث أيضًا داره الأخرى التي بالمدينة على طريق الثنيّة عند السّوق وكان مِرْبـَدًا لإبلِهِ وقسمها نوفل بين بنيه في حياته فبقيّتهم فيها إلى اليوم(*))) الطبقات الكبير.
                      ((أخرج الْحَاكِمُ في "المستدرك"، مِنْ طريق إسحاق السبيعي، عن سعيد بن الحارث، عن جدّه نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ـــ أنه استعان برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فأنكحه امرأةً... فذكر الحديث. وأخرج ابْنُ قَانِعٍ، وَابْنُ السَّكَنِ، مِن طريق سعيد بن سليمان بن سعيد بن نَوْفل بن الحارث، عن أبيه، عن جدّه عن نوفل بن الحارث؛ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: "صَلّوا فِي مَرَابِضِ الغَنَمِ؛ وَامْسَحُوا عَنهَا الرغَامَ..."(*) في هذا السند ضعف.))
                      ((قد قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ في كتاب "الإخوة": مات نوفل بن الحارث في خلافة عمر لسنتين مضتامنها بالمدينة، ولم يسند شيئًا.)) الإصابة في تمييز الصحابة. ((تُوفِّي بالمدينة في داره بها سنة خمس عشرة)) الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ((تـوفّي نوفل بن الحارث بعد أن استُخْلـِفَ عمرُ بن الخطّاب بسنةٍ وثلاثة أشهر فصلّى عليه عمر بن الخطّاب ثمّ تبعه إلى البقيع حتى دُفن هناك‏.)) الطبقات الكبير.

                      تعليق


                      • #12
                        10_عبد الله بن جع
                        عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من جملة الشخصيّات المعروفة في التاريخ الإسلاميّ, وهو واحد من الأصحاب المقرّبين من أئمّة الشيعة الأوائل. أدرك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وروى عنه. ويحتلّ عبد الله مكانة مرموقة لدى مؤرّخي الشيعة والسنّة حيث يذكره الجميع بمزيد من الإحترام. نُقلت عنه روايات عديدة. ومع أنّ عبد الله من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الخواصّ والمقرّبين منه ومن الوجوه الهاشميّة البارزة، إلّا أنّه لم يشارك في ثورة كربلاء. اختلفت الآراء حول علّة عدم مشاركته في ثورة كربلاء, وهذا ما سنبحثه في هذا المقال الذي بين أيدينا.
                        عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أوّل مولود للإسلام في أرض الحبشة وأكبر أبناء جعفر الطيّار. ولد في السنة الثالثة للبعثة. كان له من العمر عشر سنوات عندما هاجر رسول الله إلى المدينة، وتوفّي عام 80 هـ ق (مع بعض الإختلافات في سنة وفاته) عن عمر ناهز التسعين عاماً ودفن في المدينة أو في الأبواء2. المشهور عن عبد الله بن جعفر أنّه شخص فاضل جواد كريم. لقب في التاريخ الإسلاميّ


                        169
                        بـ "الجواد، وبحر الجود وقطب السخاء"3. كان محلّ احترام عند رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والإمام عليّ لقرابته ومقام والده العظيم عندهما. وبعد شهادة والده أتى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم إلى منزله يتفقّد أحوال أبنائه ويشملهم بعطفــه وحنــــانـــه ثمّ قــال صلى الله عليه واله وسلم: "أنا إمامهم في الدنيا والآخرة", وقال: إنّ عبد الله شبيهي في خلقي, وقد دعا له النبيّ صلى الله عليه واله وسلم أيضاً في بعض الأيّام, قائلاً: "أللهمّ, اخلف جعفراً في أهله وبارك لعبد الله في صفقة يمينه"4.

                        كان الإمام أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة الآخرون يستشيرون عبد الله بن جعفر في الصلح والحرب حيث كان مورد ثقة عندهم. وكان في حرب صفّين أحد قادة جيش الإمام علي عليه السلام5 وهو من الشهود الذين أرسلهم الإمام عليّ عليه السلام في مسألة التحكيم. كان الإمام عليّ عليه السلام يستشيره في عزل وتنصيب القادة6. وكان إلى جانب الإمام عليّ عليه السلام عند إبعاد أبي ذرّ إلى الربذة حيث قام بتوديعه7. وأجرى الحدّ على الوليد بن عقبة بأمر من الإمام عليه السلام 8. وحضر غسل وتكفين الإمام أمير المؤمنين عليه السلام حيث جرى ذلك ليلاً, بعيداً عن أعين الناس ودون علمهم9.

                        وقف عبد الله إلى جانب الإمام الحسن عليه السلام بعد شهادة الإمــــام أميـــر المؤمنــين عليه السلام. وكان من جملة الأشخاص الموكلين الدفاع عن حرم أهل البيت عليه السلام عند حركة جيش الإمام نحو جيش معاوية. أظهر في كثير من الأحيان العشق والحبّ والتعلّق بالإمام الحسين عليه السلام ، وعندما أراد معاوية10 خطبة ابنة عبد الله بن جعفر (أمّ كلثوم) ليزيد أجابه بأنّ لنا أميراً لا نفعل شيئاً من غير إذنه 11, وبهذا


                        170
                        النحو وضع أمر تزويج ابنته إلى الحسين بن عليّ.

                        وعبد الله بن جعفر من جملة الأشخاص الذين تمسّكوا بحديث الغدير لإثبات ولاية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام وأدرج اسمه بين رواة حديث الغدير12.
                        وتدلّ مناظراته واحتجاجاته القاطعة في الدفاع عن الولاية, على إيمانه واعتقاده الكامل بالإمامة والولاية. كان لا يخشى إنساناً في قول الحقّ, وتحدّث مراراً, في مجلس معاوية, موضحاً حقانيّة أهل البيت وعدم شرعيّة حكومة بني أميّة13. وقد سجّل التاريخ مناظراته العديدة مع بني أميّة. وكانت طريقته المهمّة في العمل السياسيّ هي الإمتناع عن بيعة يزيد. وكان معاوية قد كتب له:"أمّا بعد, فقد عرفت أثرتي إيّاك على من سواك وحسن رأيي فيك وفي أهل بيتك، وقد أتاني عنك ما أكره، فإن بايعت تُشكر وإن تأب تُجبر". أجاب عبد الله: "أمّا بعد, فقد جاءني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أثرتك على من سواي، فإن تفعل فبحظّك أصبت، وإن تأب فبنفسك قصّرت. وأمّا ما ذكرت من جبرك إيّاي على البيعة ليزيد، فلعمري لئن أجبرتني عليها لقد أجبرناك وأباك على الإسلام حتّى أدخلناكما كارهين غير طائعين"14.

                        عندما انتقل معاوية, عام 50 هـ ق إلى المدينة لأخذ البيعة ليزيد, التقى بكبار القبائل وبشكل خاصّ مع بعض الشخصيّات ومنهم: عبد الله بن عبّاس، عبد الله بن جعفر، عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير. حيث دعاهم إلى البيعة ليزيد، وقد تحدّث عبد الله بن جعفر بحديثٍ قاطعٍ وحاسمٍ فضح فيه مخطّطات معاوية, ورفض إعطاء البيعة ليزيد, وأكّد على حقّانيّة أهل البيت عليهم السلام بالولاية والخلافة15. ومن هنا فإنّ المواقف السياسيّة لعبد الله ومخالفته لبني أميّة دليل واضح على اعتقاده الراسخ بضرورة مواجهة ومحاربة الأمويّين.

                        وبما أنّ عبد الله من جملة خواصّ الشيعة ومن المقرّبين إلى أهل البيت عليهم السلام،


                        171
                        فإنّ مطالعة حياته وسيرته تحوز أهميّة خاصّة. وفي هذا الخصوص أحيط عمله المتعلّق بنهضة الإمام الحسين عليه السلام بهالة من الإبهام. والحقيقة أنّ السؤال الذي ما زال يطرق أذهان الباحثين هو, لماذا لم يشارك عبد الله بن جعفر في ثورة عاشوراء ولم يلتحق بركب الإمام الحسين عليه السلام؟ وقد قدّم الباحثون أسباباً وآراءً مختلفة في تعليل عدم حضوره كربلاء, وعدم مرافقته الإمام الحسين عليه السلام. وحاول بعضهم- من خلال شواهد تاريخيّة عدّة- تقديم إجابات بنحوٍ لا تمسّ ولا تخدش بإيمان عبد الله واعتقاده ووفائه للإمام الحسين عليه السلام. ويعتقد آخرون أنّ رأي عبد الله بن جعفر في خصوص ثورة كربلاء يختلف عن رأي الإمام الحسين عليه السلام؛ ولذا لم يرافق الإمام عليه السلام. ويعتمد كلا الرأيين على شواهد وقرائن تاريخيّة سنتعرض لها في ما يأتي.

                        أ- الشواهد والقرائن التاريخيّة الدالّة على موافقة عبد الله على النهضة الحسينيّة.


                        1- إرسال زوجته وأبنائه برفقة الإمام الحسين عليه السلام.
                        إنّ الذي يمكنه أن يوضح موقف عبد الله من حركة الإمام الحسين عليه السلام إرسال عائلته في قافلة الإمام عليه السلام. كيف يمكن لشخص مخالف للثورة ولا يعتقد بها أن يرسل في ركابها أعزّ الناس إليه، لا بل ويشجّعهم على ذلك؟ من المؤكّد أنّه لو كان عبد الله بن جعفر مخالفاً لثورة الإمام الحسين عليه السلام ولمواجهة بني أميّة، فإنّه لن يقدّم أبناءه قرابين في هذا الطريق, مع العلم أنّه أرسل زوجته زينب الكبرى وولديه: عوناً ومحمّداً مع ركب الإمام الحسين عليه السلام وضحّى بهم بكلّ سخاء في سبيل إمامهم16.


                        172
                        2- ردّة فعل عبد الله بن جعفر بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام:
                        تشير ردّة فعل عبد الله بن جعفر, بعد سماعه نبأ شهادة الإمام الحسين عليه السلام وابنيه عون ومحمّد، إلى إيمانه واعتقاده بالثورة الحسينيّة. ويذكر المؤرّخون أنّه- بعد عودة قافلة المتبقّين من حادثة كربلاء ووصولهم إلى المدينة- أسرع أبو السلاسل وهو غلام عبد الله بن جعفر ليخبره بشهادة ابنيه. استرجع عبد الله عندما سمع النبأ. فقال الغلام: هذا ما لقيناه من الحسين. فحذفه ابن جعفر بنعله قائلاً: يا بن اللخناء, أللحسين تقول هذا؟ والله لو شهدته لأحببت أن لا أفارقه حتّى أُقتل معه. والله إنّه لممّا يسخي بنفسي منهما ويهوّن عليّ المصاب بهما أنّهما أصيبا مع أخي وابن عمّي مواسيين له صابرين معه.

                        ثمّ قال: إن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي17. إنّ هذا الكلام لا يترك مجالاً للشكّ والإبهام حول رأي عبد الله في ثورة الإمام الحسين عليه السلام ويوضح اعتقاد عبد الله بن جعفر الكبير بثورة الإمام عليه السلام ويبيّن أيضاً معرفته بالنهضة الحسينيّة والقيم والفضائل التي تركها الشهداء. لقد تحدّث بوضوح وشجاعة حول استعداده للشهادة في ركاب الإمام الحسين عليه السلام وهذا يعني أنّ أيّ خوف أو وجل بعيد عنه.

                        3- رسالة عبد الله بن جعفر إلى الإمام الحسين:
                        يتّضح ممّا تقدّم أصل اعتقاد عبد الله بن جعفر بالثورة ضدّ بني أميّة، ومع ذلك فإنّ من جملة الأمور التي أدّت إلى وجود إبهام في المسألة، رسالته للإمام الحسين عليه السلام يدعوه فيها لعدم الذهاب إلى العراق. بدايةً نذكر رسالة عبد الله وجواب الإمام, ثمّ نحاول دراسة وتحليل الرسالتين:

                        رسالة عبد الله إلى الإمام الحسين عليه السلام:"بسم الله الرحمن الرحيم... أمّا بعد, فإنّي أسألك بالله لما انصرفت حين تقرأ كتابي هذا, فإنّي مشفق عليك من هذا الوجه أن يكون فيه هلاكك واستئصال


                        173
                        أهل بيتك, إن هلكت اليوم طُفئ نور الأرض فإنّك علم المهتدين ورجاء المؤمنين, فلا تعجل بالسير فإنّي في أثر كتابي, والسلام"18.

                        جواب الإمام الحسين عليه السلام:
                        "أمّا بعد! فإن ّكتابك ورد عليّ فقرأته وفهمت ما ذكرت، وأعلمك أنّي رأيت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في منامي فخبرني بأمر وأنا ماض له، لي كان أو عليّ، والله يا بن عمّي لو كنت في جحر هامة من هوامِّ الأرض لاستخرجوني يقتلوني, والله يا بن عمّي ليعدين عليّ كما عدت اليهود على السبت, والسلام"19.

                        تعليق

                        يعمل...
                        X