الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين محمد ، وآله البررة الميامين الأئمة المعصومين ، واللعن الدائم على أعدائهم ومبغضيهم الى يوم الدين.
وبعد: فقد أخبر الله تعالى في محكم كتابه وجليل خطابه بأن نساء خاتم النبيين هن أمهات المؤمنين, فقال تعالى: [النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ][1] , فليس لذلك بين المسلمين منكر, ولا بغيره مخبر, لكن لنجيب السائلين في معنى الأمومة للمؤمنين ,كتبنا هذه السطور راجين مغفرة الغفور, فنقول:
إن مقصد الآية من الأمومة هو حرمة النكاح, كما يتضح ذلك بعد التأمل في سبب نزول هذه الآية الكريمة: [ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُم ْ][2] , حيث قال البعض: إذا مات محمد سوف ننكح أزواجه!! فلذا نزل قوله تعالى بتحريم النكاح, وليس في ذلك دلالة على التعظيم من قريب أو بعيد, بدليل قوله تعالى :[ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ][3], فقيد الامر بالتقوى, فتكون هي المحور في عظمة الشخصية, كقوله تعالى:[.. إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ...][4].
وما نقصده من نفي التعظيم في منصب أمومة المؤمنين هو التعظيم الأخروي أي نفي ثبوت المنزلة الأخروية بمجرد ثبوت هذا العنوان على نساء النبي J كعنوان للشرف وهذا لا مماراة فيه كما تثبت هذه المنزلة لبني هاشم كافة مثلا, ولكنها في الميزان الإلهي الأخروي لا تحيد عن قوله تعالى: [ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ][5], وهذه المسألة محل إختلاف حتى عند السنة , وكل من قال بوجوب التعظيم والإحترام قيد ذلك بكونهن كالأمهات أي كما يجب إحترام وتعظيم الأم الحقيقية وإن كانت كافرة, فهل في هذا تنزيه أو عصمة أو دخول الجنة؟[6]
الخلاصة: ان الأمومة هنا تعني حرمة النكاح, وثبوتها لهن كعنوان للشرف, ولا دلالة فيه على التعظيم الأخروي؛لأنه مقيد بالتقوى, ومن قال بالتعظيم أراد به الإحترام والتعظيم كالأم الحقيقية وإن كانت كافرة.
[1] الأحزاب:6
[2] الأحزاب:6
[3] الأحزاب:32
[4] الحجرات:13
[5] الحجرات:13
[6] مركز الابحاث العقائدية
تعليق