اللهم صل على محمد وآل محمد
التكبر من الصفات الذميمة التي أمرنا الله عز وجل ألا نتخلق بها
والتواضع من الصفات الحميدة التي أمرنا الله أن نتخلق بها.
والتكبر هو أن يستعلي الإنسان على الآخرين بما أعطاه الله من نعم على خلقه، فهناك من يتكبر لسلطانه أو ماله أو علمه أو قوته البدنية أو غير ذلك، والتواضع عكس التكبر؛ حيث إن المتواضع لا يستعلي على خلق الله، ويعلم أن ما به من نِعم فإنما هي نِعم أنعم الله عليه بها.وهذه المقالة هي محاولة لإلقاء الضوء على التكبر والتواضع، ونبذ صفة التكبر والتحلي بالتواضع، وأبدأ بتوضيح النهي عن التكبر والأمر بالتحلي بالتواضع في ديننا الحنيف، ثم محاولات لفهم أن التواضع واجب على الإنسان من وجهة نظر علمية، وأتطرق إلى جزاء المتكبرين، وأمثلة للمتكبرين والمتواضعين.
فالتكبر صفة نهانا عنها الله عز وجل حيث يقول الله سبحانه وتعالى: {إن الله لا يحب المستكبرين} (النحل: 23)، {أليس في جهنم مثوى للمتكبرين} (الزمر: 60)، {ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين} (الزمر: 72) ، كما أن رسول الله[ قال في الحديث القدسي الذي يرويه عن الله عز وجل: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي)، وقد أخبرنا رسول الله[ أن المتكبر لا يدخل الجنة فقال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» (رواه مسلم وأبو داود والترمذي)، وقد أمرنا الله عز وجل بالتواضع كما في سورة لقمان، حيث ذكر القرآن على لسان لقمان عليه السلام ناصحاً ابنه والبشر أجمعين قائلاً: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحًا إن الله لا يحب كل مختال فخور} (لقمان: 18)، كما يحثنا رسول الله[ على التواضع فيقول[: «إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ» (رواه مسلم)، ويقول أيضاً «ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ» (رواه مسلم).وفي الشعر الإسلامي درر من الحكم تدعو إلى التواضع والابتعاد عن التكبر، فمنها ما قاله الإمام الشافعي:التكبر من الصفات الذميمة التي أمرنا الله عز وجل ألا نتخلق بها
والتواضع من الصفات الحميدة التي أمرنا الله أن نتخلق بها.
والتكبر هو أن يستعلي الإنسان على الآخرين بما أعطاه الله من نعم على خلقه، فهناك من يتكبر لسلطانه أو ماله أو علمه أو قوته البدنية أو غير ذلك، والتواضع عكس التكبر؛ حيث إن المتواضع لا يستعلي على خلق الله، ويعلم أن ما به من نِعم فإنما هي نِعم أنعم الله عليه بها.وهذه المقالة هي محاولة لإلقاء الضوء على التكبر والتواضع، ونبذ صفة التكبر والتحلي بالتواضع، وأبدأ بتوضيح النهي عن التكبر والأمر بالتحلي بالتواضع في ديننا الحنيف، ثم محاولات لفهم أن التواضع واجب على الإنسان من وجهة نظر علمية، وأتطرق إلى جزاء المتكبرين، وأمثلة للمتكبرين والمتواضعين.
تَوَاضَعْ تَكُنْ كالنَّجْمِ لاح لِنَاظـِـــر
على صفحـات المــاء وَهْوَ رَفِيــعُ
لا تَكُ كالدُّخَانِ يَعْلُـــو بَنَفْسـِـــهِ
على طبقــات الجـوِّ وَهْوَ وَضِيــعُ
ويقول الشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي
:ليس التطاول رافعا من جاهل
وكذا التواضع لا يضرّ بعاقل
ويقول الشاعر الكريز:
ولا تمش في الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قوم هم منك أرفع
وفي محاولة لفهم لماذا نتواضع ننظر بنظرة علمية على خلق الإنسان وتكوينه وهل من حقه أن يتكبر أم يتواضع؟سوف نجد السطور التالية تجيبنا بكل وضوح أن التواضع هو السلوك الواجب والمفترض، وأن الكبر سلوك لا يجوز.مر أحد المتكبرين على مالك بن دينار، وكان هذا المتكبر يتبختر في مشيته، فقال له مالك: أما علمت أنها مشية يكرهها الله إلا بين الصفين؟ فقال المتكبر: أما تعرفني؟ قال مالك: بلى، أوّلك نطفة مذرة، وآخرك جيفة قذرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة، فانكسر وقال: الآن عرفتني حق المعرفة. هذه المقولة مقولة فصيحة تبين أن الإنسان يخلق من اتحاد نطفتين من الذكر والأنثى، وهما توجدان بماء الرجل والمرأة، وهذا الماء يوجب الغسل والطهارة وتشمئز منه الأنفس، وفي نهاية رحلة الحياة يكون الموت، ويكون الرداء لأي إنسان غني أو فقير، عظيم أو حقير، هو الكفن، والسكن بعد الموت يكون في القبر، والدفن في التراب، ثم تتحلل الجثة بفعل الميكروبات والديدان في التربة وتصبح جيفة قذرة، فهل من له مثل هذه البداية والنهاية في رحلة حياته أن يتكبر.أما في أثناء رحلة الحياة فالإنسان يحمل بين جنبيه العذرة، أي البراز الذي تشمئز منه الأنفس وتكره منظره ورائحته، بل يحبس الإنسان داخل جسمه الريح ذا الرائحة الكريهة، ويتمخط أي إنسان من أنفه مخاطا تعافه النفس وتكره منظره، فهل لمن يحمل في جسمه ويخرج هذه الأشياء أن يتكبر؟عمر الإنسان على الأرض سنون معدودة، مهما طال به العمر، فلابد من الموت، عمر الأرض ملايين السنين، وعمر الإنسان محدود، فحتى لو بلغ ألف عام أو أكثر فسوف يموت الإنسان.الإنسان يموت منه ملايين الخلايا كل يوم وتنشأ خلايا جديدة، وتتجدد الأنسجة تلقائياً (فيما عدا خلايا الجهاز العصبي)، أي أن الإنسان يموت جزء منه وتولد فيه الخلايا يوميا {يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون} (الروم: 19)، بل إن أي إنسان يمكن أن يتعرض لحادث فيبتر جزء من ذراعه أو ساقه، أو غير ذلك من أعضاء الجسم، فيدفن هذا الجزء من الجسم وصاحب الجسم حي يرزق، فهل لكائن تموت خلاياه وتولد فيه خلايا أخرى وتدفن أجزاء منه وهو حي أن يتكبر؟أي إنسان يتعرض للمرض بسب ميكروبات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وتسبب أمراضا متفاوتة الشدة والخطورة، وبعضها قد يسبب عاهات، أو يسبب الوفيات، كما قد يمرض الإنسان أمراضاً عضوية أخرى، فالإنسان مخلوق ضعيف {... وخلق الإنسان ضعيفاً} (سورة النساء: 28) فهل يوجد إنسان لا يمرض؟في بداية رحلة الإنسان في الدنيا يكون ضعيفاً، ففي البداية يكون من اتحاد النطفتين المذكرة والمؤنثة في رحم الأم، ثم ينمو ويكون مضغة ثم علقة ثم يتكون الجنين، ويخرج من بطن الأم ضعيفاً لا حول له ولا قوة، ترضعه الأم لمدة عامين، ثم ينمو ويكبر حتى يبغ أشده ومن يعمر في الأرض تتدهور صحته ويصل لمرحلة الشيخوخة ويصير ضعيفاً ويحتاج إلى الرعاية مثل الطفل الصغير: {وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ} (يس: 68). فهل لمن هو ضعيف في أول حياته وآخرها أن يتكبر؟
تعليق