: تضعيف الأحاديث التي في سندها شيعي
قد يحتج الإمامية على خصومهم أهل السنة بأحاديث و روايات صحيحة في كتبهم إلا أنهم يردون بعض تلك الأحاديث بحجة أن أحد رواة الحديث هو من الشيعة فلا يلتزمون به , كيف نستطيع أن نرد على كلامهم هذا .
الجواب:
هذا الاسلوب غير العلمي ابتدعه أهل الحديث لمحاربة رواة الشيعة وعلمائهم لا غير، لأنّهم ينزهون الخوارج والنواصب وسائر الفرق الأخرى عن الكذب مع اتهام الشيعة بالكذب! فأصبح كلّ حديث في سنده شيعياً أو كوفياً يسهل الطعن به والخلاص منه بهذه القاعدة غير العلمية.
ولكن الله بالمرصاد، فالكثير من علمائهم وصحاحهم يروون أحاديث الشيعة في صحاحهم أو سننهم مع تصحيح تلك الأحاديث، وكذلك نص أكثرهم على وثاقة أكثر رواة الشيعة الذين يروون الأحاديث عندهم.
فها هو كتاب البخاري ومسلم ممتلئ بالرواية عن الشيعة، وها هي السنن والصحاح كذلك حتى قال الذهبي في مقدمة (ميزان اعتداله): ((إن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو ردَّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية, وهذه مفسدة بينة)).
وبالتالي فقاعدة رد رواية الشيعي حتى لو كان ثقة أو صدوقاً لوجوده في سند الرواية يعدّ مسألة غير علمية بل ومحدثة ومخالفة لكلّ القواعد وأهل هذا الشأن.
فخذ مثلاً قول الذهبي في بداية (ميزان الأعتدال) في ترجمة أبان بن تغلب فقد قال عنه: ((شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته)). وهذا هو الكلام العلمي. ويدعمه قول الالباني في هذا الشأن في (سلسلته الصحيحة (2223)) عند تصحيحه لحديث (إن عليّاً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) حيث قال: فإن قال قائل: راوي هذا الشاهد شيعي وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان, أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلة فيه؟! فأقول (والقول للألباني): كلاّ؛ لأن العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ , وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربّه, فهو حسيبه, ولذلك نجد صاحبي (الصحيحين) وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم, وهذا هو المثال بين أيدينا, فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيته مع أنه قال في راويه جعفر: كان يتشيع ويغلو فيه. بل إنّه قال في ثقاته: (كان يبغض الشيخين)... ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقب ذاك التصريح: ((وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنّه كان ينتحل الميل إلى مذهب أهل البيت, ولم يكن بداعية الى مذهبه, وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف [أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها, أن الاحتجاج بأخباره جائز] )).
فهذا كله يدلك على التخبط والضعف والعصبية عند من يدعي ما ذكروه وأنه بعيد عن البحث العلمي والكلام المنصف والصحيح، بل هؤلاء يتبعون أهواءهم، بل قد يكون أكثرهم جهالاً وأنصاف علماء، بل متعالمين لأنّهم لو كانوا يعرفون شيئاً عن هذا العلم لما تجرأوا على التفوه بمثل هذا الكلام. والسلام ختام.
قد يحتج الإمامية على خصومهم أهل السنة بأحاديث و روايات صحيحة في كتبهم إلا أنهم يردون بعض تلك الأحاديث بحجة أن أحد رواة الحديث هو من الشيعة فلا يلتزمون به , كيف نستطيع أن نرد على كلامهم هذا .
الجواب:
هذا الاسلوب غير العلمي ابتدعه أهل الحديث لمحاربة رواة الشيعة وعلمائهم لا غير، لأنّهم ينزهون الخوارج والنواصب وسائر الفرق الأخرى عن الكذب مع اتهام الشيعة بالكذب! فأصبح كلّ حديث في سنده شيعياً أو كوفياً يسهل الطعن به والخلاص منه بهذه القاعدة غير العلمية.
ولكن الله بالمرصاد، فالكثير من علمائهم وصحاحهم يروون أحاديث الشيعة في صحاحهم أو سننهم مع تصحيح تلك الأحاديث، وكذلك نص أكثرهم على وثاقة أكثر رواة الشيعة الذين يروون الأحاديث عندهم.
فها هو كتاب البخاري ومسلم ممتلئ بالرواية عن الشيعة، وها هي السنن والصحاح كذلك حتى قال الذهبي في مقدمة (ميزان اعتداله): ((إن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو ردَّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية, وهذه مفسدة بينة)).
وبالتالي فقاعدة رد رواية الشيعي حتى لو كان ثقة أو صدوقاً لوجوده في سند الرواية يعدّ مسألة غير علمية بل ومحدثة ومخالفة لكلّ القواعد وأهل هذا الشأن.
فخذ مثلاً قول الذهبي في بداية (ميزان الأعتدال) في ترجمة أبان بن تغلب فقد قال عنه: ((شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه وعليه بدعته)). وهذا هو الكلام العلمي. ويدعمه قول الالباني في هذا الشأن في (سلسلته الصحيحة (2223)) عند تصحيحه لحديث (إن عليّاً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) حيث قال: فإن قال قائل: راوي هذا الشاهد شيعي وكذلك في سند المشهود له شيعي آخر وهو جعفر بن سليمان, أفلا يعتبر ذلك طعناً في الحديث وعلة فيه؟! فأقول (والقول للألباني): كلاّ؛ لأن العبرة في رواية الحديث إنّما هو الصدق والحفظ , وأمّا المذهب فهو بينه وبين ربّه, فهو حسيبه, ولذلك نجد صاحبي (الصحيحين) وغيرهما قد أخرجوا لكثير من الثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم, وهذا هو المثال بين أيدينا, فقد صحح الحديث ابن حبان كما رأيته مع أنه قال في راويه جعفر: كان يتشيع ويغلو فيه. بل إنّه قال في ثقاته: (كان يبغض الشيخين)... ومع ذلك فقد قال ابن حبان عقب ذاك التصريح: ((وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنّه كان ينتحل الميل إلى مذهب أهل البيت, ولم يكن بداعية الى مذهبه, وليس بين أهل الحديث من أئمّتنا خلاف [أنّ الصدوق المتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها, أن الاحتجاج بأخباره جائز] )).
فهذا كله يدلك على التخبط والضعف والعصبية عند من يدعي ما ذكروه وأنه بعيد عن البحث العلمي والكلام المنصف والصحيح، بل هؤلاء يتبعون أهواءهم، بل قد يكون أكثرهم جهالاً وأنصاف علماء، بل متعالمين لأنّهم لو كانوا يعرفون شيئاً عن هذا العلم لما تجرأوا على التفوه بمثل هذا الكلام. والسلام ختام.