إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طهارة القلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طهارة القلب


    بسم الله الرحمن الرحيم

    طهارة القلب

    من تدعي أن طهارة القلب، وسلامة النية يغنيان عن الحجاب:
    إن التي تخرج عن تعاليم الإسلام، ثم تدّعي أن طهارة القلب وسلامة النية كافيان لرضاء الله عنها بغير حجاب ولا صوم ولا صلاة، أو غير ذلك من الأمور الشرعية التي لا يصح الإسلام إلا بتطبيقها ؛ تعتبر جاهلة، فكأنّ الله تعالى يوزع رحمته على الناس بمشيئتهم لا بمشيئته، أو أن الله العدل الذي حرّم الظلم على نفسه، وجعله محرّماً بين الناس، قد تخلى عن صفاته (حاش لله) فأعطى المقصر والمسيء كالمحسن العامل !... معاذ الله، ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا الذين يقولون إن الدار الآخرة خالصة لنا من دون الناس يوم القيامة !


    إن الحق جل شأنه قد بين في سورة الفاتحة التي تقرأ وتكرر كل يوم في كل صلاة بأنه: (ملك يوم الدين) بعد قوله (الرحمن الرحيم).
    إشارة إلى يوم الجزاء والحساب، الذي يتهرّب منه المقصّرون بزعمهم أن الله غفور رحيم. حقاً إنه غفور رحيم، ولكن للتائبين لا للمذنبين المعاندين، وإلا فما فائدة الجزاء والحساب؟ ولماذا خلقت الجنة والنار؟! يقول الله (عزّ وجلّ): (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) سورة الزلزلة: 7 ـ 8 ويقول جل شأنه:
    (قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكوة والذين هم بأيتنا يؤمنون) سورة الأعراف: 156.
    ويقول تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) سورة الأعراف: 56.
    فالرحمة إنما تنال بالعمل الصالح والتقوى والإحسان، وليس القلب قبراً يدفن فيه الإيمان، ولا يظهر على صاحبه آثاره.


    يقول محمد زكريا الكاندهلوى:
    يقول بعضهم: إن إصلاح القلب، وتزكية الروح، وتصفية الباطن هو الأصل في الدين، فإذا صفا القلب وطهر الباطن لا حاجة إلى إعفاء اللّحية (مثلاً) والتقيد بزي من الأزياء. وقولهم هذا فاسد يناقض بعضه بعضاً ؛ لأن القلب إذا صلح والباطن إذا طهر والروح إذا تزكى، لا محالة يكون السلوك وفق ما امر الله تعالى بشأنه، ولا محالة أن تخضع جوارحه للاستسلام، وتنقاد أعضاؤه لامتثال أوامر الله والاجتناب عن نواهيه، ولا يجتمع صفاء الباطن وطهارة القلب مع الإصرار على المعصية صغيرة كانت أو كبيرة.
    فمن قال إني أصلحت قلبي، وطهرت روحي، وصفّيت باطني، ومع ذلك يجتنب عما أمر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فهو كاذب في قوله، تسلّط عليه الشيطان في شؤونه.


    وهل يعتقد هؤلاء أن الإثم شيء باطني فيرجعون الصلاح أو الفساد إلى القلب فقط؟! لقد بيّن رب العزة أن هناك آثاماً ظاهرة، وآثاماً باطنة، ويتبين ذلك من قوله تعالى: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون) الأنعام: 120.
    وإن الإنسان الذي يدّعي أن إيمانه القلبي يكفي لرضاء الله عنه بلا تنفيذ لأوامره ؛ هو كإبليس اللعين، لأن إبليس كان مؤمناً بوجود الله، متيقناً أنه هو الذي خلقه، يقول تعالى: (وقلد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين * قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) الأعراف: 11، 12.
    وقد استقر في قلب إبليس أنه لا إله إلا الله، وآمن بيوم البعث والنشور (يوم القيامة) ولذلك دعا ربه أن لا يحاسبه وقت بداية عصيانه، بل يؤخره إلى يوم البعث كما أخبر الله تعالى عنه:


    (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبّر فيها فأخرج إنّك من الصاغرين * قال أنظرني إلى يوم يبعثون * قال إنّك من المنظرين) سورة الاعراف 13 ـ 15.
    ولكن ما السبب أن الله تعالى كتب عليه اللعنة، وحرّم عليه الجنة، ودمغه بالكفر؟ يبين الله تعالى السبب بقوله جلّ شأنه:
    (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين * قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين * قال فأخرج منها فإنك رجيم * وإن عليك لعنتي إلى يوم الدّين) سورة ص: 75 ـ 78.


    السبب أنه أبى الانقياد والامتثال لأمر الله ! فكل من أبى الانقياد والامتثال لأمر الله فهو كإبليس، وإن صدّق بوجود الله والبعث والنشور، ومن لم يمارس الإيمان عملاً وتطبيقاً واستجابة لأمر الله فهو من أصحاب إبليس ! فكيف أيتها المتبرجة ! تدّعين أن إيمانك يكفي لرضاء الله بينما ترفضين الانقياد لله الذي أمرك بعدم التبرج؟ فقال جل شأنه:
    (وقرن في بيوتكن ولا تبرّجن تبرّج الجاهليّة الأولى) سورة الأحزاب: 33.


يعمل...
X