الإمام علي ( عليه السلام ) في رأي عمر بن الخطاب
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .
8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
يتبع
1 - عمر يعترف : علي هو الولي وأخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أخرج الحافظ العلاّمة جمال الدين الموصلي الحنفي المشهور بابن حسنويه ـ 680 هـ ـ بسنده عن أنس بن مالك ، قال : لمّا كان يوم المؤاخاة ، وآخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وعلي ( عليه السلام ) واقف يراه ويعلم مكانه ، لم يؤاخِ بينه وبين أحد ، فانصرف علي ( عليه السلام ) باكي العين .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( يا بلال ، اذهب فائتني به . فمضى بلال وأتى علياً ، وقد دخل منزله فرأته فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : ما يبكيك لا أبكى الله عينيك ؟ قال ( عليه السلام ) : يا فاطمة ، آخى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف يراني ويعلم مكاني ، لم يؤاخِ بيني وبين أحد . قالت ( عليها السلام ) : لا يحزنك ، لعلّك إنّما أخّرك لنفسه ، فطرق بلال الباب وقال : يا علي ، أجب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأتى علي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما يبكيك ، يا أمير المؤمنين ؟ فقال علي ( عليه السلام ) : آخيت بين المهاجرين والأنصار ، وأنا واقف تعرف مكاني لم تؤاخِ بيني وبين أحد ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي ، إنّما أخّرتك لنفسي كما أمرني ربّي ، قم ، يا أبا الحسن ، فأخذ بيده ورقى المنبر وقال : اللهم إنّ هذا مني وأنا منه ، أَلا إنّه بمنزلة هارون من موسى ، أيّها الناس ، أَلست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى . قال ( صلى الله عليه وآله ) : مَن كنت مولاه فعلي مولاه ، ومَن كنت وليه فعلي وليه ، اللهم ، إنّي
قد بلّغت ما أمرتني به ) ، ثمّ نزل ، وقد سُرّ علي ( عليه السلام ) ، فجعل الناس يبايعونه ، وعمر بن الخطاب يقول : بخ بخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، امرأة مَن يعاديك طالق طلقةً (1) . ..
أقول : هلاّ أخرج عمر رأسه من تحت الثرى ، ورأى أنواع العداء والبغضاء والتنكيل ، التي حيكت على الإمام علي ( عليه السلام ) ، منذ وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى شهادته ، وبعد شهادته إلى يومنا هذا ، حيث مرّ على ذلك ألف وأربعمِئة عام من الزمن ، وكلّما سبر عليه الدهر ازداد وضوحاً ، ثمّ يجيب عن هذه التساؤلات : مَن هو المسبّب الأوّل الذي قام بهذه الأعمال الشنيعة بحق علي ( عليه السلام ) ؟ مَن هو أوّل مَن أنكر مولوية الإمام علي ( عليه السلام ) وأولويته ، وتعدى على حدود المولوية العلوية ، حتى أن صيّر علياً ( عليه السلام ) جليس الدار فترة تربو على خمس وعشرين سنة ؟
2 - عمر يعترف : خلق الله ملائكةً من نور وجه علي (عليه السلام ) .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي بسنده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّ الله تعالى خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكةً يسبّحون الله ، ويقدّسون الله ، ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي وُلده ) (2) .
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) إحقاق الحق 6 : 468 نقلاً عن ابن حسنويه في در بحر المناقب : 43 ، أرجح المطالب : 425 ، الرياض النضرة 3 : 126.
( 2 ) مقتل الحسين ( عليه السلام ) : 97، المناقب للخوارزمي : 329 فصل ( 19 ) ح 348 ولكنّه أسقط من الحديث جملة : يسبّحون ويقدّسون . ..
3 - عمر يعترف : علي أخو النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
روى محدّث أهل السُنة الإمام أحمد بن حنبل ، بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إنّ النبي آخى بين الناس وترك علياً ، حتى بقي آخرهم لا يرى له أخاً ، فقال ( عليه السلام ) : ( آخيت بين الناس وتركتني ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ولِمَ تراني تركتك ؟ إنّي تركتك لنفسي ، أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك ـ ناقشك ـ أحد فقل : أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، لا يدّعيها بعدي إلاّ كذّاب ) (1) .
4 - عمر يعترف : علي وآله في ظل العرش الإلهي .
روى العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( إنّ علياً وفاطمة والحسن والحسين في حظيرة القدس ، في قبة بيضاء ، سقفها عرش الرحمن عزّ وجلّ ) (2) .
5 - عمر يعترف : لعلي خصال انفرد بها .
روى العلاّمة الحافظ المتقي الهندي ، بسنده عن الخليفة العباسي المأمون عن
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) فضائل الصحابة 2 : 617 ح 1055 ، الرياض النضرة 3 : 125 ، المناقب لأحمد بن حنبل : 120 ح 177.
أقول : ومَن يراجع التاريخ ، يلاحظ بأنّ عمر بن الخطاب هو أَوّل مَن أنكر أخوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) ؛ وذلك عندما أراد القوم أخذ البيعة زوراً وقهراً من علي ( عليه السلام ) . راجع الإمامة والسياسة : 19 - 22 ( المعرّب )
( 2 ) المناقب للخوارزمي : 302 فصل ( 19 ) ح 298 ، فرائد السمطين 1 : 49 ح 14 ، وفيه : أنا وعلي وفاطمة . . . ، كنز العمال 12 : 100 ح 34177 ، تاريخ مدينة دمشق 13 : 229 ، خرّجه عن الدار قطني ، مناقب سيدنا علي : 20 ح 65 ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد 5 : 92 ، القول الفصل : 29 عن ابن عساكر والدار قطني والطبراني ، أهل البيت لتوفيق أبو علم : 125 ح 8، أرجع المطالب : 311 .
الرشيد ، حدثني المهدي ، حدثني المنصور ، حدثني أبي ، حدثني عبد الله بن عباس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقد رأيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه خصالاً ، لأن تكون لي واحدة منهنّ في آل الخطاب ، أحب إلي ممّا طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا : أردنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : ( يخرج إليكم ، فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فسرنا إليه فاتكأ على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ثمّ ضرب بيده منكبه ثمّ قال : إنّك مخاصَم تخاصم ، أنت أوّل المؤمنين إيماناً ، وأعلمهم بأيام الله ، وأوفاهم بعهده ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية ، وأعظمهم رزيةً ، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني ، والمتقدّم إلى كل شديدة وكريهة ، ولن ترجع بعدي كافراً ، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد ، وتذود عن حوضي ) (1) .
ورواه غير واحد من أعلام الحديث والتاريخ ، كالإسكافي (2) وابن عساكر ، (3) وابن أبي الحديد (4) ، والسيوطي (5) ، وزادوا : أبشر ـ يا علي بن أبي طالب ـ إنّك مخاصم ، وإنك تخصم الناس بسبع لا يجاريك أحد في واحدة منهنّ .
وزاد خطيب خوارزم (6) ومحب الدين الطبري (7) ما لفظه : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) .
ــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) كنز العمال 13 : 117 ح 36378.
( 2 ) نقض العثمانية : 292.
( 3 ) تاريخ مدينة دمشق 42 : 58 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام) .
( 4 ) شرح نهج البلاغة 13 : 230 أخرجه عن نقض العثمانية .
( 5 ) اللآلئ المصنوعة 1 : 323 .
( 6 ) المناقب للخوارزمي : 54 فصل ( 4 ) ح 19 .
( 7 ) الرياض النضرة 3 : 109 و 118 وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة .
وزاد الأمر تسري (1) ما لفظه : ( يا علي ، مَن أحبك فقد أحبني ، ومَن أحبني فقد أحب الله ، ومَن أحب الله تعالى أدخله الجنة ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن أبغضني فقد أبغضه الله تعالى وأدخله النار ) .
6 - عمر يعترف بحديث المنزلة .
أخرج الحفّاظ والمؤرّخون منهم العلاّمة الخطيب البغدادي ، بسندهم عن سويد بن غفلة ، عن عمر بن الخطاب : أنّه رأى رجلاً يسب علياً ( عليه السلام ) فقال عمر : إنّي أظنّك منافقاً ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( إنّما علي مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ) (2) .
7 - عمر يؤذي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وعلي ( عليه السلام ) .
روى العلاّمة الشيخ بهاء الدين أبو القاسم القفطي الشافعي ، بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال عمر بن الخطاب : كنت أجفو علياً ( عليه السلام) ، فلقيني النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : ( آذيتني يا عمر ! فقلت : بأي شيء ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : تجفو علياً ! من آذى علياً فقد آذاني ) .
ــــــــــــــــــــــ
( 1 ) أرجح المطالب : 518.
( 2 ) تاريخ بغداد 7 : 453 ، الرياض النضرة 3 : 118 ، وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة ، تاريخ مدينة دمشق 42 : 166 ـ 167 ترجمة الإمام علي بثلاث طرق ، الكامل في الجرح والتعديل 1 : 301 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 : 60 رواه عن عمر ، وتابعه عن ثلاثة عشر طريقاً آخر ، كنز العمال 11 : 607 ح 32934 ، فرائد السمطين 1 : 360 ـ 361 أخرجه بثلاث طرق عن عمر بن الخطاب ، إحقاق الحق 16 : 24 أخرجه عن مفتاح النجاة للبدخشي ـ 1126 هـ ـ ومناقب العشرة للاسكواري النقشبندي ، الروض الأزهر : 98.
فقلت : والله لا أجفو علياً أبداً (1) .
نعم ، فإنّ إحراق باب دار علي من قِبل الخليفة عمر ، الذي عاهد النبي وحلف قسماً بالله عزّ وجل ، وأعطى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عهداً بأن لا يجفو علياً أبداً ، ليس من الجفاء ! وإن كان عمر قد أشعله ! إلاّ أنّه لم يحرق علياً نفسه ، وذلك وفاءً لعهده ويمينه بأن لا يجفو علياً !! (2) .
8 - عمر يعترف : حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار .
أخرج العلاّمة المحدّث ابن شيرويه الديلمي الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( حب علي ( عليه السلام ) براءة من النار ) (3) .
9 - عمر يعترف : كلّ الأنساب مقطوعة في القيامة إلاّ نسب علي ( عليه السلام ) .
روى أهل الحديث والسير وأرباب الصحاح والسُنن ، بإسنادهم عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( كلّ سبب ونسب يوم القيامة منقطع إلاّ سببي ونسبي ) (4) .
ـــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) الأنباء المستطابة : 64 ، التدوين في أخبار قزوين للرافعي القزويني 3 : 390 ، ملحقات إحقاق الحق 16 : 592 و 21 : 542.
أقول : طبقاً لهذه الرواية فإنّ أذى علي أذى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجفاءه جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) . وقال الألباني في معنى الجفاء : إنّ جفاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) من الذنوب الكبائر إن لم يكن كفراً . الأحاديث الضعيفة 1 : 61. ( المعرّب ) .
( 2 ) راجع مصادر هذا الأمر في ص 41 - 42 .
( 3 ) فردوس الأخبار 2 : 142 ح 2723 ، كنز الحقائق للمناوي : 67 ، مودة القربى : 180 ، إحقاق الحق 7 : 148 أخرجه عن نُزل السائرين للتفريشي .
( 4 ) فضائل الصحابة 2 : 625 ح 1069 - 1070 ، مناقب أمير المؤمنين لأحمد بن حنبل : 129 ح 191 و 192، المعجم الكبير 3 : 37 ح 2634، المصنّف للصنعاني 6 : 163 ح 10354 ،
ومن الواضح أنّ دوام سبب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعدم انقطاع نسبه إلى هذا الزمان ـ بل إلى يوم القيامة ـ حيث يمر على ذلك أربع عشرة قرناً ونيف ، إنّما يكون بفضل مصاهرة الإمام علي ( عليه السلام ) إيّاه ، وتزوّجه بفاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) لا غير ، بينما نرى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد تزوج عِدة نساء ، ورُزق من بعضهنّ بنين وبنات ـ في حين بعض زوجاته كنّ عقيمات ـ إلاّ أنّه لم يبقَ له منهنّ ولد ، وانقطع نسب النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن طريقهم ، إلاّ عن طريق ابنته فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وصهره علي ( عليه السلام ) ؛ حيث إنّ الله عزّ وجل رزقه عن طريقها أولاداً وبناتاً وأحفاداً ، يُعدّون اليوم بالملايين ، ومنهم الأئمة الأحد عشر من وُلديهما ( عليهم السلام ) .
10 - عمر يعترف : علي ( عليه السلام ) قاتل مرحب وفاتح خيبر .
أخرج العلاّمة الخطيب الخوارزمي وغيره من المحدّثين والمؤرّخين ، بسندهم عن عمر بن الخطاب ، قال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم خيبر : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً ، يحب اللهَ ورسوله ، ويحبه اللهُ ورسوله ، كرّاراً غير فرّار ، يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره ، فبات المسلمون كلهم يستشرفون لذلك ، فلمّا أصبح قال ( صلى الله عليه وآله ) : أين علي بن أبي طالب ؟
ــــــــــــــــــــ
تاريخ أصفهان 1 : 199 ، ذخائر العقبى : 168 رواه عن مناقب أحمد ، تاريخ بغداد 6 : 182 رواه محرّفاً ومزوّراً ، حلية الأولياء 26 : 34، و 7 : 314 ، المستدرك على الصحيحين 3 : 142، الطبقات الكبرى 8 : 463 ترجمة أمّ كلثوم ، فيض القدير 5 : 20 شرح ح 6309 ، المناقب لابن المغازلي : 108 رواه بثلاث طرق ح 150 - 152 - 153 ، الجامع الصغير 2 : 280 ح 6309 وص 288 ح 6361 ، السُنن الكبرى 7 : 63 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة . . . ، تاريخ اليعقوبي 2 : 49 ، السراج المنير شرح الجامع الصغير للعزيزي 3 : 89 ، شرح نهج البلاغة 12 : 106 ، تذكرة الحفّاظ 3 : 910 ترجمة أبي إسحاق بن حمزة رقم 873 ، إزالة الخفاء 2 : 68 ، مجمع الزوائد 4 : 271 - و 9 : 173 ، تلخيص المستدرك 3 : 142.
قالوا : أَرمد العين ، قال ( صلى الله عليه وآله ) : آتوني به . فلمّا أتاه ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ادن مني ) ، فدنا منه ، فتفل في عينيه ومسحهما بيده ، فقام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بين يديه ، وكأنّه لم يرمد وأعطاه الراية ، فقتل مرحب وأخذ مدينة خيبر (1) .
11 - عمر يعترف : لو أحب الناس علياً ( عليه السلام ) لَما خلق الله النار .
أخرج العلاّمة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني ، بسنده عن عمر بن الخطاب ، قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لَما خلق الله النار ) (2) .
12 - عمر يعترف : إيمان علي ( عليه السلام ) أرجح من السماوات والأرض .
أخرج العلاّمة الحافظ ابن عساكر الدمشقي عن طريقين ، وروى غيره بطرق
ــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) المناقب للخوارزمي : 170 فصل ( 16 ) ح 203 ، كنز العمال 13 : 123 ح 36393 أخرجه عن الدار قطني والخطيب البغدادي وابن عساكر ، وفي ص 116 ح 36377 خرّجه مختصراً عن تاريخ إصبهان لابن مندة ، بريقة المحمودية لأبي سعيد الخادمي 1 : 311.
أقول : وقد ورد حديث الراية في خيبر ، ودور الإمام علي ( عليه السلام ) في قتل مرحب زعيم اليهود ، وفتح قلاع خيبر ، في كثير من المصادر الحديثية والتاريخية المعتبرة عند الفريقين السُنة والشيعة ، بأسانيد مختلفة ومتون متواترة .
وقد خصّ العلاّمة مير حامد حسين ، أحد أجزاء كتابه عبقات الأنوار - الجزء التاسع - للبحث والتحقيق في هذا الحديث ، وأثبت أسانيده ودلالته على خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وجمع في كتابه ما بلغه من الحديث المستخرج في مجاميع أهل السنة فيما يمت بهذه الواقعة التاريخية .
وكذلك جمع العلاّمة المحقّق القاضي التستري في موسوعته إحقاق الحق وملحقاته طرق هذا الحديث ، فعدّدها فكانت العشرات من الصحابة وأكثر من مِئة مصدر حديثي وتاريخي . فليراجعهما من أراد الإيقان .
( 2 ) ينابيع المودة : 251، الكوكب الدري للكشفي الترمذي : 122.
مختلفة : أتى عمر بن الخطاب ـ في عهده ـ رجلان سألاه عن طلاق الأَمَة ـ كم عدده للبينونة ـ ؟ فقام معهما فمشى حتى أتى حلقةً في المسجد فيها رجل أصلع ، فقال عمر : أيّها الأصلع ما ترى في طلاق الأَمَة ، فرفع رأسه إليه ثمّ أومأ إليه بالسبابة والوسطى ، فقال له عمر : تطليقان ، فقال أحدهما : سبحان الله ، جئناك وأنت أمير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته ، فرضيت منه أن أومأ إليك !! فقال لهما عمر : ما تدريان مَن هذا ؟ قالا : لا ، قال عمر : هذا علي بن أبي طالب ، أشهد على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لسمعته وهو يقول : ( لو أنّ السموات السبع والأرضين السبع وضعنَ في كفة ميزان ، ووضع إيمان علي في كفة ميزان ، لرجح إيمان علي ( عليه السلام ) ) (1) .
وقد أسقط بعض المحدّثين وحفّاظ أهل السنة ، الحوار الذي دار بين عمر وبين الأعرابيين ، وجواب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، واكتفى برواية حديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن عمر بن الخطاب : لو أنّ السماوات. .. (2) .
ــــــــــــــــــــ
( 1 ) تاريخ مدينة دمشق : 42 : 340 ـ 341 ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) ، المناقب للخوارزمي : 130 - 131 ح 145 ـ 146 عن ابن السمان والدار قطني ، المناقب لابن المغازلي : 289 ح 330 ، كفاية الطالب : 258 باب ( 62 ) نقله عن الدار قطني ، ينابيع المودة : 254 باب ( 56 ) ، سعد الشموس والأقمار : 211، شرح وصايا أبي حنيفة لأبي سعيد الخادمي : 177 ، أرجح المطالب : 476 أخرجه ، عن ابن السمان والسلفي والفضائلي والديلمي والخوارزمي ، جامع الأحاديث لعباس أحمد صقر ، وأحمد عبد الجواد 5 : 411 .
( 2 ) الفردوس الأعلى : 3 : 363 ح 51 ، شرح نهج البلاغة 12 : 259 ، ميزان الاعتدال 3 : 494 ترجمة محمد بن تسنيم الورّاق رقم 7288 رواه عن الدار قطني ، ذخائر العقبى : 100 .
يتبع
تعليق