بسم الله الرحمن الرحيم
فاطمة بضعة مني
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله له الحمد عرض حب علي وفاطمة وذريتها على البرية فمن بادر منهم بالإجابة جعل منهم الرسل، ومن أجاب بعد ذلك جعل منهم الشيعة وإن الله جمعهم في الجنة).(1)
وعن ابن عباس قال: قال (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا علي إن فاطمة بضعة مني، هي نور عيني وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، ثم رفع يديه إلى السماء فقال: اللهم إني اشهدك أني محب لمن أحبهم، مبغض لمن أبغضهم، سلم لمن سالمهم، حرب لمن حاربهم، عدو لمن عاداهم، ولي لمن والاهم).(2)
وفي (الهداية الإلهية) التي هبط بها جبرائيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تضمنت رسالة من خالق الأكوان إلى سيد المرسلين نجد: (... فإذا عليها سطران مكتوبان: بسم الله الرحمن الرحيم، تحية من الله تعالى إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله وأمان لمحبيهم يوم القيمة من النار).(3)
وعن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: (لفاطمة وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيمة كتب بين عيني كل رجل: مؤمن أو كافر، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ بين عينيه: محباً، فتقول: الهي وسيدي سميتني فاطمة، وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار، ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول عز وجل، صدقت يا فاطمة، إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه؟ فأشفعك، ليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فجذبت بيده وأدخلته الجنة).(4)
وقال الحسين بن علي (عليه السلام): حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: (أخذ النبي بيد الحسن والحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة).(5)
وعن نصر بن مزاحم عن زياد بن المنذر عن زاذان عن سلمان قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا سلمان من أحب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار، يا سلمان حب فاطمة ينفع في مائة من المواطن، أيسر ذلك المواطن الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه ابنتي فاطمة، رضيت عنه، ومن رضيت عنه، رضي الله عنه، ومن غضبَت عليه غضبت عليه، ومن غضبت عليه، غضب الله عليه، يا سلمان ويـل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً، وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها).(6)
وعن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: (خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: (إن الله عز وجل باهى بكم فغفر لكم عامة وغفر لعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي ومحاب لقرابتي، هذا جبرائيل (عليه السلام) يخبرني: إن السعيد كل السعيد حق السعيد: من أحب علياً في حياتي وبعد وفاتي).(7)
وعن زينب ابنة علي، عن فاطمة، بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أما إنك يا علي وشيعتك في الجنة).(8)
وعن النبي قال: (حب علي براءة من النار).(9)
وعن ابن مسعود قال، قال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إنك قسيم الجنة والنار، وأنت تقرع باب الجنة، وتدخلها أحباءك بغير حساب).(10)
وعن ابن عباس قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: (... ثم يقول جبرائيل يا فاطمة سلي حاجتك، فتقولين، يا رب شيعتي، فيقول الله: قد غفرت لهم، فتقولين: يا رب شيعة ولدي، فيقول الله: قد غفرت لهم، فتقولين: يا رب شيعة شيعتي، فيقول الله: انطلقي، فمن إعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك، تود الخلائق أنهم كانوا فاطميين، فتسيرين ومعك شيعتك وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين، آمنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لايظمأون).(11)
وفي حديث طويل: قال الله عز وجل (يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار).(12)
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم)... فيوحي الله عز وجل إليها: (يا فاطمة، سليني اعطك، وتمني علي ارضك، فتقول: الهي أنت المنى وفوق المنى، اسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار).(13)
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): (... يا علي إن هذا النهر (الكوثر) لي ولك ولمحبيك من بعدي).(14)
وفي حديث: (... فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق، فلا يبقى محب لأهل البيت إلا رفعت إليه صكاً فيه فكاكه من النار، فصار أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار).(15)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (معرفة آل محمد براءة من النار، وحب آل محمد جواز على الصراط، والولاية لآل محمد أمان من العذاب).(16)
وفي الحديث: إنه صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر وقال (... والذي بعثني بالنبوة واصطفاني بالرسالة، لقد حرم الله عز وجل النار على لحم فاطمة ودمها وعصبها وشعرها، وفطم من النار ذريتها وشيعتها،... الويل ثم الويل. الويل لمن شك في فضل فاطمة ولعنة الله ثم لعنة الله على من يبغض بعلها علي ابن أبى يطالب ولم يرض بإمامة ولديها، إن لفاطمة موقفا ولشيعتها أحسن موقف، وإن فاطمة تدعو قبلي وتشفع وتشفع على رغم كل راغم).(17)
وفي الحديث (... فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب مرط فاطمة سيدة نساء العالمين، فلا يبقى محب لفاطمة إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها، حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام، قالوا: وكم فئام واحد؟ قال: ألف ألف، ينجون بها من النار).(18)
وعن أبي الصلت الهروى قال: قال المأمون لعلي الرضا ابن موسى الكاظم (عليه السلام): اخبرني عن جدك أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بأي وجه هو قسيم الجنة والنار، فقال له الرضا (عليه السلام): (ألم ترو عن آبائك عن عبد الله بن عباس أنه قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر؟ فقال بلى، فقـال الرضا (عليه السلام): لما كانت الجنة للمؤمن والنار للكافر فقسمة الجنة والنار إذا كان على حبه وبغضه فهو قسيم الجنة والنار، فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك، إنك وارث جدك رسول الله).(19)
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أنا شجرة وفاطمة فرعها، وعلي لقاحها، وحسن وحسين ثمرها، ومحبوهم من امتى أوراقها، ثم قال: هم في جنة عدن والذي بعثتي بالحق).(20)
وفي رواية أخرى: (... وحيث ينبت الشجر تساقط ورقها، ثم قال: في جنة عدن والذي بعثتي بالحق).(21)
وفي حديث الإسراء: (يا محمد إني خلقتك وخلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السماوات والأرض، فمن قبلها كان عندي من المؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الضالين (الظالمين خ ل) يا محمد لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع، أو يصير كالشن البالي ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقر بولايتكم).(22)
1-المناقب المرتضوية، للعلامة الكشفي ص97.
2- (أهل البيت) توفيق أبو علم ص 124.
3-مقتل الحسين للخوارزمي ص 95. ومثله في بحار الأنوار ج 37 ص 99 ب1 ح1. والبحار ج 43 ص 308 ب 12 ح 72.
4- بحار الأنوار ج43 ص14-15 ب2 ح11. والبحار ج8 ص51 ب21 ح58.
5-المناقب لابن المغازلي ص370. وفي بحار الأنوار ج3 ص 116 ب 7 ح 27. وفي البحار ج 37 ص 37 ب 50 ح 5. والجمع بين هذه الروايات ودليل العقل قد يقتضي تفسيرها على حسب درجة المحبة أو يقال بأن لدرجته (صلى الله عليه وآله وسلم) عرضاً عريضاً ومراتب عديدة ككل حقيقة تشكيكية.
6-فرائد السمطين ج2 ص67 و (مقتل الحسين) للخوارزمي ص59 و (ينابيع المودة) ص263.
7- أسنى المطالب لشمس الدين الجزري ص66. وراجع بحار الأنوار ج 39 ص57 ب 87 ح 34 مثله.
8- دلائل الإمامة ص32 وإحقاق الحق ج7 ص 307. ومثله في بحار الأنوار ج39 ص 268 ب 87 ح 45. والبحار ج 41 ص 169 ب 109 ح 5. والبحار ج 65 ص 135 ب 18 ح 72.
9-كنوز الحقائق للمناوي ص 26. وينابيع المودة ص 257. وبحار الأنوار ج 39 ص 258 ب 87 ح 34 عن عمر بن الخطاب. والبحار ج 39 ص 304 ب 7 ح120.
10-ينابيع المودة ص 85. وفي بحار الأنوار ج 39 ص 209 ب 84 ح 31: ابن المغازلي باسناده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أنت قسيم الجنة والنار وإنك تقرع باب الجنة وتدخلها بغير حساب.
11-بحار الأنوار ج 43 ص 227 ب 8 ح 13.
12-سفينة البحار ج2 ص 375. وبحار الأنوار ج 27 ص 140 ب 4 ح 144.
13-تأويل الآيات ج2 ص 484. وبحار الأنوار ج 27 ص 140 ب 4 ح 144.
14- حق اليقين ج2 ص 199 نقلا عن مجالس المفيد وأمالي الشيخ وبشارة المصطفى. وبحار الأنوار ج 8 ص 18 ب 20 ح 2، وبحار الأنوار ج 8 ص 27 ب 20 ح 29. والبحار ج 39 ص 299 ب 87 ح 106.
15-الصواعق المحرقة ص173 وينابيع المودة ص88. وشبهه في بحار الأنوار ج 43 ص 123 ب 5 ح 31.
16-ينابيع المودة ص22 نقلاً عن جواهر العقدين والشفاء والإتـحاف للشبراوى ص4 ط القاهرة.
17-وفاة فاطمة الزهراء للبلادي البحراني ص 12.
18-بحار الأنوار ج8 ص 68 ب22 ح12. والبحار ج17 ص243 ب2 ح2.
19-ينابيع المودة ص 85. وشبهه في بحار الأنوار ج 39 ص 193 ب 84 ح 3.
20-شواهد التنزيل ج1 ص 312. وشبهه في بحار الأنوار ج 27 ص 103 ب4 ح68. والبحار ج 35 ص 31 ب 1 ح 27.
21- شواهد التنزيل ج1 ص312-313.
22- تأويل الآيات ج1 ص 98. وشبهه في بحار الأنوار ج 8 ص 357 ب 27 ح18. والبحار ج16 ص361 ب11 ح61. والبحار ج27 ص 199 ب7 ح67.