بسم الله الرحمن الرحيم
فاكثروا ذكر الموت
الشيخ الطوسي، باسناده إلى أبي إسحاق الهمداني، قال كان فيما كتب أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر، قال: فاكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم اليه أنفسكم من الشهوات، وكفى بالموت واعظاً، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت، فيقول: أكثر واذكر الموت، فانه هادم اللذات، حائل بينكم وبين الشهوات(1).
*(الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما لي يارسول الله لا أحب الموت؟ فقال له: ألك مال؟ قال: نعم، قال: فقدّمته، قال: لا، قال: فمن ثم لا تحبّ الموت لأن قلب الرجل
عند متاعه(2).
* ورام بن أبي فراس، حدثنا محمد بن الحسن القضباني، عن إبراهيم بن محمد بن مسلم الثقفي، قال: حدثنا عبدالله بن بلج (بلخ) المنقري، عن شريك، عن جابر، عن أبي حمزة اليشكري، عن قدامة الأودي، عن إسماعيل بن عبدالله الصلعي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنه قال في مناجاته: اللهم قد وعدني نبيك أن تتوفاني إليك إذا سألتك، اللهم وقد رغبت إليك في ذلك، الخبر(3).
*(الجعفريات)، أخبرنا عبدالله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثروا من ذكر هادم اللذات، فقيل: يارسول الله وما هادم اللذات؟ قال (صلى الله عليه وآله): الموت فان أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت، وأحسنهم للموت استعداداً(4).
* وبهذا الاسناد: عن علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا دعيتم إلى الجنائز فأسرعوا فانه تذكرة الآخرة(5).
*زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أديموا ذكر هادم اللذات، قالوا: يارسول الله وما هادم اللذات؟ قال: الموت فانه من أكثر ذكر الموت سلى عن الشهوات، ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع في الخيرات(6).
*عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام): يابني أكثر من ذكر الموت، وذكر ما تهجُمُ عليه، وتفضي بعد الموت اليه، (واجعله أمامك حيث تراه) حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك، وشددت له أزرك، ولا يأتيك بغتة فيبهرك، وقال (عليه السلام): أحيي قلبك بالموعظة، وأمته بالزهادة، وقوه باليقين، ونوره بالحكمة، وذلله بذكر الموت(7).
*أبو الفتح الكراجكي: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير(8).
*الصدوق، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أكثروا ذكر الموت، ويوم خروجكم من القبور وقيامكم بين يدي الله عزّوجلّ تهون عليكم المصائب(9).
*الصدوق، حدثنا محمد بن القاسم الاسترابادي، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن آبائه، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه، وإنما هو كفنه، ويبني بيتاً ليسكنه، وإنما هو موضع قبره(10).
*الشيخ الطوسي، باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أوصى عند وفاته: قصّر الأمل، واذكر الموت، وازهد في الدنيا، فانك رهن موت، وغرض بلاء، وصريع سقم(11).
*عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتب إلى الحارث الهمداني: أكثر ذكر الموت وما بعد الموت، ولا تتمن الموت إلاّ بشرط وثيق(12).
* عن علي (عليه السلام) أنه قال: ما رأيت إيماناً مع يقين أشبه منه بشك إلاّ هذا الانسان، انه كل يوم يودع، وإلى القبور يشيع، وإلى غرور الدنيا يرجع، وعن الشهوات واللذات لا يقلع، فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوقعه، ولا حساب يوقف عليه إلاّ موت يبدّد شمله ويفرّق جمعه ويؤتم ولده، لكان ينبغي له أن يحاذر ما هو فيه بأشدّ التعب، ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم، وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون أقوام لا يرجون حساباً ولا يخافون عقاباً(13).
* تبع أمير المؤمنين (عليه السلام) جنازة فسمع رجلا يضحك، فقال: كأن الموت فيها على غيرنا كتب، كأن الحق فيها على غيرنا وجب، وكأن الذي نرى من الأموات سفر عما قليل الينا راجعون، نبوئهم أجداثهم ونأكل تراثهم، كأنا مخلوقون بعدهم، ثم قد نسينا كل واعظ وواعظة، ورضينا بكل جائحة، وعجبت لمن نسي الموت وهو يرى الموت، ومن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير(14).
*أخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي الدنيا في ذكر الموت، عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) قال: حرام على كل نفس أن تخرج من الدنيا حتى تعلم أين مصيرها(15).
* الشيخ الطوسي، باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان ضحك النبي (صلى الله عليه وآله) التبسم، فاجتاز ذات يوم بفئة من الأنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بملأ أفواههم، فقال: ياهؤلاء من غرّه منكم أمله وقصّر به الخير عمله، فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور، وإذكروا الموت فإنه هادم اللذات(16).
*الصدوق، حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن علي، رفعه إلى عمرو بن جميع، رفعه إلى علي (عليه السلام) في قول الله عزّوجلّ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}(17) قال: كان ذلك الكنز لوحاً من ذهب فيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله، عجبت لمن يعلم أن الموت حق كيف يفرح! عجبت لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن! عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك! عجبت لمن يرى الدنيا وتصرّف أهلها حالا بعد حال كيف يطمئن اليها(18).
* (الجعفريات)، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قلت يارسول الله أخبرني عن قول الله عزّوجلّ: {وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا}(*)ما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه، فقال (صلى الله عليه وآله): ياعلي علم مدفون في لوح من ذهب، مكتوب فيه إلى أن قال: وعجباً لمن أيقن بالحساب غداً ثم هو لا يعمل(19).
1- أمالي الطوسي المجلس الأول: 28 ح31، البحار 6:132.
2- الجعفريات: 211، مستدرك الوسائل 2:95 ح1519.
3- مجموعة ورام 2:3، مستدرك الوسائل 2:96 ح1520، البحار 42:253.
4- الجعفريات: 199، مستدرك الوسائل 2:100 ح1532.
5- الجعفريات: 33، مستدرك الوسائل 2:100 ح1533.
6- مسند زيد بن علي: 386.
7- نهج البلاغة كتاب: 31، مستدرك الوسائل 2:102 ح1538، البحار 77:205، كشف المحجة: 157، تحف العقول: 52.
8- كنز الكراجكي: 17، مستدرك الوسائل 2:103 ح1543، نهج البلاغة قصار الحكم: 349، البحار 71:267.
9- الخصال حديث الأربعمائة: 616، البحار 6:132.
10- أمالي الصدوق المجلس 23:97، البحار 77:384، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1:297، مجموعة ورام 2:158.
11- أمالي الطوسي المجلس الأول: 7 ح8، البحار 73:164، أمالي المفيد المجلس 26:138.
12-نهج البلاغة كتاب: 69، البحار 82:180.
13- دعائم الاسلام 1:225، البحار 82:168.
14- نهج البلاغة قصار الحكم: 122، البحار 6:136، تفسير القمي 2:70، روضة الواعظين: 490.
15- تفسير السيوطي 5:363.
16- أمالي الطوسي المجلس 18:522 ح1156، البحار 76:59.
17 و 18ـ كهف: 82.
18- معاني الأخبار: 200، البحار 13:295.
19- الجعفريات: 237، مستدرك الوسائل 1:123 ح158.