إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أول من وضع قواعد النحو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أول من وضع قواعد النحو


    بسم الله الرحمن الرحيم

    أول من وضع قواعد النحو

    روى جماعة من علماء الخاصة والعامة في كتب الكلام وكتب الامامة وكتب فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وغيرها أن علياً (عليه السلام) هو الذي وضع علم النحو وعلّمه أبا الأسود الدؤلي، وقد كان النحو يطلق على النحو والصرف، وأن علم العربية شامل لهما ولعلم المعاني والبيان، ورواه عبدالرحمن بن محمد الأنباري النحوي في كتاب ـ طبقات الأُدباء ـ.


    قال روى أبو الأسود قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجدت في يده رقعة، فقلت ما هذه ياأمير المؤمنين؟ فقال: اني تأملت كلام الناس فرأيته قد فسدبمخالطة هذه الحمراء ـ يعني الأعاجم ـ فأردت أن أضع لهم شيئاً يرجعون اليه ويعتمدون عليه، ثم ألقى الرقعة وفيها مكتوب: الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ به، والحرف ما جاء لمعنى، وقال: أنحو هذا النحو وأضف اليها ما وقع اليك، واعلم ياأبا الأسود إن الأسماء ثلاثة: ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر. وأراد بذلك الاسم المبهم، قال أبو الأسود: كان ما وقع إلي إن وأخواتها ما خلا لكن، فلما عرضت على علي (عليه السلام) قال: وأين لكن؟ فقلت ما حسبتها منها، فقال: هي منها فالحقتها، فقال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت فلذلك سمي النحو نحواً(1).

    قال أبو القاسم الزجاجي: حدثنا أبو جعفر محمد بن رستم الطبري، قال: حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي، حدثنا سعيد بن مسلم الباهلي، حدثني أبي، عن جدي، عن أبي الأسود الدوئلي، قال: دخلت على ابن أبي طالب (رضي الله عنه) فرأيته مطرقاً متفكراً، فقلت: فيم تفكر ياأمير المؤمنين؟ فقال: اني سمعت ببلدكم هذا لحناً، فأردت أن أصنع كتاباً في اُصول العربية، فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة، ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إلي صحيفة فيها، بسم الله الرحمن الرحيم الكلام كله اسم وفعل وحرف، فالاسم: ما أنبأ عن المسمى، والفعل: ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف: ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل، ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم ياأبا الأسود أن الأسماء ثلاثة: ظاهر، ومضمر، وشيء لا ظاهر ولا مضمر، وإنما تتفاضل العلماء في معرفة ما ليس بظاهر ولا مضمر، قال أبو الأسود: فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه، فكان من ذلك حروف النصب، فذكرت فيها إن وأن وليت ولعل وكأنّ،ولم أذكر لكن، فقال لي: لم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بلى هي منها فزدها(2).

    عن صعصعة بن صوحان، قال: جاء أعرابي إلى علي بن أبي طالب[(عليه السلام)] فقال ياأمير المؤمنين كيف نقرأ هذا الحرف "لا يأكله إلاّ الخاطون" كُلُّ والله يخطو، فتبسم علي وقال: {لاَ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ}(3) قال: صدقت يا أمير المؤمنين ما كان الله ليسلم عبده، ثم التفت علي إلى أبي الأسود الدؤلي فقال: إن الأعاجم قد دخلت في الدين كافة، فضع للناس شيئاً يستدلون به على صلاح ألسنتهم، فرسم له الرفع والنصب والخفض(4).


    -----------------------------
    1- الفصول المهمة (للحر العاملي): 272، الأنوار النعمانية 1:48.

    2- أمالي الزجاجي: 238، الفصول المهمة (للحر العاملي): 274، كنز العمال 10:283 ح29456، تاريخ الخلفاء (للسيوطي): 143.

    3- الحاقّة: 37.

    4- كنز العمال 10:284 ح29457.
يعمل...
X