إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ام ابيها؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ام ابيها؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ما معنى كنية فاطمة الزهراء أم أبيها ؟
    من خصائص الزهراء شاء الله عزَّ وَ جلَّ أن تكون السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و آله فريدة في سجاياها و مناقبها و خصائصها و أدوارها و حتى في ظُلامتها، فأصبحت عليها السلام متميزة في كل شيء، فاصطفاها ربها لأن تكون سيدة نساء العالمين من الأولين و الآخرين. و تبعاً لهذا الاجتباء و الاصطفاء نرى أن أباها المصطفى صلى الله عليه و آله قد أولاها من التقدير و الاحترام و الاهتمام وزوجها علي بن أبي طالب عليه السلام ما لم يولِ أحداً سواهم، كل ذلك بتدبير رباني و حكمة إلآهية ليُعرف قدرها و منزلتها الفريدة، و لكي لا ينافسها أحدٌ في ما خصَّها الله تعالى. ب( أم أبيها ) إن من مصاديق الاهتمام الخاص الذي كان يتكرر من جانب النبي المصطفى صلى الله عليه و آله تجاه أبنته فاطمة الزهراء عليها السلام و بصورة مستمرة و على مرأى و مسمع من الصحابة و أمهات المؤمنين هو مناداتها بكنيةٍ تسترعي الانتباه الخاص ألا و هي "أمّ أبيها". ذكر الاربلي في كشف الغمة إن النبي صلى الله عليه واله وسلم كان يعظم شأنها (أي فاطمة) و يرفع مكانها، و كان يكنيها بأم أبيها 1. ما هو سبب تكنيتها بأم أبيها ؟ لا شك أن هذه الكنية تحمل في طياتها دلالات ظريفة و عميقة في نفس الوقت، و لعل هناك أكثر من سبب وراء تكنيه الزهراء بهذه الكنية.
    السبب الأول رعايتها المتميزة لأبيها أن الزهراء صلوات الله عليها كانت ترعى رسول الله صلى الله عليه و آله رعاية متميزة كرعاية الأم لولدها، فكانت لرسول الله بمثابة الأم الرحيمة و العطوفة التي تغدق عليه حنانها و محبتها، بل كانت له أكثر حناناً و عطفاً و شفقة من الأم. السبب الثاني تقدير النبي لها لعل النبي صلى الله عليه و آله أراد بتكنيته لها بهذه الكنية أن يظهر تقديره و حبه و حنانه تجاهها بإظهار المحبة لها على مستوى محبته صلى الله عليه و آله لأمه البارة الحنونة السيّدة آمنة بنت وهب رضوان الله عليها ليعرف الجميع بأن إبنته الزهراء هي موضع دلاله و تقديره و حبه و حنانه على هذا المستوى الرفيع.
    السبب الثالث بيان أفضليتها على امهات المؤمنين
    و لعل السبب الأهم في تكنيتها بأم أبيها هو إظهار أفضلية الزهراء عليها السلام على نساء النبي صلى الله عليه و آله و أمهات المؤمنين، حيث أن نساء النبي هن بمثابة الأمهات بالنسبة للمؤمنين، إذ يقول الله عزَّ وَ جلَّ: ï´؟ النَّبِيُّ أَوْلَىظ° بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... ï´¾ 2 ، فأراد رسول الله صلى الله عليه و آله أن يُبيِّن أن إبنته فاطمة الزهراء عليها السلام أرفع شأناً و منزلة من أزواجه أمهات المؤمنين، فهن رغم ما لهن من المنزلة و الاحترام بإعتبار كونهن زوجات النبي و أمهات المؤمنين، إلا أن فاطمة الزهراء أعلا شأناً منها لأنها أم النبي محمد و هو أشرف الخلق و أفضلهم جميعاً بما فيهم المؤمنين و المؤمنات بل الأنبياء و المرسلين
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
    1. كشف الغمة في معرفة الأئمة: 2 / 90، لعلي بن عيسى الإربلي، المتوفي سنة 692 هجرية في بغداد.
    2. القران الكريم: سورة الأحزاب (33)، الآية: 6، الصفحة: 418.
يعمل...
X