بسم الله الرحمن الرحيم
وصايا الامام الصادق (ع)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
من وصايا الامام الصادق (عليه السلام) وصيته المبسوطة لأحد أبرز أصحابه ‘وهو عبد الله بن جندب – بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال – البجلي الكوفي ثقة جليل القدر من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) وانه من المخبتين، وكان وكيلاً لأبي إبراهيم (الكاظم) وابي الحسن (الرضا) عليه السلام. كان عابداً رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في الاخبار. ولما مات رحمه الله قام مقامه علي بن مهزيار .
ونقدم للقراء الكرام هذه الوصية مع إضافة العناوين الفرعية وتعليقات موجزة، سألين الله تعالى القبول: -
(المدخل): وصيته عليه السلام لعبد الله بن جندب روي أنه عليه السلام (1) قال: يا عبد الله لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الاخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا، ثم قال: آه آه على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الارقم (3) والعدو الاعجم (4) أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا، وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.
(محاسبة النفس) يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فان رأى حسنة استزاد منها. وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة.
(منطلقات المحاسبة، والأُسُس) طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها، طوبى لعبد طلب الاخرة وسعى لها، طوبى لمن لم تلهه الاماني الكاذبة. ثم قال عليه السلام: رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس [وا] كمن يذيع أسرارنا.
(من هم المؤمنون؟) يا ابن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون الله، ويشفقون أن يسلبوا ما اعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته، وعلى ربهم يتوكلون.
(ومن هم غير المؤمنين؟) يا ابن جندب قديما عمر الجهل وقوي أساسه وذلك لا تخاذهم دين الله لعبا حتى لقد كان المتقرب منهم إلى الله بعمله يريد سواه أولئك هم الظالمون.
(الاستقامة) يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولاظلهم الغمام، و لاشرقوا نهارا، ولاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.([1])
(سلامة العقيدة أهم) يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا، واستكينوا إلى الله في توفيقهم، وسلوا التوبة لهم، فكل من قصدنا وتولانا، ولم يوال عدونا وقال ما يعلم، وسكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.
(بين الخوف والرجاء) يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله. قلت: فمن ينجو ؟ قال: الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.
(خدمة المؤمنين) يا ابن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين، ويتوجه بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور.
(قلة النوم والكلام) يا ابن جندب أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شئ أقل شكرا من العين واللسان، فان ام سليمان قالت لسليمان عليه السلام: يا بني إياك و النوم، فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.
---------------------وصايا الامام الصادق (ع)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
من وصايا الامام الصادق (عليه السلام) وصيته المبسوطة لأحد أبرز أصحابه ‘وهو عبد الله بن جندب – بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال – البجلي الكوفي ثقة جليل القدر من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) وانه من المخبتين، وكان وكيلاً لأبي إبراهيم (الكاظم) وابي الحسن (الرضا) عليه السلام. كان عابداً رفيع المنزلة لديهما على ما ورد في الاخبار. ولما مات رحمه الله قام مقامه علي بن مهزيار .
ونقدم للقراء الكرام هذه الوصية مع إضافة العناوين الفرعية وتعليقات موجزة، سألين الله تعالى القبول: -
(المدخل): وصيته عليه السلام لعبد الله بن جندب روي أنه عليه السلام (1) قال: يا عبد الله لقد نصب إبليس حبائله في دار الغرور فما يقصد فيها إلا أولياءنا، ولقد جلت الاخرة في أعينهم حتى ما يريدون بها بدلا، ثم قال: آه آه على قلوب حشيت نورا وإنما كانت الدنيا عندهم بمنزلة الشجاع الارقم (3) والعدو الاعجم (4) أنسوا بالله واستوحشوا مما به استأنس المترفون، أولئك أوليائي حقا، وبهم تكشف كل فتنة وترفع كل بلية.
(محاسبة النفس) يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه، فان رأى حسنة استزاد منها. وإن رأى سيئة استغفر منها لئلا يخزي يوم القيامة.
(منطلقات المحاسبة، والأُسُس) طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها، طوبى لعبد طلب الاخرة وسعى لها، طوبى لمن لم تلهه الاماني الكاذبة. ثم قال عليه السلام: رحم الله قوما كانوا سراجا ومنارا، كانوا دعاة إلينا بأعمالهم ومجهود طاقتهم، ليس [وا] كمن يذيع أسرارنا.
(من هم المؤمنون؟) يا ابن جندب إنما المؤمنون الذين يخافون الله، ويشفقون أن يسلبوا ما اعطوا من الهدى، فإذا ذكروا الله ونعماءه وجلوا وأشفقوا، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا مما أظهره من نفاذ قدرته، وعلى ربهم يتوكلون.
(ومن هم غير المؤمنين؟) يا ابن جندب قديما عمر الجهل وقوي أساسه وذلك لا تخاذهم دين الله لعبا حتى لقد كان المتقرب منهم إلى الله بعمله يريد سواه أولئك هم الظالمون.
(الاستقامة) يا ابن جندب لو أن شيعتنا استقاموا لصافحتهم الملائكة، ولاظلهم الغمام، و لاشرقوا نهارا، ولاكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم، ولما سألوا الله شيئا إلا أعطاهم.([1])
(سلامة العقيدة أهم) يا ابن جندب لا تقل في المذنبين من أهل دعوتكم إلا خيرا، واستكينوا إلى الله في توفيقهم، وسلوا التوبة لهم، فكل من قصدنا وتولانا، ولم يوال عدونا وقال ما يعلم، وسكت عما لا يعلم أو أشكل عليه فهو في الجنة.
(بين الخوف والرجاء) يا ابن جندب يهلك المتكل على عمله، ولا ينجو المجترئ على الذنوب الواثق برحمة الله. قلت: فمن ينجو ؟ قال: الذين هم بين الرجاء والخوف، كأن قلوبهم في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب.
(خدمة المؤمنين) يا ابن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين، ويتوجه بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور.
(قلة النوم والكلام) يا ابن جندب أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شئ أقل شكرا من العين واللسان، فان ام سليمان قالت لسليمان عليه السلام: يا بني إياك و النوم، فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.
(1) التحف ص 301.
(3) حشيت أي ملات. والشجاع - بالكسر والضم -: الحية العظيمة التى تواثب الفارس وربما قلعت رأس الفارس وتكون في الصحارى ويقوم على ذنبه. والارقم: الحية التى فيها سواد وبياض وهو أخبث الحيات، ويحتمل أن يكون " الشجاع الاقرع " وهو حية قد تمعط شعر رأسها لكثرة سمها.
(4) الاعجم الدابة وسميت به لانها لا تتكلم. وكل من لا يقدر على الكلام أو لا يفهم الكلام فهو أعجم.
تعليق