حوار مع استاذ ملحد
معسكر غريب عن طبائع البشر فيه جموع كثيرة من المشاغبين الذين يتلاعبون بالكلمات السطحية الساذجة يتصورونها علماً وفلسفة ويزعمون إنها الحقيقة الواقعية المنظورة وغيرها وهم وسراب كان لنا جولة ميدانية في قلب هذا المعسكر سمعت خلالها اصواتاً انقل لكم بعضها { الله خرافة } هكذا قالها
ا أستاذ ملحد { والكون موجود أزلي– لم يخلقه شيء بل هو قائم
بذاته– الانسان هو الذي اوجد الاله من وحي خياله وليس العكس }
{ وكل فكر أو تفكير خارج الانسان لا أساس له ولا فائدة له ولا حقيقة له
}
فيلسوف مؤمن:- طرح نفسه ممثلاً عن الديانات والرسل أردف قائلاً وما هو الدين والمتدينين
أستاذ ملحد:- الدين خداع وضلال هو تسلية أو غلطة جميلة ملائمة
لنوازع النفس { يستمد أصوله من شعور الإنسان بالعجز إمام قوى الطبيعة}
{ والمتدينون أشبه بقطار من الكلاب يمسك كل احد ذيل سابقه} { العابدون كمن يكتبون صكوكاً ضخمة على رصيد غير موجود} { هم ذباب واقع على طعام فاسد في مزبلة
فيلسوف مؤمن:- هل بقي في جعبتك شيء؟
أستاذ ملحد:- اجل { الأنبياء مجموعة من الكذابين فقد لبث النوع البشري في أغلال حفنة من الأنذال فرضوا عليه إحكام المتاعب} { لقد أضلوا السذج من الناس بكلمات براقة وعبارات ساحرة بددوا بسببها حياتهم وأموالهم وسعادتهم حتى راحوا من مضحكاتهم يقدمون الطعام للأموات}
دعونا نتمتع بمباهج الحياة ولذاتها ونتخلص من القيود ليست هناك حياة أخرى إنها أباطيل.. اطردوا هذه الأوهام من عقولهم فلا خالق ولا روح ولا حلال ولا حرام ولا جنة ولا نار !!
فيلسوف مؤمن:- ما هو دليلك ؟
أستاذ ملحد:- لقد عاش الناس قروناً طويلة يعبدون الشمس والقمر والنجوم والأنهار والسماء والنار نظمت خلالها طقوس وقرابين لكل اله تبين ألآن إن عبادتهم كانت سراباً وان حياتهم انقضت خرابا
فيلسوف مؤمن:- دع عنك كلمات السخرية والتكبر ولا تغلق منافذ العقل والمنطق وسبل الحوار المنهجي الهادي الرصين المتسلسل منَْ خلقنا؟
أستاذ ملحد:- { هذه الكائنات هي قوام العالم بكل ما فيه ليس ورائها شيء وليس فوقها شيء هي الحقيقة التي لا حقيقة بعدها}(1) إنا انفي كل معتقد يتجاوز الطبيعة والمادة والأشياء المحسوسة
فيلسوف مؤمن:- هل أن هذه الكائنات خلقت نفسها؟
أستاذ ملحد- أنا شخصياً خلقاني أبي وأمي!
فيلسوف مؤمن:- فهل يستطيعان أن يحافظا عليك من المرض والموت فاني أرى صانع السيارة يستطيع اعمارها بسهولة
أستاذ ملحد:- انتم معاشر الروحانيون تحبون الكلام الكثير وتفرعاته المملة دعني أقول لك أن عملية خلق مادة حية ليس شيئاً مستحيلاً وبأمكاني أن افعل... { جاء بقطعة من اللحم ثم وضعها في زجاجة احكم غلقها مدة ثلاثة أيام فخرجت من ثناياها ديدان حية تسعى} فانبرى ضاحكاً فرحاً مزهواً هذا ما خلقت فلا تطل الكلام ارجوك
فيلسوف مؤمن:- أيها المخادع تزعم انك خلقت هذه الديدان فأعلمني من هو الذكر فيها ومن هي الأنثى... ما هو وزن العظام وما هو وزن اللحم والدم انك لا تعرف ذلك لأنك لست الخالق الحقيقي لها
أستاذ ملحد:- أيها السيد لا تدخلني في تفرعات كلامية لا مبرر لها. إنني لا احكم الا فيما أشاهد وقد شاهدت إن الأشياء أزلية لا بداية لها ولا نهاية
فيلسوف مؤمن:- هل شاهدت البداية أم شاهدت النهاية حتى حكمت إن لابداية للأشياء وليست لها نهاية. هل أنت شخصياً لا بداية لك { لأنك لم تشاهد البداية } ولا نهاية لك { لأنك لن تشاهد نهايتك}
أستاذ ملحد:- لا تدخلني في علوم الكلام والفلسفة الكلامية
فيلسوف مؤمن:- حسناً اكرر عليك السؤال من خلق ابنك هذا الطفل الجميل؟
أستاذ ملحد:- إنا وزوجي !
فيلسوف مؤمن:- اخبرني عن هذا الماء النتن الذي قذفته في أحشاء زوجك كيف تحول إلى طفل جميل داخل بطنها دون تدخل منك. فلو اتبعنا المنطق السطحي الساذج الذي تسلكه فان أولى مكان لهذا الماء ذو الرائحة الكريهة المقززة هو الحمام كيف تحول الماء إلى وليد – مَنْ علم كتلة الخلايا في الجنين لتظهر إنسانا له يدان ورجلان ولحم وعظم – شرايين وأوردة – مخ ومخيخ – عينان وأذنان – انف ومعدة – قلب وأمعاء ورئتان – مَنْ ارشد هذه الجوارح ومنح لكل منها وظيفته أليس في الأمر لغزاً وسراً لانعرفه
أستاذ ملحد:- وماذا تقصد؟
فيلسوف مؤمن:- سأشرح لك ذلك. عندما مات احد أقربائك قبل فترة وكنت واقفاً تنظر إليه يحيط بك جمهرة من الأطباء يحاولون إبقائه حياً ولكنه تحول إلى جثة هامدة هل رايته فقد شيئاً. وبعبارة ثانية – هناك شيء ما غير مرئي يسكن الكائن الحي هو سر حياته إذا فقد مات الكائن الحي
أستاذ ملحد:- وما علاقة هذا بذاك – ما الرابط بين خلق الطفل وموت احد اقرابائي
فيلسوف مؤمن:- الروح هي الرابط طفلك الجميل خلق بروح وقريبك الذي مات فقد الروح. نحن مضطرون لان نقر ونعترف بوجودها لأننا نرى آثارها – حين توجد {حركة القلب مثلاً} ونفتقدها حين تذهب {توقف القلب مثلاً} إن الروح تبعث الحياة في الكائن الحي
أستاذ ملحد:- وماذا بعد هذا؟
فيلسوف مؤمن:- هذا دليل على وجود الخالق ( الحاضر الغائب ) {لأنك إذا نظرت إلى دار مشيدة علمت إن لها بانياً ومالكاً وكذلك الإنسان والكون} {فإذا كان العقل الالكتروني يحتاج إلى المصمم أفلا يحتاج ذلك الجهاز الفسيولوجي الكيميائي البيولوجي الذي هو جسمي إلى مبدع يبدعه وخالق يخلقه}(1) فلابد من وجود الخالق الصانع المبدع
أستاذ ملحد:- هذه مجرد استنتاجات.
فليسوف مؤمن:- لاشك في ذلك. إن خلق الإنسان من تدبير قوة روحانية عظيمة الاقتدار لاتنفذ إليها مداركنا أعطت كل هذه التفاصيل للإنسان وهو في بطن امه
أستاذ ملحد:- ولماذا تقول روحانية؟
فيلسوف مؤمن:- هل استطاع احد منا إن يخلق نفسه {فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن إن يخلق نفسه فلابد إن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي أعظم وأرقى واجل وأسمى}(2) وهو القوة الروحانية المجهولة
أستاذ ملحد:- فالخالق بالنسبة لك هو نتيجة منطقية أو هو فرض علم
فيلسوف مؤمن:- لابد من الوصول إلى الخالق عن طريق النتيجة المنطقية لان { الكون سلسلة من الأشياء يتعلق بعضها ببعض تعلق العلة بالمعلول حتى يقف عند علة اولى لان العقل لا يقبل التسلسل إلى غير النهاية ولو لاحظنا هذا التوافق فان هذا وذاك يؤكد وجود مخترع موجه ذكي}(3) هو علة العالم الأولية ولكن الخالق ليس هو النتيجة المنطقية
أستاذ ملحد:- لقد بقيت البشرية طيلة القرون الأولى والقرون الوسطى أسيرة لهذه القوانين المنطقية التي لم تحقق فائدة للبشرية حتى جاء عصر التجربة العلمية فهي البرهان والمقياس – إن المخترع الذكي الذي تزعم وجوده لم تثبتهُ التجربة العلمية التي اكتشفت معظم القوانين الطبيعية
فيلسوف مؤمن:- إن للتجربة العلمية فضل كثير على البشرية حيث حققت لها قفزات هائلة في جميع الميادين ولكنها تكتشف القوانين العلمية ولم تخلقها. إسحاق نيوتن مثلاً اكتشف الجاذبية هذا لايعني انه أخترع الجاذبية رذر فورد اكتشف اجزاء الذرة هذا لا يعني انه صنع الذرات نحن نبحث عن العلة الاولى الاعمق التي خلقت القانون العلمي – التجربة تكشف ظواهر الاشياء ولا تكشف علتها وجوهرها – نحن نبحث عن صانع القانون العلمي – العلة الاولى العليا لجميع القوانين وبهذا نحن مضطرون للعودة الى التفكير العقلي المنطقي وهو يمثل منطق علمي
استاذ ملحد(1):- { أمن العلم ان تؤمن بالله وهذه العقيدة فكرة غيبية غير خاضعة لمختبر العلم
فيلسوف مؤمن:- انظر الى هذه المكتبة بكتبها الملايين اليس لكل كتاب مؤلف؟
استاذ ملحد:- نعم
فيلسوف مؤمن:- فاذا دخل طفل الى المكتبة فهل يدرك مافي هذه الكتب من العلوم والمعارف؟
استاذ ملحد:- كلا
فيلسوف مؤمن:- فهل يعرف مؤلفيها؟
استاذ ملحد:- كلا
فيلسوف مؤمن:- فهل عدم ادارك الطفل للكتب ومؤلفيها يقوم دليلاً علمياً على عدم وجودها
استاذ ملحد:- لا
فيلسوف مؤمن:- فكذلك الكون بما فيه من صور ومشاهد وقوانين فان عدم ادراك العقول السطحية الساذجة الجاهلة التي لا تتأمل خالقه لا يقوم دليلاً علمياً على نفي وجوده} اسئلة كثيرة يطرحها هذا الكون الفسيح فهو آية في الجمال والنظام – من صنعه من سيره على هذا الشكل المنظم المتناسق المتوافق- الليل والنهار – الشمس والقمر – موافقة لوجود الانسان وكذلك الزمان والمكان – الحيوان والنبات والجماد – الامطار والانهار والبحار والنار والهواء – توافق في اعضاء الانسان لكيانه ووجوده وكذلك اعضاء الحيوان ولاعطيك مجرد فكرة, ملح الطعام الذي تستحيل الحياة بدونه فهو يتكون من اخطر عنصرين هما الصوديوم الذي يدخل في تركيب المتفجرات والكلور الغاز الخانق القاتل- من احدث هذا التآلف على مدى الازمان الغابرة ايكون من صنع الطبيعة العمياء الصماء – ان التفسير الحقيقي لهذا الخلق والتوافق والنظام والحياة والروح هو وجود قوة خارقة جبارة سيرت الكون على النحو الذي نراه
استاذ ملحد:- دعني اقول لك بلا تردد وبصراحة { انا لا أؤمن الا بما ادركه بالعين أو السمع أو الشم أو الذوق أو اللمس
فيلسوف مؤمن:- ان الحواس الخمس لا تنفع بغير العقل)
استاذ ملحد:- لاتناور بالكلمات ( هل رأيت ربك؟
فيلسوف مؤمن:- افأعبد ما لا ارى!
استاذ ملحد :- وكيف تراه
فيلسوف مؤمن:- لاتراه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه العقول بحقائق الايمان قريب من الاشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين)
استاذ ملحد:- لا تحاول التاثير النفسي أو العقلي على افكاري فلا زلت اعتقد ان الله وهم صنعته جماعات من محترفي النصب والاحتيال في كل زمان ومكان لم نرى الله بعين المجهر ولا عدسة التلسكوب وان الايمان الذي سكن في قلوب الناس عن هذا الاله قد يكون وهم وضلال فهذه المراصد اخترقت اعماق الكون فلم تجد له اثراً يذكر فكيف نؤمن به؟
فيلسوف مؤمن:- هناك أشياء كثيرة نؤمن بوجودها رغم إننا لم نراها ولنأخذ بعض الأمثلة ( الذرة – المغناطيسية – الهواء – أجزاء الكون البعيدة) إن عدم رؤية هذه الأشياء ليس دليلاً على عدم وجودها فانك لا ترى أحشاء جسمك فهل هي غير موجودة فالإحساس العقلي بآثارها هو دليل وجودها وكذلك الله .
استاذ ملحد:- هذا غير كاف فالعقل لايطيق الايمان والعبادة لاله لم يره.
فيلسوف مؤمن:- اذا اردت ان ترى الله حدق عشرة دقائق في الشمس منتصف النهار .
استاذ ملحد:- اتريد ان تعمي عيني!
فيلسوف مؤمن:- اذا كنت لاتنظر الى الشمس مخافة العمى فكيف تنظر الى نور الله الذي خلق الشمس وملايين من الشموس مثلها – انت غير قادر على رؤية الوجود فكيف ترى صانع الوجود.
استاذ ملحد:- ان الاله الذي تزعم قادر على ان يكيف ذاته بما يجعلنا نراه بصورة ما حتى نعبده على يقين.
فيلسوف مؤمن:- لو راى الانسان الله عياناً وعلى طول الدهر فكيف يكون سلوك هذا الانسان ستكون حياته اشبه بآلة منفذة مرعوبة لاتلتذ بعيش ولاتستطيع مواصلة الحياة ان رؤية الله بالعين غير ممكنة وان حصلت بصورة ما ستصاب الحياة بالشلل التام.
استاذ ملحد:- فلينزل علينا ملكاً من الملائكة كما تدعون يكلمنا ونكلمه لتطمئن قلوبنا ونفوسنا .
فيلسوف مؤمن:- لو انزل الله ملكاً لتعاينوه لن تتمكنوا من رؤية هذا الجسم النواراني العظيم وسيهرب منه الناس مرعوبين فلابد ان يكون ناقل الرسالة من جنس المرسل اليهم حتى يفهم عنه ما يقول.
استاذ ملحد:- فليكن الملك بصورة أو هيئة مقبولة للمشاهدة حتى يتمكن من مخاطبة الناس والتفاهم معهم.
فيلسوف مؤمن:- لو تحقق ذلك لكن على صورة رجل ويشتبه الامر على الناس ويقولون للملك لست ملكاً وانما انت رجل ساحر يريد خداع ابصارنا بمهاراته السحرية فيختلط على الناس الامر – ان الملك يرسل الى الملائكة – والبشر يرسل الى البشر.
استاذ ملحد:- { ان العقل فحام يستطيع ان يجد لكل حجة- حجة اخرى تدحضها وتكون مساوية لها}(1) كاني { اطارد خيط دخان} حسناً اريد احياء احد الاموات حتى اتيقن.
فيلسوف مؤمن:- في كل لحظة يحي الله من الجمادات الميتة انساناً حياً الا ترى ولادة طفل جديد انها عملية احياء لجماد ميت وسوائل ميتة.
استاذ ملحد:- اقصد معجزات آنية مباشرة لتؤمن الناس بايسر السبل.
فيلسوف مؤمن:- المعجرات حاصلة في كل لحظة لكل ذي عقل لبيب هذا الماء والنبات والطير والدواب – حركة النجوم في كل ركن له معجزة ـ الانبياء اخبروا بحوادث ستقع في المستقبل وجاءت الاحداث مؤكدة نبؤاتهم اليس هذا بحد ذاته معجز.
استاذ ملحد:- اعني المعجزات الخارقة لما اعتاد عليه الناس – اضوية براقة خاصة في كبد السماء مثلاً – او يكون لبعض الناس بيوت من ذهب واخرون بيوت من ياقوت .
فيلسوف مؤمن:- ان الناس لهم طبائع متباينة وبالتالي لهم طلبات واقتراحات متباينة ولو عمل الله حسب اقتراحات الناس لتصادمت اهوائهم واقتراحاتهم ومن المستحيل ازالة التضاد وهذا يؤدي الى خراب النظام الكوني في الارض والسماء.
استاذ ملحد:- اريد دليلاً مادياً خارقاً للعادة اراه بعيني والمسه بيدي ولن اتسامح أو اتزحزح عن هذا الطلب .
فيلسوف مؤمن:- خذها ياعدو الله انه القرآن دليلاً مادياً دامغاً خارقاً للعادة تلمسه بيدك وتراه بعينك تحدى الله فيه جميع سكان الارض ان ياتوا بمثله في بلاغته وحسن نظمه وحتى العرب ارباب البلاغة وأئمة الفصاحة وفحول البلاغة لم يقدروا ان ياتوا بمثله فيما اتى من الشرائع والآداب والقصص والمواعظ بالفاظ عذبة واسلوب رائع انه تحدٍ لجميع عباقرة الارض من جموع الفلاسفة والعلماء والمثقفين والشعراء والمؤرخين والكتاب والعقلاء ان يصنعوا مثل هذا القرآن أو جزء يسير منه .
يا اهل الارض جميعاً نحن غرباء على هذا الكوكب العجيب نحن اطفال لانعرف عن وجودنا شيئاً – لكن خلقنا وهذه الكائنات المتنوعة وتوازن الحياة في الكون والارض ينم عن دقة بالغة واقتدار عظيم – ادركته عقولنا – فلابد من وجود الخالق الذكي المقتدر المسيطر الصانع المبدع الموجه – ارسلوا مراصدكم هنا وهناك نحن غرباء خائفون حائرون في كون مجهول صامت مترامي الاطراف – في هذه الاجواء من الحيرة والوحشة والخوف والضياع جائتنا انباء متقطعة متوافقة من رجال يقولون انهم مرسلون من الخالق – هذه الانباء لم نتمكن من تقليدها أو تفنيدها – تقول ان الخالق المجهول المقتدر المسيطر الذي تبحثون عنه هو الله الملك الجبار – نحن لا نستطيع تكذيب هذه الانباء لانها تمتلك براهين قاطعة دامغة فبدئ لنا اننا لا نملك الا تصديقها والاستسلام لما تمليه علينا لما فيها من التهديد الشديد والعذاب الاكيد – ومن هؤلاء الرسل موسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام)
استاذ ملحد:- اعترف بهزيمتي.
معسكر غريب عن طبائع البشر فيه جموع كثيرة من المشاغبين الذين يتلاعبون بالكلمات السطحية الساذجة يتصورونها علماً وفلسفة ويزعمون إنها الحقيقة الواقعية المنظورة وغيرها وهم وسراب كان لنا جولة ميدانية في قلب هذا المعسكر سمعت خلالها اصواتاً انقل لكم بعضها { الله خرافة } هكذا قالها
ا أستاذ ملحد { والكون موجود أزلي– لم يخلقه شيء بل هو قائم
بذاته– الانسان هو الذي اوجد الاله من وحي خياله وليس العكس }
{ وكل فكر أو تفكير خارج الانسان لا أساس له ولا فائدة له ولا حقيقة له

}
فيلسوف مؤمن:- طرح نفسه ممثلاً عن الديانات والرسل أردف قائلاً وما هو الدين والمتدينين
أستاذ ملحد:- الدين خداع وضلال هو تسلية أو غلطة جميلة ملائمة
لنوازع النفس { يستمد أصوله من شعور الإنسان بالعجز إمام قوى الطبيعة}
{ والمتدينون أشبه بقطار من الكلاب يمسك كل احد ذيل سابقه} { العابدون كمن يكتبون صكوكاً ضخمة على رصيد غير موجود} { هم ذباب واقع على طعام فاسد في مزبلة
فيلسوف مؤمن:- هل بقي في جعبتك شيء؟
أستاذ ملحد:- اجل { الأنبياء مجموعة من الكذابين فقد لبث النوع البشري في أغلال حفنة من الأنذال فرضوا عليه إحكام المتاعب} { لقد أضلوا السذج من الناس بكلمات براقة وعبارات ساحرة بددوا بسببها حياتهم وأموالهم وسعادتهم حتى راحوا من مضحكاتهم يقدمون الطعام للأموات}
دعونا نتمتع بمباهج الحياة ولذاتها ونتخلص من القيود ليست هناك حياة أخرى إنها أباطيل.. اطردوا هذه الأوهام من عقولهم فلا خالق ولا روح ولا حلال ولا حرام ولا جنة ولا نار !!
فيلسوف مؤمن:- ما هو دليلك ؟
أستاذ ملحد:- لقد عاش الناس قروناً طويلة يعبدون الشمس والقمر والنجوم والأنهار والسماء والنار نظمت خلالها طقوس وقرابين لكل اله تبين ألآن إن عبادتهم كانت سراباً وان حياتهم انقضت خرابا
فيلسوف مؤمن:- دع عنك كلمات السخرية والتكبر ولا تغلق منافذ العقل والمنطق وسبل الحوار المنهجي الهادي الرصين المتسلسل منَْ خلقنا؟
أستاذ ملحد:- { هذه الكائنات هي قوام العالم بكل ما فيه ليس ورائها شيء وليس فوقها شيء هي الحقيقة التي لا حقيقة بعدها}(1) إنا انفي كل معتقد يتجاوز الطبيعة والمادة والأشياء المحسوسة
فيلسوف مؤمن:- هل أن هذه الكائنات خلقت نفسها؟
أستاذ ملحد- أنا شخصياً خلقاني أبي وأمي!
فيلسوف مؤمن:- فهل يستطيعان أن يحافظا عليك من المرض والموت فاني أرى صانع السيارة يستطيع اعمارها بسهولة
أستاذ ملحد:- انتم معاشر الروحانيون تحبون الكلام الكثير وتفرعاته المملة دعني أقول لك أن عملية خلق مادة حية ليس شيئاً مستحيلاً وبأمكاني أن افعل... { جاء بقطعة من اللحم ثم وضعها في زجاجة احكم غلقها مدة ثلاثة أيام فخرجت من ثناياها ديدان حية تسعى} فانبرى ضاحكاً فرحاً مزهواً هذا ما خلقت فلا تطل الكلام ارجوك
فيلسوف مؤمن:- أيها المخادع تزعم انك خلقت هذه الديدان فأعلمني من هو الذكر فيها ومن هي الأنثى... ما هو وزن العظام وما هو وزن اللحم والدم انك لا تعرف ذلك لأنك لست الخالق الحقيقي لها
أستاذ ملحد:- أيها السيد لا تدخلني في تفرعات كلامية لا مبرر لها. إنني لا احكم الا فيما أشاهد وقد شاهدت إن الأشياء أزلية لا بداية لها ولا نهاية
فيلسوف مؤمن:- هل شاهدت البداية أم شاهدت النهاية حتى حكمت إن لابداية للأشياء وليست لها نهاية. هل أنت شخصياً لا بداية لك { لأنك لم تشاهد البداية } ولا نهاية لك { لأنك لن تشاهد نهايتك}
أستاذ ملحد:- لا تدخلني في علوم الكلام والفلسفة الكلامية
فيلسوف مؤمن:- حسناً اكرر عليك السؤال من خلق ابنك هذا الطفل الجميل؟
أستاذ ملحد:- إنا وزوجي !
فيلسوف مؤمن:- اخبرني عن هذا الماء النتن الذي قذفته في أحشاء زوجك كيف تحول إلى طفل جميل داخل بطنها دون تدخل منك. فلو اتبعنا المنطق السطحي الساذج الذي تسلكه فان أولى مكان لهذا الماء ذو الرائحة الكريهة المقززة هو الحمام كيف تحول الماء إلى وليد – مَنْ علم كتلة الخلايا في الجنين لتظهر إنسانا له يدان ورجلان ولحم وعظم – شرايين وأوردة – مخ ومخيخ – عينان وأذنان – انف ومعدة – قلب وأمعاء ورئتان – مَنْ ارشد هذه الجوارح ومنح لكل منها وظيفته أليس في الأمر لغزاً وسراً لانعرفه
أستاذ ملحد:- وماذا تقصد؟
فيلسوف مؤمن:- سأشرح لك ذلك. عندما مات احد أقربائك قبل فترة وكنت واقفاً تنظر إليه يحيط بك جمهرة من الأطباء يحاولون إبقائه حياً ولكنه تحول إلى جثة هامدة هل رايته فقد شيئاً. وبعبارة ثانية – هناك شيء ما غير مرئي يسكن الكائن الحي هو سر حياته إذا فقد مات الكائن الحي
أستاذ ملحد:- وما علاقة هذا بذاك – ما الرابط بين خلق الطفل وموت احد اقرابائي
فيلسوف مؤمن:- الروح هي الرابط طفلك الجميل خلق بروح وقريبك الذي مات فقد الروح. نحن مضطرون لان نقر ونعترف بوجودها لأننا نرى آثارها – حين توجد {حركة القلب مثلاً} ونفتقدها حين تذهب {توقف القلب مثلاً} إن الروح تبعث الحياة في الكائن الحي
أستاذ ملحد:- وماذا بعد هذا؟
فيلسوف مؤمن:- هذا دليل على وجود الخالق ( الحاضر الغائب ) {لأنك إذا نظرت إلى دار مشيدة علمت إن لها بانياً ومالكاً وكذلك الإنسان والكون} {فإذا كان العقل الالكتروني يحتاج إلى المصمم أفلا يحتاج ذلك الجهاز الفسيولوجي الكيميائي البيولوجي الذي هو جسمي إلى مبدع يبدعه وخالق يخلقه}(1) فلابد من وجود الخالق الصانع المبدع
أستاذ ملحد:- هذه مجرد استنتاجات.
فليسوف مؤمن:- لاشك في ذلك. إن خلق الإنسان من تدبير قوة روحانية عظيمة الاقتدار لاتنفذ إليها مداركنا أعطت كل هذه التفاصيل للإنسان وهو في بطن امه
أستاذ ملحد:- ولماذا تقول روحانية؟
فيلسوف مؤمن:- هل استطاع احد منا إن يخلق نفسه {فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن إن يخلق نفسه فلابد إن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي أعظم وأرقى واجل وأسمى}(2) وهو القوة الروحانية المجهولة
أستاذ ملحد:- فالخالق بالنسبة لك هو نتيجة منطقية أو هو فرض علم
فيلسوف مؤمن:- لابد من الوصول إلى الخالق عن طريق النتيجة المنطقية لان { الكون سلسلة من الأشياء يتعلق بعضها ببعض تعلق العلة بالمعلول حتى يقف عند علة اولى لان العقل لا يقبل التسلسل إلى غير النهاية ولو لاحظنا هذا التوافق فان هذا وذاك يؤكد وجود مخترع موجه ذكي}(3) هو علة العالم الأولية ولكن الخالق ليس هو النتيجة المنطقية
أستاذ ملحد:- لقد بقيت البشرية طيلة القرون الأولى والقرون الوسطى أسيرة لهذه القوانين المنطقية التي لم تحقق فائدة للبشرية حتى جاء عصر التجربة العلمية فهي البرهان والمقياس – إن المخترع الذكي الذي تزعم وجوده لم تثبتهُ التجربة العلمية التي اكتشفت معظم القوانين الطبيعية
فيلسوف مؤمن:- إن للتجربة العلمية فضل كثير على البشرية حيث حققت لها قفزات هائلة في جميع الميادين ولكنها تكتشف القوانين العلمية ولم تخلقها. إسحاق نيوتن مثلاً اكتشف الجاذبية هذا لايعني انه أخترع الجاذبية رذر فورد اكتشف اجزاء الذرة هذا لا يعني انه صنع الذرات نحن نبحث عن العلة الاولى الاعمق التي خلقت القانون العلمي – التجربة تكشف ظواهر الاشياء ولا تكشف علتها وجوهرها – نحن نبحث عن صانع القانون العلمي – العلة الاولى العليا لجميع القوانين وبهذا نحن مضطرون للعودة الى التفكير العقلي المنطقي وهو يمثل منطق علمي
استاذ ملحد(1):- { أمن العلم ان تؤمن بالله وهذه العقيدة فكرة غيبية غير خاضعة لمختبر العلم
فيلسوف مؤمن:- انظر الى هذه المكتبة بكتبها الملايين اليس لكل كتاب مؤلف؟
استاذ ملحد:- نعم
فيلسوف مؤمن:- فاذا دخل طفل الى المكتبة فهل يدرك مافي هذه الكتب من العلوم والمعارف؟
استاذ ملحد:- كلا
فيلسوف مؤمن:- فهل يعرف مؤلفيها؟
استاذ ملحد:- كلا
فيلسوف مؤمن:- فهل عدم ادارك الطفل للكتب ومؤلفيها يقوم دليلاً علمياً على عدم وجودها
استاذ ملحد:- لا
فيلسوف مؤمن:- فكذلك الكون بما فيه من صور ومشاهد وقوانين فان عدم ادراك العقول السطحية الساذجة الجاهلة التي لا تتأمل خالقه لا يقوم دليلاً علمياً على نفي وجوده} اسئلة كثيرة يطرحها هذا الكون الفسيح فهو آية في الجمال والنظام – من صنعه من سيره على هذا الشكل المنظم المتناسق المتوافق- الليل والنهار – الشمس والقمر – موافقة لوجود الانسان وكذلك الزمان والمكان – الحيوان والنبات والجماد – الامطار والانهار والبحار والنار والهواء – توافق في اعضاء الانسان لكيانه ووجوده وكذلك اعضاء الحيوان ولاعطيك مجرد فكرة, ملح الطعام الذي تستحيل الحياة بدونه فهو يتكون من اخطر عنصرين هما الصوديوم الذي يدخل في تركيب المتفجرات والكلور الغاز الخانق القاتل- من احدث هذا التآلف على مدى الازمان الغابرة ايكون من صنع الطبيعة العمياء الصماء – ان التفسير الحقيقي لهذا الخلق والتوافق والنظام والحياة والروح هو وجود قوة خارقة جبارة سيرت الكون على النحو الذي نراه
استاذ ملحد:- دعني اقول لك بلا تردد وبصراحة { انا لا أؤمن الا بما ادركه بالعين أو السمع أو الشم أو الذوق أو اللمس
فيلسوف مؤمن:- ان الحواس الخمس لا تنفع بغير العقل)
استاذ ملحد:- لاتناور بالكلمات ( هل رأيت ربك؟
فيلسوف مؤمن:- افأعبد ما لا ارى!
استاذ ملحد :- وكيف تراه
فيلسوف مؤمن:- لاتراه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه العقول بحقائق الايمان قريب من الاشياء غير ملامس بعيد عنها غير مباين)
استاذ ملحد:- لا تحاول التاثير النفسي أو العقلي على افكاري فلا زلت اعتقد ان الله وهم صنعته جماعات من محترفي النصب والاحتيال في كل زمان ومكان لم نرى الله بعين المجهر ولا عدسة التلسكوب وان الايمان الذي سكن في قلوب الناس عن هذا الاله قد يكون وهم وضلال فهذه المراصد اخترقت اعماق الكون فلم تجد له اثراً يذكر فكيف نؤمن به؟
فيلسوف مؤمن:- هناك أشياء كثيرة نؤمن بوجودها رغم إننا لم نراها ولنأخذ بعض الأمثلة ( الذرة – المغناطيسية – الهواء – أجزاء الكون البعيدة) إن عدم رؤية هذه الأشياء ليس دليلاً على عدم وجودها فانك لا ترى أحشاء جسمك فهل هي غير موجودة فالإحساس العقلي بآثارها هو دليل وجودها وكذلك الله .
استاذ ملحد:- هذا غير كاف فالعقل لايطيق الايمان والعبادة لاله لم يره.
فيلسوف مؤمن:- اذا اردت ان ترى الله حدق عشرة دقائق في الشمس منتصف النهار .
استاذ ملحد:- اتريد ان تعمي عيني!
فيلسوف مؤمن:- اذا كنت لاتنظر الى الشمس مخافة العمى فكيف تنظر الى نور الله الذي خلق الشمس وملايين من الشموس مثلها – انت غير قادر على رؤية الوجود فكيف ترى صانع الوجود.
استاذ ملحد:- ان الاله الذي تزعم قادر على ان يكيف ذاته بما يجعلنا نراه بصورة ما حتى نعبده على يقين.
فيلسوف مؤمن:- لو راى الانسان الله عياناً وعلى طول الدهر فكيف يكون سلوك هذا الانسان ستكون حياته اشبه بآلة منفذة مرعوبة لاتلتذ بعيش ولاتستطيع مواصلة الحياة ان رؤية الله بالعين غير ممكنة وان حصلت بصورة ما ستصاب الحياة بالشلل التام.
استاذ ملحد:- فلينزل علينا ملكاً من الملائكة كما تدعون يكلمنا ونكلمه لتطمئن قلوبنا ونفوسنا .
فيلسوف مؤمن:- لو انزل الله ملكاً لتعاينوه لن تتمكنوا من رؤية هذا الجسم النواراني العظيم وسيهرب منه الناس مرعوبين فلابد ان يكون ناقل الرسالة من جنس المرسل اليهم حتى يفهم عنه ما يقول.
استاذ ملحد:- فليكن الملك بصورة أو هيئة مقبولة للمشاهدة حتى يتمكن من مخاطبة الناس والتفاهم معهم.
فيلسوف مؤمن:- لو تحقق ذلك لكن على صورة رجل ويشتبه الامر على الناس ويقولون للملك لست ملكاً وانما انت رجل ساحر يريد خداع ابصارنا بمهاراته السحرية فيختلط على الناس الامر – ان الملك يرسل الى الملائكة – والبشر يرسل الى البشر.
استاذ ملحد:- { ان العقل فحام يستطيع ان يجد لكل حجة- حجة اخرى تدحضها وتكون مساوية لها}(1) كاني { اطارد خيط دخان} حسناً اريد احياء احد الاموات حتى اتيقن.
فيلسوف مؤمن:- في كل لحظة يحي الله من الجمادات الميتة انساناً حياً الا ترى ولادة طفل جديد انها عملية احياء لجماد ميت وسوائل ميتة.
استاذ ملحد:- اقصد معجزات آنية مباشرة لتؤمن الناس بايسر السبل.
فيلسوف مؤمن:- المعجرات حاصلة في كل لحظة لكل ذي عقل لبيب هذا الماء والنبات والطير والدواب – حركة النجوم في كل ركن له معجزة ـ الانبياء اخبروا بحوادث ستقع في المستقبل وجاءت الاحداث مؤكدة نبؤاتهم اليس هذا بحد ذاته معجز.
استاذ ملحد:- اعني المعجزات الخارقة لما اعتاد عليه الناس – اضوية براقة خاصة في كبد السماء مثلاً – او يكون لبعض الناس بيوت من ذهب واخرون بيوت من ياقوت .
فيلسوف مؤمن:- ان الناس لهم طبائع متباينة وبالتالي لهم طلبات واقتراحات متباينة ولو عمل الله حسب اقتراحات الناس لتصادمت اهوائهم واقتراحاتهم ومن المستحيل ازالة التضاد وهذا يؤدي الى خراب النظام الكوني في الارض والسماء.
استاذ ملحد:- اريد دليلاً مادياً خارقاً للعادة اراه بعيني والمسه بيدي ولن اتسامح أو اتزحزح عن هذا الطلب .
فيلسوف مؤمن:- خذها ياعدو الله انه القرآن دليلاً مادياً دامغاً خارقاً للعادة تلمسه بيدك وتراه بعينك تحدى الله فيه جميع سكان الارض ان ياتوا بمثله في بلاغته وحسن نظمه وحتى العرب ارباب البلاغة وأئمة الفصاحة وفحول البلاغة لم يقدروا ان ياتوا بمثله فيما اتى من الشرائع والآداب والقصص والمواعظ بالفاظ عذبة واسلوب رائع انه تحدٍ لجميع عباقرة الارض من جموع الفلاسفة والعلماء والمثقفين والشعراء والمؤرخين والكتاب والعقلاء ان يصنعوا مثل هذا القرآن أو جزء يسير منه .
يا اهل الارض جميعاً نحن غرباء على هذا الكوكب العجيب نحن اطفال لانعرف عن وجودنا شيئاً – لكن خلقنا وهذه الكائنات المتنوعة وتوازن الحياة في الكون والارض ينم عن دقة بالغة واقتدار عظيم – ادركته عقولنا – فلابد من وجود الخالق الذكي المقتدر المسيطر الصانع المبدع الموجه – ارسلوا مراصدكم هنا وهناك نحن غرباء خائفون حائرون في كون مجهول صامت مترامي الاطراف – في هذه الاجواء من الحيرة والوحشة والخوف والضياع جائتنا انباء متقطعة متوافقة من رجال يقولون انهم مرسلون من الخالق – هذه الانباء لم نتمكن من تقليدها أو تفنيدها – تقول ان الخالق المجهول المقتدر المسيطر الذي تبحثون عنه هو الله الملك الجبار – نحن لا نستطيع تكذيب هذه الانباء لانها تمتلك براهين قاطعة دامغة فبدئ لنا اننا لا نملك الا تصديقها والاستسلام لما تمليه علينا لما فيها من التهديد الشديد والعذاب الاكيد – ومن هؤلاء الرسل موسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام)
استاذ ملحد:- اعترف بهزيمتي.
تعليق